موسى الفرعي يكتب: يوسف بن علوي..فارسٌ مُتوجٌ بأوسمةِ السلام

أثير- موسى الفرعي

أثير- موسى الفرعي

 

شأنه شأن النجوم الرافضة لفعل الانطفاء، ترجّل عن صهوته وهو في أعلى مراتب ضوئه الساطع، وفي أشد حالات قدرته على صنع السلام، إنه يوسف بن علوي سلاح السلام الشامل والخنجر العماني الأصيل، الرجل الذي أقنع الجميع بمحبته والرضا على ما قام به من أجل هذا الوطن العظيم منذ إشراقة فجر النهضة المباركة، وحتى وداعه لمنصب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية.

 

رجل نذر نفسه فداء لهذا الوطن ومبادئه وقناعاته، ولم يحجم في يوم ما عن اكتشاف مساحات للسلام حين تأخذ الآخرين أمواج الفرقة والخلاف، آمن بالإنسانية فسعى إليها مدفوعًا بإنسانية وحكمة كبيرة هو السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- الذي رأى في معاليه اليد القادرة على مساندته في تنفيذ رؤاه وتطلعاته ولم يخيّب اعتقاده أبدا، ولم يخيّب إيمان عمان في أحد أهم أبنائها البررة.

 

لقد وافق مقتضى الحال والسعي العماني، فكان اللسان الأكثر فصاحة والحضور الأكثر إقناعًا وقوة، ليكون بذلك أهم رجال السياسة في العصر الحديث، فهو رجل الإنجاز الحقيقي في الوقت الذي اكتفى فيه البعض بالحضور الشكلي ووهم الإنجاز، وفي كل محفل كان تواضعه الكبير محط إعجاب وعامل جذب إلى آرائه السياسية، إضافة إلى ذكاء خطابه وقدرته على الاستنباط والمفاوضات ونظرته الثاقبة للأمور، ولذلك كانت آراؤه وأفكاره سبيلا للخروج من المآزق والأزمات التي شهدتها المنطقة دون أي يقدم أي تنازلات تتعارض مع ما يؤمن به من قيم وثوابت حملته إياها عمانيته الأصيلة.

 

نعم ترجّل يوسف بن علوي عن صهوة جياده السياسي، لكن بعد أن نقش اسمه في ذاكرة التاريخ كواحد من أبرع رجال السياسة الحديثة، وفي ذاكرة الوطن من بين أخلص أبنائه الذين قضوا أعمارهم في خدمة قضيتهم المقدسة “عمان” بكل السبل والوسائل وشاركوا في إدارة شؤون البلاد الخارجية والداخلية بكل إخلاص وأمانة، لا شيء يمكن أن يصف عطاء وإنسانية وحنكة يوسف بن علوي، ولا يمكن أن تختصر الكلمات تاريخًا إنسانيًا وسياسيًا حافلا بالعطاء والنجومية الساطعة، لا شيء يعادل ذلك كله سوى أن نقول: إنه يوسف بن علوي أيها الناس.

Your Page Title