مسقط – أثير
تشارك المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني الاحتفال بيوم النخيل العربي والذي يصادف الخامس عشر من سبتمبر من كل عام.
وتمثل النخلة المورد الرئيسي للاقتصاد العماني منذ أقدم العصور، حيث ذكرت النصوص السومرية بلاد مجان كمصدر رئيسي لبعض السلع والتي أتى في مقدمتها النحاس والتمور، ووثقت تلك النصوص لما يتجاوز السبعين صنفا من التمور من ضمنها تمر مجان (أي عمان).
كما أشار الملاح اليوناني الذي طاف حول البحر الأحمر في القرن الأول قبل الميلاد إلى وصول سفن العديد من تجار بلاد الهند والصين إلى المواني العمانية محملة بالحرير والتوابل لمقايضتها بسلعتي اللبان والتمور، وخاصة تمر المبسلي الذي يتزايد الطلب عليه في بلاد الهند لإستخدامه في بعض الطقوس الدينية.
وفي عام 1840م بدأ تصدير تمر الفرض العماني إلى الولايات المتحدة الأمريكية الذي يكثر الطلب عليها في الأسواق الأمريكية لتناوله عند الاحتفال بعيد الشكر (Thanksgiving) في نوفمبر من كل عام.
واستفاد الإنسان العماني من جميع أجزاء النخلة فمن سعفها بنيت المنازل، وكان مصدرا للعديد من الصناعات التقليدية العمانية، واستخرج الحبال من أليافها، كما استخدمت جذوعها في بناء المنازل والمساجد والقلاع العمانية، فانبرت قريحة الشعراء بمدحها وتعداد أصنافها وفوائدها، ومنها على سبيل المثال المساجلة الشعرية التي حدثت بين الشيخ سعود بن حمد السالمي وبعض فقهاء عمان حول نخلة الزبد والتي أسفرت عن واحد وعشرين قصيدة حفظت في ديوان شعري بعنوان (دارس).
وارتبط بالنخلة الكثير من العادات الاجتماعية والاقتصادية خاصة في موسم الحصاد الذي يشارك فيه الجميع، بصورة تتجلى فيها قيم التعاون والتكافل في المجتمع العماني، وما يصاحبه من عادات وفنون ارتبطت بالنخلة وشكلت موروثا حضاريا وثقافيا في المجتمع العماني.
عليه يأتي مشروع زراعة المليون نخلة ليكون أحد مصادر الدخل القومي وموردا للأمن الغذائي، إضافة إل محافظته على ما مثلته النخلة كأحد مفردات الثقافة العمانية.