أثير – ريما الشيخ
السمنة، مشكلة يعاني منها الكثير من الأشخاص، سواء رجالًا أو نساء، حيث يعاني 2.1 مليار شخص من السمنة المفرطة حول العالم ، أي ما يعادل 30 في المائة من مجموع سكان العالم، وفي آخر 45 سنة تضاعف معدل السمنة في جميع أنحاء العالم بنحو ثلاثة أضعاف، كما تسبِب بوفاة أكثر من ثلاثة ملايين شخص كل سنة.
وتشكل السمنة تحديًا صحيًا وطنيًا وعالميًا، فضلا عن كونها عامل خطر لمجموعة متزايدة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) والسكري وأمراض الكلى المزمنة ومرض الكبد الدهني (NAFLD)، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والعديد من أنواع السرطان.
وتُدرج السمنة الآن ضمن الأهداف العالمية للأمراض غير المعدية التي حددتها منظمة الصحة العالمية في عام 2015.
كما تشير مُؤشرات المسح الوطني للأمراض غير المعدية في عام 2017م إلى أن أكثر من 66.5% من العُمانيين يعانون من الوزن الزائد أو يصابون بالسمنة، كما أن معدل تشخيص حالات السمنة في برنامج الفحص المبكر للأمراض غير المعدية بعد سن الأربعين قد بلغ 36%؛ الأمر الذي يعني أن هناك حوالي 164 ألف مصاب في هذه الفئة العمرية.
وتبلغ نسبة السمنة في النساء في المنطقة إلى 50٪ والرجال تزيد عن الـ40٪ ، كما لوحظ تزايدٌ في سمنة الأطفال المراهقين لتتعدى الـ15%.
فما هو تعريف السمنة؟! وما أسبابها وكيف نتخلص منها؟
يجيب عن ذلك الدكتور الجراح محمد العبري، استشاري جراحة عامة ومناظير، خلال حديثه مع “أثير” حيث قال: تعرّف السمنة بالحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم إلى درجة تتسبب معها في وقوع آثار سلبية على الصحة مؤدية بذلك إلى انخفاض متوسط عمر الفرد أو إلى وقوع مشاكل صحية متزايدة.
وأضاف: السمنة تؤدي إلى العديد من الأمراض، منها أمراض القلب وأنواع معينة من السرطان، وقد تعاني النساء الحوامل المصابات بالسمنة من مضاعفات تؤدي إلى مشاكل صحية لها أو للطفل، كما تشمل المخاطر الصحية الأخرى للسمنة على جسم الإنسان: أمراض الكلى، السكتات الدماغية، هشاشة العظام، ومرض السكري.
ما الذي يسبب السمنة المفرطة؟
يقول الدكتور محمد بأنه من المرجح أن تكون السمنة الشديدة نتيجة لمزيج من التأثيرات الجينية والنفسية الاجتماعية والبيئية والاجتماعية والثقافية التي تتفاعل مما يؤدي إلى اضطراب معقد في كل من تنظيم الشهية واستقلاب الطاقة ولا يبدو أن السمنة المفرطة هي نقص بسيط في ضبط النفس من قبل المريض، أي بشكل مبسط هي قابلية جينية مع تأثير بيئي.
كيف تقاوم السمنة، وهل للرياضة دور؟
ذكر الدكتور بأن التقليل من الأطعمة المعالجة ذات القيمة الغذائية القليلة كالحلويات والأطعمة السريعة، والإكثار من استهلاك البروتينات والدهون الصحية والخضروات قليلة الألياف يجنب السمنة، كما أن الرياضة مهمة لكل الأوزان، فهي تساعد على فقدان الوزن والحفاظ عليه وتحسين عمليات الأيض وصحة القلب والجهاز العضلي والرئة بالإضافة إلى الصحة العقلية.
متى ينصح المريض بعمل عمليات السمنة؟
قال الدكتور محمد: بشكل عام إذا لم يوفق المريض بإنزال الوزن بالرياضة وتنظيم الغذاء ينصح بالعملية إذا كانت كتلة جسمه تعدت الـ40 (سمنة مفرطة) أو الـ35 مع مشاكل متعلقة بالسمنة كالضغط والسكري وغيرها، وستتضمن العملية عددًا من الجراحات التي ستُجرى على الأشخاص المصابين بالسمنة، فيفقد المرء الوزن عند إجرائها عن طريق التقييد كإزالة جزء منها (تكميم المعدة) أو عن طريق تشريح الأمعاء الدقيقة وتحويل مسارها (جراحة تحويل مسار المعدة)، أو عن طريق عمليات تؤثر على الامتصاص كتحويل الاثنى عشر.
وأضاف: العمليات آمنة ولها مضاعفات قليلة عندما تُجرى من قبل متخصص وفي مركز مؤهل لمتابعة هذه الحالات، كما يحتاج المريض إلى المشاركة في خطط متابعة طويلة الأجل تتضمن مراقبة نظامه الغذائي ونمط حياته وسلوكه وحالته الطبية.
هل العملية هي الحل الوحيد غير الغذاء والرياضة؟
أجاب الدكتور موضحًا: حسب كتلة الجسم والحالة الصحية للمريض، فهناك خيار العقاقير الطبية للتنحيف المعترف بها من منظمة الأدوية العالمية، وبالون المعدة الذي ينصح به لمن كتلة جسمهم بين الـ 28-35 حيث يساعد في إنزال 15% من الوزن، بالإضافة إلى تقنيات أخرى ظهرت مؤخرًا كرمشة المعدة وهي التكميم باستخدام المنظار.
نصيحة الدكتور
ختم الدكتور الجراح محمد العبري حديثه مع “أثير” ناصحًا الأشخاص الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن بالتعود على نظام حياتي مختلف يزيد من حركتهم اليومية، والمشي لمسافات قصيرة بدلا من وسائل النقل واستخدم السلالم بدلًا من المصعد، والوجود في بيئة عمل نشطة وتجنّب الخمول المطول، وأخذ فترات راحة كافية.