أثير- المكرّم السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي
خدمات أخرى ظهرت في مجال الدفع الإلكتروني والتعليم عن بعد و في مجال الإعلام و الإعلان و الدعاية و الأمن المعلوماتي و الذكاء الصناعي . وخدمات جديدة يتم تطويرها منها الاستشارات الطبية عن بعد. ويمكنك الآن التأمين على سيارتك دون الحاجة لإملاء تلك الاستمارات العريضة بطلاسمها ورموزها.
الحمد لله أمور الحياة تتسهل وكل هذا الحراك الجميل سببه الشركات العمانيه الناشئة المرتبطة بالتقنيات و الابتكار، التي يكافح فيها الشباب العماني بكل جهد و عزم لتصبح رافدا خدميا للبلد ، و الأهم من ذلك هي المصدر المستقبلي للرزق الشريف بدلا من الوظيفة. شباب عمانيون يتركون الوظائف الروتينية و يفتحون هذه المشاريع، والأعداد في تزايد مستمر.
لكن لإبقاء هذه الهمّة فعلى المجتمع فتح قلبه و عقله قبل محفظته. هذه الشركات الناشئة تحتاج إلى مصادر تمويل رحيمة تكون لها إزرا لا وزرا. هي تبحث عن حواضن تغذيها بالحنان لتكبر و تترعرع. و تحتاج إلى فواتير رحيمة لخدمات اتصالات. هذه الشركات اليانعة تحتاج إلى خدمات حفظ سحابية وطنية لمعلوماتها حنونة بحصّالتها و تقف معها وقت الأعطال، و تتوق إلى أنظمة سجل تجاري تستوعبها و خدمات جمركية و رسوم تعاملها برفق .
كذا تحتاج إلى تشريعات تصونها ، و تأمل أن تحمي أفكارها و ابتكاراتها الصغيرة من ابتلاع حيتان التقنيات المنتشرة بعالم اليوم . إنها تحتاج إلى من يقاسمها ديس الحلوى لا من يطالبها بالّدست.
إن الشركات الناشئة في السلطنة هي أمل الشباب للمستقبل و سوف تكون رافدا كبيرا للتشغيل و التوظيف و كسب الرزق ، بالإضافة إلى ما ستضيفه للاقتصاد العماني حين وصولها للعالمية.
وحسب بعض الإحصائيات فإن عدد الشباب دون السن ٢٥ربيعا في السلطنة يبلغ ٤٠٪ من السكان و لقد أسهمت بعض المنّصات التي أنشأتها الحكومة لدعم المشاريع الصغيرة و المتوسطة في إحداث طفرة في توّجه الشباب لإقامة مشاريع ابتكارية و تقنية و مبادرات إبداعية ، و حسب بعض الإحصائيات بلغ عدد الشركات الناشئة الصغيرة و المتوسطة بمختلف القطاعات ٤٠ ألف شركة بنهاية نوفمبر ٢٠١٩ مما يعني أننا أمام طفرة طموحة تحتاج إلى عناية كبيرة.
فلج جديد ينبع في عمان . علينا أن نهيئ له شريعة و وِقَبْ و سواقي و ضوابط.