أثير – ريما الشيخ
الاجتهاد صفة يحملها مَن يرسمون مستقلبهم بحروف الأمل، وينقشونه بين طيات أحلامهم، والثقة بالنفس عنوان للسنين التي عملوا بها.
وهذا ما عمله المهندس أحمد غلام رسول بن عبدالله البلوشي، مسؤول الشؤون التجارية في الشركة العُمانية للأبراج الحاصل على بكالوريوس هندسة الاتصالات من جامعة السلطان قابوس، وماجستير إدارة الأعمال من كلية الشرق الأوسط بالارتباط مع جامعة كوفنتري البريطانية.
بدأ البلوشي العمل في الشركة العُمانية للنطاق العريض، فكُلِّف بالاهتمام بأحد حسابات مشغلي الخدمة لتوصيل خدمة الألياف البصرية، وبعد مرور سنة ونصف من المثابرة والاجتهاد، تم تعيينه كمسؤول على الفريق نفسه.
قد تكون هذه بداية سير عمل ناجحة للقارئ الكريم، لكن بالنسبة للمهندس أحمد ليست سوى أول خطوة في سلم نجاحه.

يقول المهندس أحمد، لـ “أثير”: أدرتُ فريقًا يتكون من 7 شباب طموحين، وشهدت تلك الفترة عدة إنجازات للشركة، حيث يُعدّ هذا القسم من أحد أهم الأقسام فيها؛ لأنه يشكّل نسبة كبيرة من العائد المادي لها، وبعد سنتين من عملي هذا، حصلتُ على الترقية للأداء الاستثنائي الذي قدمتهُ في ظل تحقيق إنجازات كبيرة للشركة.
وأضاف: بعد فترة، تلقيتُ عرض عمل من الشركة العمانية للأبراج، حيث كُلفتُ بقيادة فريق الشؤون التجارية الذي يختص بالتعامل مع العملاء وفتح باب الحوار والنقاشات وجلب مزيد من الفرص، ويعد هذا بحد ذاته مسؤولية كبيرة ومهمة ليست بالسهلة، لكن بمعرفتهم بعملي وإنجازاتي السابقة؛ نلتُ الثقة لإعطائي هذا المنصب الذي يقع تحت مسؤولية الرئيس التنفيذي مباشرة نظرًا لأهميته.

يُعد الشاب أحمد أحد أصغر القيادات الشابة في قطاع الاتصالات العمانية، فقد عمل في شركتين كانتا في ذلك الوقت من الشركات الناشئة، وتعد هذه المرحلة من أصعب المراحل التي قد تمر بها أغلب الشركات، حيث تتطلب الكثير من الجهد والعمل الشاق لإرساء القواعد الأساسية والثبات في السوق.
“تسلق قمة النجاح غالبًا ما يحتاج إلى الصلابة، والاستمرار بالمحاولة للوصول إلى ما تصبو إليه، فضع نصب عينيك أن تصميمك على النجاح أهم من أي شيء آخر” هذا ما أكده المهندس أحمد عندما قال: التسلق في السلم الوظيفي يتطلب التعلم المستمر وتنمية المهارات، تُنجز بالقراءة وإجراء الكثير من البحوث.
يُقال بأن الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما العزيمة والتحدي فهما ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية، وهذا ما عمل به أحمد لينجح بالعمل، فأوضح: السهر والعمل في أيام الإجازة لمجاراة ضغط العمل ولمواكبة المهام المطلوب إنجازها، وإدراة الوقت بين العمل والدراسة ومسؤولية العائلة، كل هذا وأكثر كان لإثبات نفسي بالوظائف التي عملت بها، فالنجاح لا يحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام.

وأكد المهندس بأن العمل والتسلق الوظيفي والتطور ليس مربوطًا بـ “الواسطة”، بل هي عقبة يضعها الشباب في عقولهم، فإن اجتهدت وثابرت بالعمل في مكانٍ ما، لا يمكن لأي ظلام أن يدمس شمعة اجتهادك، فقط تخلّص من هذه الفكرة واسع جاهدًا لإيجاد الفرص لنفسك.
القدوة الحسنة خير نصيحة، والشاب أحمد أحد الذين يُمثلّون القدوة لشبابنا لما يمتلكه من إرادة وحسن الظن بنفسه وبالآخرين، فقال ناصحًا: العلم كنزٌ عظيمٌ، ويمكنك الوصول لآفاق بعيدة بإدراكك وتفكيرك وبعلمك، والإخلاص بالعمل والتفاني دائمًا ما يثمر بالنتائج، ولا بد للشباب العُماني أن يؤمن بنفسه وقدراته وأنه قادر على عمل أي عمل يكلّف به.

“هذا الوطن الغالي لم يبخل علينا قطّ، وبالمقابل يحتاج منا رد الجميل ولو بالشيء البسيط، فنحن الشباب عمود هذا الوطن الذي يجب أن نحمله على أكتافنا؛ لنرتقي به إلى مصاف الدول العظيمة” هكذا ختم المهندس أحمد البلوشي حديثه مع “أثير”، مؤكدًا بأن الشباب العماني يمتلك كل الإمكانات والقدرات، ليتقدم بثقة لصنع مستقبل باهر لهذا الوطن الغالي.
يذكر أن الشاب أحمد غلام البلوشي مازال يواصل مشواره العلمي، فهو حاليًا باحث دكتوراه بجامعة تيناجا في ماليزيا، بتخصص المعلومات والاتصالات والتقنية.