أثير – ريمـا الشـيخ
تحرص الأمهات على وضع الكحل في عيون الأطفال البريئة؛ خوفًا من الحسد أو الظن بحمايتها من الجراثيم، أو تقويتها. وهذا المشهد يُمثِّل ممارسات تقليدية ما تزال موجودة حتى يومنا هذا، لكن – للأسف- لا يعي الكثير بأن هذا الأمر قد يؤذي عيون الأطفال.

عن هذا الموضوع قالت الدكتورة رقيه بنت إسماعيل الظاهري -طبيبة مختصة بقانون وأخلاقيات مهنة الطب- لـ “أثير”: اعتاد الكثير من الأمهات على بعض الممارسات التقليدية الشائعة منها تكحيل عيني حديثي الولادة، وذلك اعتقادا منهن بأنه يساعد على اتساع حجم العين، ويساعد على فتح العيني، ويحسِّن النظر، ويجنب أمراضًا مثل التهاب الجفن والتهاب الملتحمة، في حين أنه قد يؤدي في الواقع إلى هذه الأمراض، كما أن هناك معتقدات بأنه يحمي من الحسد وغيرها من الاعتقادات، لكنها اعتقادات وعادات خاطئة ليس لها مرجع طبي أو أساس علمي، وبحسب الأبحاث العلمية لا توجد فوائد صحية للكحل، ويقتصر ذلك على الزينة فقط.
“أثير”

وأضافت: هناك أنواع للكحل تدخل في تصنيعها مواد غير نقية مثل مادة الرصاص، ووفقًا لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فإن استخدام الكحل الذي يحتوي على مادة الرصاص يمكن أن يسبب التسمم مما قد يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم ومشاكل الكلى، وقد يتسبب التسمم بالرصاص أيضًا في تدمير الجهاز العصبي عند وصوله للمخ مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل حدوث نوبات صرع وغيبوبة وفقدان الإبصار.
وقد ذكرت الدكتورة بأن هناك تحذيرًا دائمًا من أطباء الأطفال بعدم تكحيل عيون الأطفال بغض النظر عن مصدر الكحل وذلك لعدة أسباب، بالإضافة إلى احتمالية التسمم بالرصاص منها أن وضع أي مادة في عين الطفل غير القطور أو المراهم التي يوصي بها الأطباء قد يسبب تهيج العين وتحسسها ويؤثر على أنسجة العين مباشرة وقد يسبب التهابات واحمرارًا وتورم العين خصوصا حديثي الولادة، حيث تكون أعينهم حساسة وأكثر عرضة للإصابة بالملوثات والبكتيريا، كما أن الآلة التي تستخدم للتكحيل يمكن أن تنقل عدوى إلى عينه.
ونصحت الدكتورة رقية جميع الأمهات بالحذر من هذه الممارسات واتباع الإرشادات الطبية في جميع ما يخص صحة أطفالهن خصوصا حديثي الولادة، وعدم وضع أية مواد كميائية أو أية مواد أخرى غير التي ينصح بها الطبيب لعيني الأطفال، وتجنب ملامسة أيدي الكبار لعيني الطفل وحمايتها من التعرض للأتربة والغبار وأشعة الشمس الساطعة والإضاءة القوية.

وفي ختام حديثها، قالت الدكتورة رقية : لكل عصر معتقداته وطقوسه، وأعتقد أننا اكتفينا مما خلَّفته ممارسات التداوي الموروثة، واضمحلَّ الكثير من العلاجات الشعبية إلى ما يسمى بالطب الحديث، ومع ذلك ما تزال سواقي الجهل تعشش سموم معتقداتها لتفتك بأرواح مخملية تغفو بين أحضان قد يخونها التقدير، وللأسف، هناك انتهاكات لا يمكن رتقها، وقد يتأخر الوقت لتداركها، فما تزال بعض الأمهات من المثقفات والمتعلمات لا يستطعن الاعتراض على علاجات شعبية، ويقفن مكتوفات الأيدي أمام تدخُّل الأهل بممارسات متعارف عليها منذ أجيال، تختلف فيها المسميات والطقوس، لكن نتائجها تكون بالتأكيد كارثية، ويظل جناح الوالدين هو الأكثر أمانًا ويبقى حضنك كأب أو كأُم هو الأكثر دفئًا، وأن تكون وصايتك عليهم الأكثر حرصًا، و أقل ما يمكن تقديمه لهم كنَفٌ مؤتمنٌ على اتخاذ قرارات صحية صائبة مبنية على الأخذ برأي أهل العلم والاختصاص.
لكل عصر معتقداته وطقوسه، وأعتقد أننا اكتفينا مما خلَّفته ممارسات التداوي الموروثة، واضمحلَّ الكثير من العلاجات الشعبية إلى ما يسمى بالطب الحديث، ومع ذلك ما تزال سواقي الجهل تعشش سموم معتقداتها لتفتك بأرواح مخملية تغفو بين أحضان قد يخونها التقدير، وللأسف، هناك انتهاكات لا يمكن رتقها، وقد يتأخر الوقت لتداركها، فما تزال بعض الأمهات من المثقفات والمتعلمات لا يستطعن الاعتراض على علاجات شعبية، ويقفن مكتوفات الأيدي أمام تدخُّل الأهل بممارسات متعارف عليها منذ أجيال، تختلف فيها المسميات والطقوس، لكن نتائجها تكون بالتأكيد كارثية، ويظل جناح الوالدين هو الأكثر أمانًا ويبقى حضنك كأب أو كأُم هو الأكثر دفئًا، وأن تكون وصايتك عليهم الأكثر حرصًا، و أقل ما يمكن تقديمه لهم كنَفٌ مؤتمنٌ على اتخاذ قرارات صحية صائبة مبنية على الأخذ برأي أهل العلم والاختصاص.