أثير- ريما الشيخ
يحتفل العالم في 31 من مايو كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي أقرته دول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في 1987 بمسمى اليوم العالمي لمكافحة التبغ، وهي المناسبة التي تسعى إلى لفت النظر العالمي نحو الآثار السلبية والضارة للتبغ والتدخين وآثاره السيئة على الصحة العامة وتذكير الشعوب بالمخاطر التي يسببها.
وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن وباء التبغ العالمي يؤدي بحياة ما يقرب من 6 ملايين شخص سنويا، منهم أكثر من 000 600 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر، وإن لم نتخذ التدابير اللازمة فسيزهق هذا الوباء أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنويا حتى عام 2030، وستسجل نسبة 80% من هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها في صفوف الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
في هذا الجانب قال الدكتور زاهر بن أحمد العنقودي، استشاري أول طب الأسرة والمجتمع ورئيس الرابطة العمانية لمكافحة التبغ في حديث مع “أثير”: بيّن المسح الوطني للأمراض غير المعدية عام 2017م أن 14.1% من الذكور يدخنون مقابل 0.4% فقط من الإناث، كما بينت آخر دراسات التدخين بين طلاب المدارس من السن 13 إلى 15 عاما بالسلطنة أجريت خلال 2016م بأن حوالي 6٪من الطلبة يتعاطون التبغ، 3.9٪ منهم من الإناث، وهناك 11.9% من الطلاب يتعرضون لدخان التبغ داخل المنازل.
بيّن المسح الوطني للأمراض غير المعدية عام 2017م أن 14.1% من الذكور يدخنون مقابل 0.4% فقط من الإناث، كما بينت آخر دراسات التدخين بين طلاب المدارس من السن 13 إلى 15 عاما بالسلطنة أجريت خلال 2016م بأن حوالي 6٪من الطلبة يتعاطون التبغ، 3.9٪ منهم من الإناث، وهناك 11.9% من الطلاب يتعرضون لدخان التبغ داخل المنازل.
وأضاف: التبغ بجميع أنواعه وطرق تعاطيه له أضرار صحية جسدية، نفسية، اجتماعية واقتصادية، كما أن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة للإقلاع عن التدخين بل تجر إلى تدخين السجائر، وفي مسح التدخين بين طلبة المدارس عام 2016 تبين أن 5.3% من الطلاب بمعنى 8.9 من الذكور، 2.3 من الإناث يستخدمون السجائر الإلكترونية.
وفي مسح التدخين بين طلبة المدارس عام 2016 تبين أن 5.3% من الطلاب بمعنى 8.9 من الذكور، 2.3 من الإناث يستخدمون السجائر الإلكترونية.
وقال الدكتور بأنه على الرغم من رفع الضرائب على منتجات التبغ والذي يسهم على عدم القدره على الشراء فإن توفر محلات بيع التبغ يؤدي إلى سهولة الوصول للتبغ وبخاصة الشباب، وهنا دعوة إلى تنظيم هذه التجارة لتحديد أثرها على بعض الفئات العمرية.
كما أكد الدكتور بأن خدمات الإقلاع عن التدخين متوفرة بشكل محدود في السلطنة مما يؤدي إلى قلة نسب المقلعين، داعيًا المؤسسات وبخاصة وزارة الصحة إلى توفير هذه الخدمة بشكل أوسع مع توفير أدوية الإقلاع عن التبغ .
من جانبه قال حمد المنذري، ممرض صحة مجتمع ( المشرف الفني لمشروع نزوى لأنماط الحياة الصحية) خلال حديثه مع “أثير”: تسعى السلطنة إلى الحد من تفشي ظاهرة استخدام التبغ من خلال عدة جهود موجهة، والتي من ضمنها المساعدة على الإقلاع للراغبين في التوقف عن التدخين.
وأضاف: تعد مبادرة مشروع نزوى لأنماط الحياة الصحية والذي هو من المشاريع المجتمعية الرامية الى تحسين صحة الناس في ولاية نزوى من خلال تعزيز وتبني أنماط حياة صحية من شأنها أن تعمل على تقليل المراضة والوفيات من الأمراض غير المعدية حيث تبنى المشروع ثلاثة محاور عمل أساسية، هي : تعزيز النشاط البدني، وتعزيز التغذية الصحية ومكافحة استخدام التبغ المخدرات والمؤثرات العقلية.
وذكر المنذري: أنشأ المشروع أول عيادة استرشادية لتكون مثالا يحتذى به في عيادات مكافحة التبغ بالسلطنة، ولتكون قادرة على أن تكون مركزا لتدريب الكوادر الطبية في مجال الإقلاع عن التدخين ولتسهم في عمل البحوث والدراسات المتعلقة بإدمان النيكوتين، فقد تم تجهيز العيادة بكادر طبي مدرب وبجميع الأجهزة الأزمة والتي تسهم في تشخيص مستوى الإدمان على النيكوتين، وتشخيص الأمراض المتعلقة بالتدخين مثل جهاز قياس كفاءة الرئة (lungs spirometer) وجهاز قياس نسبة أول أكسيد الكربون في الرئة (carbon monoxide detector) وجهاز قياس نسبة الدهون بالجسم، وجهاز قياس نسبة السكر في الدم وغيرها.
وأوضح حمد المنذري بأن العيادة إلى الآن استقبلت ما يزيد عن 470 شخصا راغبا في التوقف، وقد أظهر التقصي والتحليل لوضع المقلعين بأن ما يزيد على 53 ٪ من المقلعين استطاعوا التوقف كليًا عن التبغ ومشتقاته المختلفة لأكثر من عام، في حين أظهرت النتائج بأن العدد المتبقي كانت لديهم انتكاسة في عملية التوقف لأسباب تعددت كان من أبرزها الغضب والصداع وضغوط الأصدقاء .
،
وقد أظهر التقصي والتحليل لوضع المقلعين بأن ما يزيد على 53 ٪ من المقلعين استطاعوا التوقف كليًا عن التبغ ومشتقاته المختلفة لأكثر من عام، في حين أظهرت النتائج بأن العدد المتبقي كانت لديهم انتكاسة في عملية التوقف لأسباب تعددت كان من أبرزها الغضب والصداع وضغوط الأصدقاء .
الجدير بالذكر بأن العيادة تقدم خدمات الاستشارة والتوجيه السلوكي في العلاج كما تستعين بوصف العلاج الكيميائي والذي يساعد في علاج المدخنين مثل لصقات وعلكة النيكوتين، وتقدم خدماتها بالمجان في حين يتعين للمراجع شراء بعض الأدوية التي ليست مدرجة في قائمة الأدوية التي توفرها الوزارة.
من جانب آخر، حاورت “أثير” أحد المواطنين المدخنين (ع.م) متحدثًا عن محاولته للإقلاع عن التدخين، فقال: أدخن منذُ فترة طويلة، وأصرف ما يقارب 100 إلى 150 ريالا عمانيا في الشهر الواحد، أي علبة واحدة يوميًا، لكن حاولت الإقلاع عنه أكثر من مرة؛ لأنه إحدى حالات التعود ، والدليل بأنني استطعت الإقلاع عنه لفترات طويلة، ومما لا شك فيه بأنه عادة سيئة وينبغي تركها.
أثير
وأضاف: البعض يروج بأنه يلجأ إلى هذه العادة في لحظات التوتر، رغم أنه أثبت علميًا بأن التدخين يزيد من حدة التوتر، وأفكر جديًا بالإقلاع عن بشكل نهائي، كي لا تكون عادة يمكن بأن يكتبسها الأبناء أولًا، وثانيًا حرصًا على الجانب الصحي.