مسقط-أثير
أصدرت دار لبان للنشر ثلاثة إصدارات جديدة ترفد بها المكتبة العمانية.
وجاء الكتاب الأول بعنوان “صور العفيّة.. ذكريات من عبق الماضي” لمؤلفته مريم بنت علي بن راشد ود فيصل الغيلاني، التي انتقلت إلى رحمة الله قبل عدة سنوات، وتهدي الكتاب إلى أمها “التي لولا حديثها وإيحاءاتها ما استطعت أن أُخرجه إلى النور، وإلى أبي العزيز، الذي سكب لي منذ الصغر عصير تجاربه في كأسٍ من البلّور”، وإلى أفراد أسرتها، ومن ساعدها “بأي جهد أو نصيحة أو معلومة أو استشارة”.
أما الكتاب الثاني فهو “قيم المواطنة ودورها في تعزيز الأمن الوقائي بالمؤسسات التعليمية” لمؤلفه الدكتور أحمد العلوي الذي أشار إلى أن أهميَّة هذا الكتاب تأتي “من خلال المساهمة في تعميق الانتماء للوطن والنهضة به إلى مصافِّ الدول المتطورة، وهو من أهمِّ الأسس التي يقوم عليه التطور والتقدم والازدهار؛ فالوطن ما عاد الوطن هو مسقط رأس الإنسان، بل هو المكان الذي ينشأ ويترعرع فيه، يتولد له فيه أصدقاء، وتنشأ له فيه علاقات وارتباطات، وترتبط فيه مصالحه ومنافعه الحسية والمعنوية”.
وأضاف العلوي بأن هناك كثيرا من التحديات التي تواجه ذلك؛ موضحا ما أحدثته العولمة والثورة التكنولوجية والتقدم العلمي الفائق في وسائل الاتصالات والتغيرات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية المستجدة على الساحة إلى شعور الدول العربية والإسلامية بمدى خطورة تلك التطورات على قيم وعادات وتقاليد مواطنيها لاسيما الشباب حيث أثرت في ثقافة وقيم الشباب مما أدى إلى تكوين تناقضات فكرية وصراعات ثقافية نجحت في غزو عقولهم فظهرت على الساحة تيارات فكرية تحمل أفكارًا تتعارض مع مصالح المجتمع، إضافة إلى ظهور عديد من الأمراض الداخلية الاجتماعية السيئة كالبطالة، والتهميش، والفساد.. وغير ذلك، مما أدى إلى ضعف وعي الشباب بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المعاصرة، وضعف الشعور بالانتماء، ومن ثم تدهور قيم المواطنة وعدم الوعي بأهميتها وانتشار قيم وسلوكيات مخلة بالأمن، ومعوقة للتنمية كالسلبية واللامبالاة وعدم التقيد بالنظام، مما يهدد أمن المجتمع والوطن.
ويتضمن الكتاب أربعة فصول، تناول الأول “القيم والمواطنة المفهوم ودلالات السلوك المرتبطة من حيث مفهوم القيم، وأهميتها، ومكوناتها، وخصائصها، وتطور المواطنة ومفهومها: فيما تضمن الثاني بحثا في قيم المواطنة من حيث مفهوم هذه القيم، وأهدافها، وأهميتها، ومجالاتها وأبعاده، وتطرق الثالث إلى “الأمن الوقائي، وممارسة قيم المواطنة في المجتمع العماني من حيث مفهوم الأمن الوقائي، وأهدافه، وأهميته لدى الشباب، ودور الجامعات في تحقيق هذا الأمن لديهم، ورؤية استراتيجية لتحقيقه لدى طلاب الجامعات، والتحديات والمعوقات التي تواجه ممارسة قيم المواطنة في المجتمع العماني، أما الفصل الرابع فيقدم مشروعًا لتنمية وعي طلاب الجامعات بقيم المواطنة من حيث أهداف المشروع، واستراتيجية تطبيقه، والاعتبارات المهمة لتطبيقه، وآليات تنفيذه، والبرنامج التدريبي لتنمية وعي طلاب الجامعات العمانية بقيم المواطنة الصالحة الداعمة لتحقيق الأمن الوقائي، ومعايير التقييم.
ويوثق عدنان الشعيلي في كتاب “الخروج من مملكة السمنة” تجربته الذاتية، وبأسلوب قصصي جميل، عن دخوله إلى هذه المملكة وخروجه منها، مع توضيح لما يمكن فعله لاتخاذ أحد هذين المسارين، ويهدي الكتاب إلى والدته الغالية، فيرى أنها “كانت وما زالت الطبيبة الأولى في حياتي”.
ويشير الناشر في كلمته على الغلاف الأخير إلى الكتاب بأنه جديرٌ بالقراءة، “فالمؤلف عدنان الشعيلي لم يروِ تجربته مع السمنة، كيف دخل مملكتها وكيف خرج منها فحسب، بل يأخذنا عبر الحكاية وتفاصيلها بسلاسة ليقدم لنا التجربة، ومعها خارطة طريق لتجنّب هذه المعاناة الصحية، وأيضًا يرصف لنا طريق الصحة لنستمتع بالحياة، بإيجابية، وبأقل الممكنات من تجاذبات القلق النفسي، والمعاناة الدائمة مع ثقل الجسم، والتي تصيب الروح بأحمال فوق احتمالها. كيف نصاب بالسمنة؟ وكيف نتشافى منها؟.. والأهم: كيف نتجنبها؟”، مضيفا إلى المحاور الجميلة التي يرصدها الكاتب، “وهو يجرب الكتابة عن تجربة شخصية، كادت أن تحرمه حياته كمهندس ناجح”.