أثير- موسى الفرعي
إن من أهم ما يميز العمل الإعلامي هو العمل بطريقة أخلاقية ومهنية، الأخلاق أولا فهي المسيّر والموجّه، فإن فقد الإعلام ذلك سقطت قيمته وتنصل من شرف العمل، ولا شيء كالشواهد والدلائل تقودنا إلى التمييز بين إعلام تحركه الإنسانية والمهنية وإعلام تحركه سطحية التعاطي والفهم لتقديم محتوى إعلامي، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها عُمان من أنواء مناخية متمثلة في الإعصار الذي يمر بها وما مر بها من قبل، قدمت عمان نماذج مشرفة في التعاون والتكاتف وقوة المجتمع والوطن قيادة وشعبا، وأفئدة الأحبة من خارج عمان تتواصل بشكل مستمر للاطمئنان على هذا البلد المحِب والمحَب سواء من مؤسسات إعلامية أو أفراد، وقد شهد الجميع ما قدمه تلفزيون الكويت من مادة إعلامية وأدعية لحفظ عمان من الإعصار شاهين، وكان النقل البصري للإعصار نقلا حقيقيا يحاول نقل الحقيقة كما هي رغم أن الحقيقة أكثر رعبا مما يمكن أن تصوره الكاميرا، ولكن التلفزيون الكويتي حاول تقريب الصورة قدر الإمكان بتوجيه من معالي عبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشئون الشباب الموقر، يرافق ذلك صوت الشيخ مشاري العفاسي وهو من هو داخل المشهد الديني والإعلامي، أما في الجانب الآخر تقف قناة العربية لتقدم تقريرا مصورا عن الإعصار شاهين وما تشهده عمان تعمدت فيها تسطيح الصورة وتبسيط الأمر مستعينة ببعض المقاطع المرئية القابلة لتكييفها كمادة للسخرية والتندر، لقد أصبحت الكوارث وما تخلفه من خسائر مادية وبشرية مادة للتندر لدى قناة العربية، فإن عملت العربية على اصطياد المقاطع وتركيبها بطريقة طفولية فتلك مصيبة وإن تركت مساحتها مفتوحة لمشاركة هذه المقاطع من الجمهور فالمصيبة أعظم، لأنها بذلك لم تحترم الإنسانية أولا، وثانيا لم تحترم المحتوى اللائق بها أن تقدمه، تجاوزت الأفعال البطولية التي تقوم بها مؤسسات الدولة والقوات المسلحة وشرطة عمان السلطانية والدفاع المدني وغيرها، تجاوزت بطولات الأفراد وتكاتف الشعب العماني، واكتفت بمادة سطحية لا قيمة لها، وكيفما كان التوجيه بهذه التقرير السطحي والموجّه به، فقد ساهموا بتقديم صورة واضحة للإعلام الذي تؤمن به العربية، وآمنا أكثر بالصورة المشرفة للعمل الإعلامي الذي قدمه تلفزيون الكويت، فأي النموذجين أحق بأن نؤمن به ونحترمه، فشكرا لتلفزيون الكويت وجميع الأخوة الأشقاء من كل بقاع الأرض لا سيما الكرام في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يجعل الأمر أكثر استغرابا كيف تسطيع قناة العربية تقديم محتوى رديئ في ظل ملك هو خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وشعب نؤمن بمحبتهم، أؤمن جدا بحرية التعبير وحرية الإعلام واستقلاله، شريطة أن تؤمن المؤسسة الإعلامية بالأخلاق أولا، الأخلاق التي بدورها ستقود إلى المصداقية والنزاهة والموضوعية واحترام الحقيقة.
