أخبار

هل عانى طفلك من التنمّر؟ إليك الأسباب والعلاج

هل عانى طفلك من التنمّر؟ إليك الأسباب والعلاج
هل عانى طفلك من التنمّر؟ إليك الأسباب والعلاج هل عانى طفلك من التنمّر؟ إليك الأسباب والعلاج

أثير – ريما الشيخ

أثير – ريما الشيخ

يُعدّ التنمّر ظاهرة باتت منتشرة وبشكل كبير في العديد من المجتمعات العربية والغربية أيضًا، وخصوصًا ضد الأطفال في المرحلة الدراسية؛ فما هو التنمر، وما أنواعه وأسبابه؟ وما الطرق المتبعة للتعامل مع المتنمر؟

تعريف التنمر
تُجيب عن هذه الأسئلة، الأستاذة هيفاء أحمد الشنفرية ، معالجة نفسية عن طريق اللعب للأطفال ، حيث قالت لـ “أثير”: يمكن تعريف التنمر بشكل بسيط على أنه نوع من الاضطراب الاجتماعي والسلوكي ، ويقصد به الاستقواء على الآخرين مما يسبب لهم أذى عاطفيًا ونفسيًا وقد يصل إلى الإيذاء الجسدي، أو هو نوع من السلوك العدواني حيث يستقوي طفل أو مراهق على آخر .


أنواعه:
وأضافت الشنفرية بأن هناك أنواعًا من التنمر، منها:
اللفظي: مثل السب ، الشتم ، التهديد ، التعنيف ، إعطاء ألقاب ومسميات للفرد ، الكلام العنصري والذي قد يمس لونا أو عرقا أو قبيلة.
التنمر البدني: مثل الركل ، الرفس ، الضرب ، الصفع أو نوع من الإيذاء الجسدي.
التنمر الجنسي: من خلال إطلاق الألفاظ النابية على الشخص الآخر ، مسميات جنسية، أو التهديد باللمس.
التنمر العاطفي والنفسي: المضايقة أو التخويف أو التهديد أو النبذ من الجماعة.
التنمر في العلاقات الاجتماعية: منع بعض الأفراد من ممارسة أنشطتهم الجماعية أو نبذهم أو إطلاق إشاعات عليهم.




أسبابه:
وذكرت الأستاذة هيفاء بأن هناك عدة أسباب للتنمر منها تعود للطفل المتنمر ومنها تعود للطفل المتنمر عليه:
بالنسبة للطفل المتنمر، قد تكون :
١- التنشئة الأسرية ، خاصة عندما لا يُربى الطفل على التعاطف مع الآخرين ، واستخدام العنف اللفظي والبدني لتقويم سلوك الطفل ، وغرس مفاهيم خاطئة لدى الطفل عن القوة.
٢- الألعاب الإلكترونية التي تشجع العنف، وألعاب القتال والعنف وبخاصة عند عدم ملاءمتها لسن الطفل.
٣- الأفلام أو الكرتون ذات المشاهد العنيفة.
٤- وقت الفراغ وعدم عمل الأسرة على توجيه الطفل على الأنشطة البدنية والرياضية والثقافية المختلفة والتي قد تسهم في تغيير شخصية الطفل.
بالنسبة للطفل المتنمر عليه :
١- قد يكون ضعف بنيته الجسدية أحد العوامل، فغالبا ما يكون المتنمر عليه ذا بنية ضعيفة مقارنة مع أقرانه .
٢- قد يكون ضعيف الشخصية، وبخاصة إن كان توجه الأسرة في التربية ألا يعبر الطفل عن نفسه أو يدافع عن نفسه من خلال غرس مفهوم خاطئ للإيثار .






الفئة الأكثر عرضة للتنمر :
أما عن الفئة الأكثر عرضة للتنمر، فأوضحت الشنفرية بقولها: تُشير الأبحاث إلى أن الطفل المتنمر عليه، قد يكون أضعف أقرانه جسديًا أو يعاني من مشكلة جسدية كالبدانة أو يرتدي النظارة الطبية، وقد يشعر بالخجل من هذا العامل البيولوجي، وقد يعاني من ضعف الثقة بنفسه، كما أن الأطفال أو المراهقين المتنمر عليهم قد يكونوا منطوين ، وليس لديهم كثير من الأصدقاء .
وأضافت: كما أشارت بعض الدراسات إلى أن الطفل المتنمر عليه قد يكون لديه بعض السمات منها الافتقار إلى مهارات التعاون والتواصل والاتصال مع الآخرين للدفاع عن نفسه، وقد يمر بحالة من الرفض والنبذ والعزلة ويكون عرضة للاكتئاب وتراوده أفكار انتحارية .


آثار التنمر:
وذكرت بأن معظم آثار التنمر تتركز على الجانب الانفعالي ويؤثر لاحقًا على الجانب التعليمي، فيصبح الطفل أو المراهق:
١- كثير التوتر والقلق
٢- منطويا في بعض الأحيان
٣- كثير البكاء
٤- لا يرغب في الذهاب للمدرسة ويصبح كثير التغيب
٥-الشعور بعدم الأمان
٦- سريع الغضب والانفعال
٧-يبدأ بالابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية
٦- استمرارية الاكتئاب قد تؤدي إلى أفكار انتحارية.






الطرق المتبعة للتعامل مع المتنمر:
قالت الشنفرية بأنه يجب أن نتعرف على أسباب التنمر لدى الطفل ، وتاريخه الأسري وأسلوب التربية ، فالعلاج يكون على ثلاثة محاور وهي: الطفل المتنمر، الأسرة، المدرسة، فبالنسبة للمدرسة يجب أن تكون هناك قوانين رادعة تمنع التنمر، ولا يجب أن يكون العقاب بالضرب أو التهديد، مثلًا من الممكن أن يكون العقاب بتوجيه المراهق أو الطفل بالعمل الاجتماعي مثل تنظيف ساحة المدرسة، ومساعدة الطلاب في أي نوع من العمل.
وأضافت: كما يجب على الأخصائي النفسي توجيه وإرشاد الطفل، وفي حال صعب عليه الوضع ليس من الخطأ أن يوجه الأسرة لتحويل الطفل لمختص أو ضمه في جماعات لمعالجة الغضب مثلا، أما بالنسبة للأسرة فيجب مساعدتها في تبديل بعض الأساليب التربوية التي تدعم قيم التعاطف واحترام الآخرين وتعديل الإستراتيجيات التربوية الخاطئة المتبعة لديهم، وأحيانًا الكثير من مشاكل التنمر تحتاج أن يتم معالجتها مع قبل مختصين نفسيين الذين بدورهم يقومون على العمل على المحاور الثلاثة.


كيف يمكن حماية أطفالنا من التنمر أو من التحول إلى متنمرين؟

أوضحت الاستاذة هيفاء بأن هناك 6 طرق لحماية الأطفال من التنمر أو التحول لمتنمرين، جاءت كالآتي:
أولا: التربية ، على الأسرة أن تحاول قدر استطاعتها أن تبتعد عن أسلوب الضرب والعنف والتهديد في التربية، لأنه قد يغرس لدى الطفل أن هذا هو الأسلوب المتبع في التعاملات الإنسانية ، أيضًا الابتعاد عن الدلال المفرط والتلبية الزائدة لرغبات الطفل .
ثانيًا: تعزير ثقة الطفل بنفسه من خلال تعزيز نقاط القوة لديه، وملاحظة إنجازاته والجانب الإيجابي في شخصيته .
ثالثًا : تعليم الطفل العطف والتعاطف مع الآخرين سواء في البيت أو المدرسة ، وغرس قيمة الإيثار وحب الآخرين واحترامهم والتعاطف مع مشاعرهم المختلفة .
رابعًا: تغيير مفاهيم القوة لدى الطفل وتذكيرهم بحديث الرسول ( ليس الشديد بالغضب، ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب) ، وأن القوة بالسيطرة على الانفعالات والغضب.
خامسا: تجنب غرس الأفكار العنصرية التي تشير الى اللون أو الجنس أو استصغار الآخرين.
سادسا: تعليم الأطفال تجاهل الكلام المسيء لزعزعة ثقة المتنمر، وإبلاغ الشخص المسؤول، وعدم السكوت عن حقه وإبلاغ أهله والمدرسة.




“إن شعرت أن ابنك يتعرض للتنمر أو أنه ذات شخصية متنمرة ، وأن الأمور خارج عن السيطرة رغم تبنيك أساليب تربوية جيدة ورغم محاولات المدرسة ، فعليك بطلب المساعدة من معالج أو أخصائي نفسي مختص في مجال الأطفال والمراهقين لحل هذا الموضوع “، بهذه الكلمات ختمت الأستاذة هيفاء الشنفرية حديثها مع “أثير”، مؤكدة أن الكثيرين قد يرون الاستثمار في الطفل من خلال توفير الملبس والمأكل والمشرب والتعليم والألعاب فقط، لكن الحقيقة هي أن تقديم الرعاية النفسية والتربوية اللازمة أمر مهم خصوصا في ظل تأثير الألعاب الإلكترونية والأفلام والتطبيقات المختلفة.

Your Page Title