العمانية – أثير
تتميز شواطئ محافظة الوسطى بشكل عام وولاية الدقم بشكل خاص بكثرة الصخور البحرية الساحلية التي توجد فيها الكثير من الرخويات والقواقع البحرية والتي يطلق عليها محليا “بالتوجع” بضم الواو او “الرحس” ولاسيما في شاطئ رأس مدركة وشاطئ الشوعير وبعض شواطئ ولايتي محوت والجازر.
والرحس أو التوجع عبارة عن صدف بحري توجد على الصخور الساحلية وتتكون من مادة غذائية على شكل لحم ويكون الغطاء الخارجي لهذا الصدف مادة مثل الظفر أو الظفران، ويعد موسم صيد وجمع الرحس من المهن المحببة عند المرأة الساحلية بالدقم والمشروعات الصغيرة التي تعتمد عليها خلال الموسم.
ويبدأ موسم الرحس أو التوجع من شهر سبتمبر حتى شهر أبريل سنويًا، تقوم خلالها المرأة الساحلية بجمع الرحس أو التوجع وكذلك الأخطبوط بداية ومنتصف كل شهر هجري عندما يكون البحر في حالة “جزر” ويطلق على هذه العملية أيضًا بمسمى العينة أي ظهور الصخور الساحلية القريبة من الشاطئ ورجوع أمواج البحر وانخفاض منسوبه.

وأوضحت عدد من النساء العاملات في هذا المجال بمنطقة رأس مدركة لوكالة الأنباء العُمانية الهدف من جمع” الرحس” وطريقة جمعه واستخداماته حيث قالت نصراء بنت سليم الجنيبية إن موسم جمع “الرحس” هو فعالية تمارسها النساء على شكل مجموعات لأهداف مختلفة منها للترفيه ومصدر رزق كالبيع أو استخراج مواد منها ذات فائدة لصناعة البخور والأكل والزينة.
وأضافت بأن “الرحس” هو منتج خاص للمرأة الساحلية حيث بعد تحضيره يعد منتجا يصلح لكافة الوجبات الغذائية خاصة يمكن أن يظل لفترة أطول وكذلك بالنسبة للظفر الذي يغطي اللحم داخل الصدف يتم جمعه أيضًا ثم بيعه في الأسواق الشعبية.
من جهة أخرى أوضحت سليمة بنت سبيع الجنيبية أنه خلال موسم “الرحس” يتم جمع الأخطبوط أيضًا من الصخور بواسطة آلة حديدية كالرمح ويعرف محليًا “الترباح”وكذلك “الرحس” بكافة أنواعه مثل “الفاذك” و”الشخرير” و”التوجع” و”الزوك” وهي أسماء محلية متعارف عليها بالمناطق الساحلية.

وأشارت محسنة بنت محمد الجنيبية إلى أن كثيرا من النساء بالمناطق الساحلية يعتمدن بشكل كبير على هذه المهنة خلال موسم “الرحس”وهو مشروع ناجح وعوائده المادية مجزية إثر الإقبال عليه من المواطنين والمقيمين.
وحول طريقة إعداده وتحضيره تقول سعيد بنت جاسم الجنيبية إن الخطوة الأولى تتمثل في جمعه من البحر وغسله من الرمل بشكل جيد بالماء الساخن ثم طبخه بالماء والملح لمدة ساعة أو ساعتين حسب الكمية المتوفرة بعدها يتم تجفيفه لمدة يوم ومن ثم تقوم المرأة الساحلية بشكه في حبل دقيق يحتوي كل واحد على 4 قطع من “الرحس”.
وتقوم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة في المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة الوسطى بدور كبير في دعم المرأة الساحلية بالدقم والمبادرة من خلال دعم مشاريعهن وتنميتها.