أثير – ريما الشيخ
أثير – ريما الشيخ
دشن يوم أمس المجسم الفنّي المصنوع من النفايات البلاستيكية والمعدنية في رسالة للحفاظ على بيئتنا، وذلك تزامنًا مع يوم البيئة العماني.
حول هذا الجانب، قال أنور بن ياسر بن زاهر الخنبشي، من شركة بيئة وصاحب فكرة المجسم والمشرف عليه، لـ “أثير”: فكرة المجسم تكونت من تجسيد أهم عنصر بحري يتغذى عليه الإنسان في عُمان وخارجها، ويعاني من مشاكل مد التلوث البيئي بسبب النفايات المتراكمة في المحيطات والبحار، فقد صُنع المجسم من أكوام الخردة المعدنية والعبوات البلاستيكية مثل علب الزيت الخاص بمحركات القوارب وشباك الصيد التي تم تجميعها من الشواطئ العمانية، وهي رسالة غير مباشرة أن نفوق الحيوانات البحرية بسبب السلوكيات الخاطئة من بني البشر.

وأضاف: ترك الأثر في المجتمع العماني، وتحويل المواد الملوثة للمناطق السياحية بشكل عام والبيئة العمانية بشكل خاص هي المُلهم لصنع مجسم السمكة، فقد كنا نهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي عن مخاطر الرمي العشوائي للنفايات في المناطق السياحية خلال حملة “عُمان تستاهل” التي انطلقت في عام 2019.

وذكر الخنبشي بأن الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة “بيئة” هي الداعم الأساسي والرئيسي في صُنع وترويج مجسم السمكة لإيصال الرسالة التوعوية للجمهور المستهدف، فدعم الشركة أسهم في التعاون الداخلي مع الأقسام المختلفة بالإضافة للتعاون المباشر مع الفاننين العمانيين عبدالكريم بن عبدالله الرواحي ويوسف بن سيف الرواحي.
وأضاف: عمل الفريق لمدة ستة أشهر متواصلة من خلال رسم النموذج الأولي، والاتفاق على المواد المستخدمة، ثم تجميعها وتحويلها إلى تحفة فنية مكتملة وذلك من خلال تطوير المجسم الأولي للسمكة والذي تم وضعه في ولاية صور مع انطلاق النسخة الأولى من حملة “عُمان تستاهل”، وقد نقل المجسم إلى العاصمة مسقط بالتزامن مع يوم البيئة العماني الثامن من يناير لإيصال الرسالة لأكبر شريحة، وسوف يتم نقله لعدة مواقع مختلفة في السلطنة في الأشهر القادمة لإيصال الرساله للفئات المختلفة.

وأشار أنور خلال حديثه إلى أن التحديّات المطروحة هي فنيّة في المقام الأول، لكن تعامل معها الفنانون بحرفية تامة، “فنحن جميعا نسعى بتوجيه كل طاقاتنا سواء كشركات أو مؤسسات بالتعاون لنحافظ على هذه الأرض الطيبة ونقلل الضرر الذي يمكن أن يتسبب من ممارسات غير مرغوبة لبيئة عمان الجميلة وأن نحافظ عليها للأجيال القادمة”.
وختم أنور الخنبشي حديثه مع “أثير” ، شاكرًا جميع الجهات الداعمة الحكومية والخاصة ليرى هذا المشروع النور، مؤكدًا أن على الجهات المختصة إعطاء فرص أخرى لمبدعين آخرين يستطيعون إيصال رسائل متنوعة بفنونهم المختلفة، فمن يرى بداخله فكرة ويريد منها أن ترى النور يجب أن يحارب من أجلها، خاصة إذا كان الهدف ساميا ويحمل رسالة، يجب ألا يستسلم .
الجدير بالذكر أن حملة “عُمان تستاهل” هدفت إلى ترسيخ أهمية الحد من الرمي العشوائي للنفايات من خلال التوعية المباشرة وغير المباشرة، فإلى جانب مجسم السمكة تم وضع مجموعة من معدات الشوي التي صُنعت عن طريق إعادة استخدام مواد تالفة في محافظة الداخلية في الجبل الأخضر، بهدف تحفيز السوّاح على استخدامها والابتعاد عن الشوي الخاطئ ورمي مخلفات الشوي في المناطق السياحية، بالإضافة إلى مساعدة الشباب العماني المبدع لابتكار حلول عملية من البيئة المحيطة تسهم في صون بيئة عمان للأجيال القادمة.