بكين – أثير
في ظل الزيارة الأولى التي يقوم بها حاليا معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الموقر إلى جمهورية الصين الشعبية بعد توليه منصب وزير الخارجية ونيله الثقة السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-؛ يسر سفارة سلطنة عمان في بكين أن تعرض للقارئ الكريم صوراً من ذاكرة جريدة الشعب اليومية لأهم الأخبار المتعلقة ببداية تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية وأول زيارة رسمية لوزير الدولة للشؤون الخارجية إلى الصين وباكورة التعاون الثنائي بين البلدين، في ضوء جهود السفارة القائمة على توثيق النصوص التاريخية والمتعلقة بالعلاقات بين البلدين في المصادر الصينية القديمة والحديثة وترجمتها وتجسيدها فنيًّا وإبرازها إعلاميا لعموم المهتمين بتاريخ العلاقات بين البلدين.

نشرت الصحيفة في الصفحة الأولى في عددها ١٠٩٤١ ليوم ٢٧ مايو ١٩٧٨م نـص ((البيان المشترك حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وسلطنة عمان)) والذي وقعه عن الجانب العُماني آنذاك سعادة سفير سلطنة عمان المعتمد لدى المملكة المتحدة ناصر بن سيف البوعلي، بتاريخ ٢٥ مايو ١٩٧٨م في لندن، كما أوردت الصحيفة أدنى البيان مقالاً مختصراً تحت عنوان: ((تهانينا الحارة لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وسلطنة عمان))،أكدت فيه على أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسلطنة عمان سيفتح آفاقا جيدة للتعاون الودي بين البلدين في مختلف المجالات، وسيساعد على زيادة تطوير العلاقات الودية بين جمهورية الصين الشعبية وبقية الدول والشعوب العربية الأخرى، كما عدت الاتفاقية تلك بأنها تطوراً مهما في تاريخ العلاقات الثنائية. وبهذه المناسبة أيضا قدمت الصحيفة في العدد ذاته مقالاً آخر للتعريف بسلطنة عُمان والجهود التي كان يبذلها المغفور له بإذن الله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه من أجل تطوير ونهضة البلاد، وختمت المقال بنبذة مختصرة عن العلاقات التاريخية القديمة جداً بين البلدين.

وبعد أقل من شهر منذ إعلان إقامة العلاقات الثنائية بين البلدين نشرت الصحيفة في صفحتها الأولى خبر وصول وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك معالي قيس بن عبد المنعم الزواوي إلى مطار بكين وذلك في ظهر يوم ٢٠ يونيو ١٩٧٨م على متن طائرة خاصة كأول وفد عماني رسمي يصل الصين، وكان في مقدمة مستقبلي معاليه والوفد المرافق له وزير الخارجية الصيني HuangHua خوانج خوا، ونائبه، ومساعده، ونائب مدير إدارة الطيران المدني الصيني، والقائم بأعمال دائرة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية. كما كان في استقباله أيضا بعض الدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى جمهورية الصين الشعبية.
وفي اليوم ذاته أقام معالي وزير الخارجية الصيني مأدبة عشاء على شرف الوفد العُماني وألقى كلمة حول العلاقات العمانية الصينية ومما جاء فيها قوله :(( … منذ ولادة جمهورية الصين الشعبية، استمرت التبادلات التجارية بين بلدينا في النمو. والآن وبعد أن أقام بلدانا رسميًا العلاقات الدبلوماسية بينهما، فإن هذا يمثل تطور الصداقة بين شعبي بلدينا والدخول في مرحلة جديدة. لقد بذل معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية جهودا إيجابية لتطوير العلاقات الودية بين الصين وعُمان. وهو اليوم يقوم بزيارة الصين شخصيا، الأمر الذي لن يساعد في تعزيز التفاهم المتبادل بين بلدينا فحسب، ولكن أيضا سيقدم مساهمة إيجابية في زيادة تعزيز الصداقة بين شعبينا وتعزيز تنمية علاقات التعاون الودية بين البلدين….)).
بعد ذلك ألقى معالي قيس الزواوي كلمة قال فيها: ((… نتطلع بأمل إلى المستقبل المجيد لعلاقاتنا الثنائية. ونأمل من خلال هذه الزيارة التاريخية البدء في إقامة علاقات صداقة شاملة وصادقة وعلاقات تعاون بناءة على أساس الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض….)).

وفي إطار الزيارة أيضا طالعت الصحيفة القراء في صفحتها الأولى – في العدد رقم ١٠٩٤٢ في يوم ٢٤ يونيو ١٩٧٨- بخبر تحت عنوان: (( الرئيس الصيني يلتقي بالوزير الزواوي ويجري محادثات ودية معه ومع الوفد المرافق له )) مع صورة تذكارية فريدة، وقد قام معالي الوزير خلال اللقاء بتقديم سيف ثمين للرئيس الصيني هدية من المغفور له بإذن الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- رمزاً على تطور الصداقة بين البلدين، وعبَّر الرئيس الصيني عن شكره الجزيل وترحيبه الحار بالوفد وقال: ((إن هذه الزيارة فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الودية بين الصين وسلطنة عمان. في المستقبل سيحترم البلدان بعضهما البعض ويساعد ويدعم كل منهما الآخر وستتطور العلاقات الثنائية بشكل أفضل)).

ثم تواصل الجريدة في أعدادها اللاحقة نشر أخبار الوفد ومقابلاته بكل اهتمام ومنها بعد أن ختم معالي الوزير زيارته في بكين أقام مأدبة شكر دعا فيها وزير الخارجية الصيني ونائبه ومساعده ونائب وزير التجارة الخارجية، وعددا من المسؤولين الصينيين، وكان خلال إقامته في بكين قد قام بزيارة إلى المدينةِ المُحَرَّمَةِ وسور الصين العظيم ومقبرة دينج لينج Dingling. وفي عدد آخر نشرت الجريدة بتاريخ ٢٤ يونيو ١٩٧٨ خبر مغادرة الوفد إلى مدينة هانججو HangZhou التقى فيها رئيس الوفد بعدد من المسؤولين، ثم غادر بعدها إلى مدينة شنجهاي ShangHai وحضر مأدبة عشاء أقامتها اللجنة الثورية ترحيبا بالوفد العُماني، وقد ألقى الزواوي خلالها كلمة أشار فيها إلى أن عمان كدولة نامية معنية بتحقيق أمن واستقرار منطقتي الخليج والبحر الأحمر وقال كذلك “نحن نطمح إلى استبعاد صراع القوى العظمى في منطقتنا من أجل ضمان أمن واستقرار بلدنا وجميع جيراننا” وقبل أن يختم برنامج زيارته قام بالاطلاع على معرض شنجهاي الصناعي والمصانع والتجمعات الشعبية هناك ثم غادر شنجهاي ShangHai إلى مسقط صباح يوم ٢٧ يونيو ١٩٧٨م، وقد ودع معاليه والوفد المرافق له في المطار نائب مدير اللجنة الثورية لشنجهاي، والمسؤولين عن الزيارة، والقائم بأعمال مدير دائرة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية.

أما فيما يتعلق بخبر أول سفير عماني معتمد لدى جمهورية الصين الشعبية، ففي يوم ١١ مارس ١٩٧٩، نشرت الجريدة خبرا تحت عنوان: (( وزير الخارجية HuangHua هوانج هوا يلتقي أول سفير لسلطنة عمان لدى الصين)) وجاء في تفاصيل الخبر: إلتقى وزير الخارجية هوانج هوا مع إبراهيم بن حمود الصبحي أول سفير لسلطنة عمان لدى جمهورية الصين الشعبية صباح اليوم، وتحادث معه فيما يتعلق بتقديم أوراق اعتماده. وقد وصل السفير العماني إلى بكين يوم 7 مارس. وفي يوم ١٥ مارس ١٩٧٩ نشرت الجريدة خبراً آخر تحت عنوان :((أول سفير لسلطنة عمان لدى الصين يقدم أوراق اعتماده لنائب رئيس الدولة وو لانفو (( Wu Lanfu.

ومن الأخبار المهمة التي لا يمكن تفويتها على القارئ الكريم خبر وصول السفينة صحار إلى ميناء جوانزو GuangZhou والذي نشر في يوم ١٢ مارس ١٩٨١م تحت عنوان:(( طاقم سفينة صحار في الصين)) وقد جاء فيه:
“مطعم جوانجزو GuangZhou“ المشهور مليء بأجواء احتفالية غير عادية، حيث قام مالكه الصيني بإقامة وليمة فاخرة لطاقم السفينة البالغ عددهم 20 شخصا.
اجتذبت هذه التجربة البحرية المثيرة التي دامت لأكثر من 200 يوم اهتمام وشغف الناس. قرب نهاية المأدبة سلّم مدير المطعم نيابة عن الموظفين كل ضيف زوجًا من عيدان تناول الطعام وشارة “دبوس” مزينة على نمط زهرة شجرة الكابوك. وقال إن هذه الشجرة نطلق عليها اسم شجرة البطل، ونحن نخصصها للبحارة الأبطال في القرن العشرين ونتمنى لهم حياة سعيدة خلال إقامتهم في الصين. وقال سعيد أحد أعضاء طاقم السفينة للمراسل الصحفي: “أكثر من عشرة أيام قضيتها في الصين كانت أسعد أيام حياتي. الشعب الصيني شعب مضياف والبلد الجميل، لن أنسى هذا أبدا”. نعم بصفتهم رسلًا ودودين للشعب العماني، فقد تم الترحيب بطاقم السفينة بحرارة بالغة أينما حلوا. في بلدية لوه قانغ Luo Gang الشعبية قام الأعضاء باستقبال الضيوف بكعك الأرز الدبق الثمين وفاكهة الليتشي. في مستشفى الشعب بمقاطعة جوانجدونج GuangDong أجرى الطاقم الطبي تجربة للتخدير بالوخز بالإبر الصينية أمام الضيوف. بينما جعلت المناظر الطبيعية الخلابة في منطقة تشي شينج يان QiXing yan الضيوف الكرام يقضون وقتا رائعا وينسون العودة.
قام طاقم السفينة بزيارة متحف جوانجزو GuangZhou للتاريخ. لقد تم بناء هذا “المبنى المكون من خمسة طوابق” ذي الهيكل الرائع والأسلوب الفريد في جبل يوشيو YueXiu في عام 1380م وكان يطلق عليه اسم “مبنى تشنهاي ZhangHai” في ذلك الوقت. يتم هنا عرض العديد من الآثار الثقافية التي كانت لها صلة بالتبادلات الودية بين ميناء جوانجدونج GuangDong مع الدول العربية منذ ألف عام؛ حيث يوجد حطام السفن التي كانت تبحر باتجاه الشرق الأوسط، والأواني الفخارية للعرب في العصور الوسطى، والعملات الذهبية والفضية العربية القديمة، وشواهد القبور العربية إلى غير ذلك. أخبر أحد أفراد الطاقم العماني المراسل بكل سعادة إنه لا يزال من الممكن رؤية هذه العملة الفضية القديمة في بعض المناطق الريفية في عُمان اليوم. كما أثارت خريطة بحرية قديمة من جوانجزو GuangZhou إلى منطقة الخليج اهتمام الضيوف بشكل خاص. في القرن الثامن الميلادي وصل الملاح العماني أبو عبيدة إلى جوانجزو GuangZhou على متن مركب شراعي خشبي. واليوم أبحرت السفينة “صحار” على خطى أسلافها إلى الصين. قال أحد الأصدقاء العمانيين: “هذه الرحلة تذكرنا بالتاريخ المجيد للجسر الذي بناه أجدادنا لربط البلدين. والآن نريد أن نرث الماضي ونقوي هذا الجسر. هذه الرحلة هي رمز للصداقة والحب والسلام”.
جاء الطاقم إلى مصنع فوشان Foshan للحرير ومصنع السيراميك. منذ اللحظة التي وطأت فيها أقدامهم التراب الصيني، حققوا هذه الأمنية. إن فخار فوشان Foshan المطلي بأشكال زاهية بسيطة وجذابة تعيد ذكريات الناس إلى زمن بعيد. منذ أكثر من ألف عام كان يتم تصدير الخزف الصيني والحرير إلى الدول العربية عبر طريق الحرير البري والبحري. قال البحار العماني للصحفيين إن هناك خزفاً من عهد أسرة سونج Song الصينية محفوظة في متحف مسقط، وقد تم اكتشاف قطع خزفية صينية سابقة في منطقة صور منذ وقت ليس ببعيد. هذا الخزف والحرير المغطى بعبق التاريخ شاهد على الصداقة التقليدية بين الصين وسلطنة عمان.
باهتمام كبير قام الطاقم بزيارة روضة أطفال في جوانجزو GuangZhou، حيث رحب بهم الأطفال الأبرياء بحماسهم المميز. لقد غنوا ورقصوا وقدموا أفضل عروضهم لأعمامهم الضيوف؛ لقد قاموا بعروض قص الشعر ومثلوا دور الأطباء واستعملوا مهارات التلقائية التي تعلموها من ولاة أمورهم وأوليائهم؛ لقد كانوا يسكبون العصير في أكواب محلية الصنع للضيوف بكل كرم، لقد كانوا مهذبين مما يظهر براءة الأطفال ونقاوة روحهم. قام الطاقم بتقبيل الأطفال ومعانقتهم في مشهد مميز لحلاوة الصداقة بين هؤلاء الضيوف والأطفال الصغار.
وقال أحد أعضاء الطاقم العماني للصحفيين: ))هذا هو أسعد يوم منذ قدومي إلى الصين. أرى في هؤلاء الأطفال الرائعين أمل الصين ومستقبلها والمستقبل المشرق للعلاقات الودية بين بلدينا((. في الصباح الباكر من يوم 11 يوليو، أشرقت شمس الصباح بشكل ساطع وبشكل استثنائي في جوانجزو GuangZhou بعد فترة طويلة من هطول المطر. قام أفراد الطاقم الذين استيقظوا في الساعة 3:30 فجرا بتزيين السفينة “صحار” مما جعلها تبدو متميزة. وبرفقة زورق حربي أبحرت “صحار” بعَلَمِها الوطني عاليا والشرائط التي تزينها ببطء نحو مرفأ توجو TouJu في باي تانتشو Bai E TanZhou. وسيتم عقد استقبال ترحيبي بالسفينة “صحار” هناك. كان نهر اللؤلؤ الواسع والجميل يشدو بالأغاني العمانية حيث قام البحارة العمانيون بقرع الطبول على مقدمة السفينة وغنوا أغنية “بعد رحلة طويلة جئنا إلى الصين كأصدقاء”، معربين عن فرحتهم بمجيئهم إلى الصين.
عندما وصلت السفينة صحار إلى مرفأ توجو Tou ju تم إطلاق الألعاب النارية على الشاطئ، ولوح ما يقرب من ألف شخص بالباقات ورقصوا رقصات الأسد للترحيب بالضيوف. وبهذه المناسبة السعيدة وللترحيب بالسفينة وطاقمها قام وزير الثقافة وشؤون التراث الوطني العماني الذي قدم خصيصا من مسقط، ومدير لجنة الثقافة الخارجية الصينية هوانج تشن Huang Zhen الذي قدم من بكين، وحاكم جوانجدونج GuangDong ليو تيانفو Liu Tianfu والذين جمعتهم قوانغتشو GuangZhou بإلقاء كلمات على التوالي. وأشاروا إلى أن “صحار” تغلبت على الأمواج العاتية وعلى العواصف العنيفة ووصلت إلى جوانجزو GuangZhou بنجاح، الأمر الذي لم يضف صفحة مجيدة للتاريخ البحري لسلطنة عمان فحسب، بل أسهم أيضًا بشكل كبير في تنمية الصداقة التقليدية بين الشعبين. وسيتم جرّ ”السفينة صحار” إلى هونج كونج Hong Kong في الثاني عشر من الشهر الجاري ثم نقلها مرة أخرى إلى البر الرئيسي الصيني بواسطة سفينة حربية عُمانِية. هذه السفينة الشراعية العتيقة المصنوعة من الخشب، والتي عانت من صعوبات كبيرة خلال مسيرتها البحرية سيحافظ عليها الشعب العماني بالتأكيد وبكل عناية باعتبارها ذكرى دائمة لهذه الرحلة “رحلة السندباد الحديثة“.
وفي الموضوع ذاته كذلك اقتنت السفارة أيضا العدد ٦٤٦١ من صحيفة جوانجزو GuangZhou اليومية التي نشرت خبر وصول السفينة صحار في الصفحة الأولى في يوم ١٢يوليو١٩٨١م بعنوان : (( طاقم السفينة صحار في الصين ..أهلا وسهلا بسفير الصداقة العمانية الصينية – السفينة صحار)) وقد ورد في تفاصيل الخبر الآتي:-
في تمام الساعة العاشرة صباحًا، عمت المشاهد الاحتفالية رصيف ميناء جوانجزو. GuangZhou حيث عقدت الحكومة الشعبية المحلية استقبالا كبيرا هنا للترحيب بالتراث الوطني لسلطنة عمان وبأفراد طاقم السفينة العمانية “صحار” الذين تحدوا الصعاب للوصول للصين، وقد كان وزير التراث القومي والثقافة العماني ممثلا لحكومة السلطنة في هذا الاستقبال.
وحضر في هذا الحفل كل من: حاكم مقاطعة جوانجدونج GuangDong ليو تيانفو، Liu Tianfu ومدير لجنة الدولة للشؤون الخارجية هوانج تشن Huang Zhen، ونائب المدير وانغ لانشي، ونائب حاكم مقاطعة جوانجدونج GuangDong يانغ ديوان، وقائد المنطقة العسكرية بالمقاطعة هاو ونائب مدير إدارة اللجنة الثورية آوتشو وكذلك رؤساء مكاتب الشؤون الخارجية الإقليمية والبلدية وقاعدة جوانجزو GuangZhou البحرية وجمعية قوانغتشو الإسلامية والوحدات الأخرى، بالاضافة إلى جميع أعضاء وفد الحكومة العمانية: نائب الوزير المسؤول عن ديوان البلاط السلطاني، القائم بأعمال رئيس أركان القوات المسلحة السلطانية العميد الركن حسن والسفير العماني المعتمد لدى جمهورية الصين الشعبية والأدميرال وآخرون. بعد وصولها إلى جوانجزو GuangZhou في وقت سابق من هذا الشهر، رست السفينة صحار في ميناء هوانج بو HuangPu الجديد. في الساعة السادسة من صباح يوم أمس، تم سحب السفينة من ميناء هوانجبو HuangPu الجديد إلى ميناء توجو TouJu في جوانجزو GuangZhou تحت حراسة زوارق مرافقة تابعة للقوات الجنوبية البحرية جيش التحرير الشعبي. بعد إبحارها لمدة تجاوزت السبعة أشهر في ظروف جوية صعبة للغاية، شهدت فيها أمواجا عاتية وعواصف رعدية هائلة تمكن طاقم السفينة صحار من الوصول أخيرا إلى بر الأمان وقد كان متحمسا للغاية حتى أنهم رقصوا على ظهر السفينة. كما أنهم لم ينفكوا عن الغناء، حيث رددوا أغنية “لقد انتصرنا على الأمواج والرياح العاتية، ووصلنا إلى جوانجزو GuangZhou”، “لقد وصلنا إلى بلد الأصدقاء”. كان الناس الذين تجمعوا لاستقبالهم يلوحون لهم بأيديهم. خلال مراسم الاستقبال تم أيضا عزف النشيدين الوطنيين. كما ألقى كل من ليو تيانفو Liu Tianfu حاكم مقاطعة جوانجزو والمسؤول عن بلدة هوانج ووزير التراث القومي والثقافة العماني كلمات على التوالي. وألقى السفير العماني أيضا أبياتا شعرية نظمها خصيصا لهذه المناسبة الاحتفالية ورد فيها ما معناه: “وصل الشباب إلى الصين متبعين خطى أسلافهم، وأضاء مجد الماضي مسارهم. هذه الصداقة التي حملوها معهم مرتبطة بصداقة عميقة للشعب الصيني وهي تنمو يوما بعد يوم. لقد قاموا ببناء جسر مهيب بفضل المثابرة التي بذلوها لربط الشعبين الصديقين إلى الأبد”. كما ألقى قائد السفينة أيضا كلمة بهذه المناسبة. وقد أقامت لجنة الدولة للشؤون الثقافية مع الدول الأجنبية والحكومة الشعبية الإقليمية يوم أمس حفل استقبال بهيج تم فيه الترحيب بوفد الحكومة العمانية وطاقم السفينة صحار. وقد استقل اليوم الوفد الحكومي العماني طائرة خاصة وغادر جوانجزو عائدا إلى السلطنة. وفي الغد سيغادر طاقم السفينة جوانجزو GuangZhou أيضا متوجها إلى هونج كونج HongKong. وفي المستقبل سيتم نقل سفينة صحار على متن سفينة كبيرة.والعودة بها إلى سلطنة عمان.