أثير- جميلة العبرية
يحتفي العالم اليوم 13 فبراير باليوم العالمي للإذاعة، وهو اليوم الذي يركز فيه على إبراز دور الإذاعات في العالم وتحقيق أهدافها القائمة على إيصال صوت المجتمع والشعوب، وقد أتى اختيار هذا اليوم تزامُنا مع ذِكرَى إِطلاق إذاعة الأمم المتحدة في عام 1946م .
بمناسبة هذا اليوم حاورت “أثير” المذيع القدير محمد بن علي المرجبي حول تجربته الإذاعية الشخصية في القطاعين العام والخاص.
بمناسبة هذا اليوم حاورت “أثير” المذيع القدير محمد بن علي المرجبي حول تجربته الإذاعية الشخصية في القطاعين العام والخاص.
المرجبي أوضح بأنه لا يميل إلى المقارنة كتجربة شخصية بين إعلام حكومي قضى فيه أربعة عقود من عمره، وإعلام خاص قضى فيه عامًا واحدًا، فقد لا يكون منصفا في ذلك، مضيفًا بأنه سعيد جدا بتجربته مع إذاعة مسقط وزملاء المهنة هناك، كما أنه سعيد بعودته من جديد لإذاعة سلطنة عمان.
وأشار المرجبي إلى أن المصادر والكتب تركز على أن الإذاعة في سلطنة عمان بدأت في السبعينيات مع تولي السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- حكم البلاد، لكنه يوضح بأن هناك معلومة نادرة التداول، يذكر فيه بأن إذاعة ظهرت في نهاية عام 1959م في صلالة اسمها إذاعة الحصن، كانت تبث بشكل متقطع، وألقى من خلالها السلطان سعيد بن تيمور خطابا في عام 1961م، ويبدو أنها كانت متواضعة جدًا وليست بالمفهوم الاحترافي أو الجماهيري للإذاعات ، ولم تسجل شهرة أو انتشارًا .
المرجبي أوضح بأنه لا يميل إلى المقارنة كتجربة شخصية بين إعلام حكومي قضى فيه أربعة عقود من عمره،
وأضاف المرجبي: الإذاعات الخاصة في منطقتنا بشكل عام ظهرت متأخرة نسبيا وليس في سلطنة عمان فقط ، وبخاصة مع انتشار تقنية موجات ال أف أم (FM)؛ لكن بعض الدول كانت قد أطلقت إذاعات رسمية موازية ضمن شبكاتها الرسمية منذ وقت مبكر مثل ما يعرف بالبرنامج الثاني أو البرنامج الشعبي أو الإذاعات الناطقة بغير اللغة العربية وغيرها، مثلما ظهر في السلطنة الإذاعة الأجنبية ولاحقا إذاعة الشباب وإذاعة القرآن الكريم، والموسيقى الكلاسيكية، وربما من الأسباب المهمة أيضا الجوانب التشريعية والتنظيمية التي تطلبت بعض الوقت.
وأضاف المرجبي:
وأردف قائلا: طبيعي لو ظهرت الإذاعات الخاصة أبكر سيكون الحراك والنضج أبكر، وبالتالي إيجاد التنافس لتقديم الأفضل للمستمع الكريم وظهور المزيد من الكوادر الإذاعية الوطنية، وانسحاب ذلك على تشكيل الرأي العام، فمثلا الصحافة الورقية الخاصة في سلطنة عمان كانت أسبق، حيث ظهرت الصحف والمجلات الخاصة قبل الصحافة الحكومية، كما هو الحال في جريدة جريدة الوطن، وبعض المجلات، بغض النظر عن المستوى الضعيف لبعضها .
وأردف قائلا:
المرجبي لا يعتقد أن الفروق الجوهرية بين الإذاعات العامة والخاصة تكمن في المحتوى، بقدر ما هي في طريقة تقديم هذا المحتوى، موضحًا: كل الإذاعات تقدم الخبر والمعلومة والترفيه، فالقانون الذي يحكمها هو نفسه تقريبًا، لكن (الشطارة) كيف تستثمر كل إذاعة المساحة والتقنيات والموارد البشرية المتاحة لديها، بمعنى آخر؛ ليست المشكلة في ماذا تقدم، لكن كيف تقدم. وبمعنى ثالث، كل إذاعة تسفر عن الفريق أو الإدارة المباشرة التي تقودها بغض النظر هل هي خاصة أم حكومية.
المرجبي لا يعتقد أن الفروق الجوهرية بين الإذاعات العامة والخاصة تكمن في المحتوى، بقدر ما هي في طريقة تقديم هذا المحتوى، موضحًا:
وأضاف: ربما من الفروق المهمة التي قد تنعكس على المنتج الإذاعي المقدم، أن طبيعة الإذاعات الخاصة أنها مؤسسات ربحية، بينما الإذاعات الحكومية غالبا ليست مسكونة بهذا الجانب، لذلك قد تلجأ الإذاعات الخاصة لمدارس بعينها لكسب الجمهور والمال معا، بينما يظل الإعلام الرسمي ملتزمًا بخطوطه وضوابطه، وهنا تحدث المقارنات، رغم أن العام والخاص كلاهما يسعيان إلى كسب أكبر قاعدة جماهيرية .
وأضاف:
وأشار المرجبي أيضًا إلى أن المرونة والسرعة في نقل الحدث تعد من أبرز سمات الفن الإذاعي، وهي الرهان الرابح بين وسائل التواصل المؤسسي الأخرى، فهي تظل أسرع من الصحافة ومن التلفزيون، مؤكدًا أن للإمكانات المادية والمهارات والإدارة البشرية دورًا قويا في ذلك.
وأشار المرجبي أيضًا إلى أن المرونة والسرعة في نقل الحدث تعد من أبرز سمات الفن الإذاعي،
وأكد المرجبي بأن الصعوبات والتحديات تظل موجودة ما بقي العمل موجوًدا، خصوصًا في عالم متسارع ومتغير يتطلب المواكبة المستمرة، وفي زحام المتغيرات السياسية والتيارات الفكرية، وتغير أنماط المعيشة والحياة الاجتماعية، مضيفا ” كل هذه تحديات تواجه المؤسسة الإعلامية سواء أكانت حكومية أم خاصة؛ لذلك من أهم المسائل التي يجب أن تلتفت لها كل الإذاعات التأهيل والتدريب الجيد للكوادر العاملة بها، وبخاصة الأضلاع الثلاثة التي تشكل مثلث كل برنامج وهي المعد والمقدم والمخرج، إضافة إلى طاقم التحرير الإخباري، ويأتي المذيع في المقدمة لأنه يمثل واجهة المحطة وهويتها، كما أن الإعلامي بطبيعته يظل يطمح ويحلم بالأفضل والأعلى سواء في تجاوز البيروقراطيات، أو تطوير أدواته وبيئة عمله، أو إنصافه في حقوقه المادية والمعنوية، لأن طبيعة المهنة تتطلب الكثير من التضحيات التي يقدمها الإعلامي و لا يراها الآخرون “
وأكد المرجبي بأن الصعوبات والتحديات تظل موجودة ما بقي العمل موجوًدا،
وختم الأستاذ محمد المرجبي حواره مع “أثير” بقوله: أتمنى ظهور إذاعات ناطقة باللغات الأخرى الموجودة في سلطنة عمان، غير العربية والإنجليزية، فعمان ثرية بلغات أخرى سواء تلك التي هي قادمة من الخارج أو أصيلة في السلطنة، وفيها الكثير من الدلالات على الثراء والتراكمات الحضارية، بل إننا مسؤولون عن الحفاظ على بعضها وتنميتها ونشرها، ولا يمنع أن تظهر في البدء قناة واحدة تتقاسم أربعا أو خمس لغات بواقع ثلاث أو أربع ساعات لكل لغة، ويمكن أن تتبنى ذلك وزارة الاعلام أو مستثمر عماني من القطاع الخاص. وكل عام وكل الإذاعيين والمستمعين بألف خير بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة.
وختم الأستاذ محمد المرجبي حواره مع “أثير” بقوله: