في حوار مع “أثير”: الشاعر علي الحازمي ينثر البوح بعلاقته مع الحروف منذ البدايات حتى اليوم

في حوار مع “أثير”: الشاعر علي الحازمي ينثر البوح بعلاقته مع الحروف منذ البدايات حتى اليوم
في حوار مع “أثير”: الشاعر علي الحازمي ينثر البوح بعلاقته مع الحروف منذ البدايات حتى اليوم في حوار مع “أثير”: الشاعر علي الحازمي ينثر البوح بعلاقته مع الحروف منذ البدايات حتى اليوم

أثير- زياد ميمان

على نغمات الحرف يكتب شعره، وينثر عطر البوح عبر فضاءات الزمن ، هو متقن لفن الغواية متقن لمهارة سحر المتلقي بإبداعه، يغني للحياة حيثما يحط رحاله، فحضوره في الغربي طاغ، ونجمه هناك ساطع، يوقع بشعره العربي على جدران الزمن في أوروبا ويرسله عبر بريد الحكايات إلى بلاد العم سام، هو شاعر من هذا الزمن لكنه مختلف بكل شيء، مختلف في رسم مسارات للقصيدة العربية لتشق طريقها إلى المجد هو الشاعر علي الحازمي الذي كانت لنا معه هذا الحوار .

على الرغم من أنه سؤال تقليدي لكنني لا أحب الدخول لعالم الشاعر علي الحازمي إلا من خلاله فحدثني بداياتك الشعرية ؟
– بداياتي الشعرية تعود إلى مرحلة سنية مبكرة ، في العاشرة من العمر تحديدا بدأت أتنبه لجمالية الإيقاع في الجملة الشعرية ، لفت انتباهي هذا الانتظام اللفظي الذي يكون في البيت الشعري ، رغم أنني لم أكن أدرك وقتها معاني بعض الكلمات والتراكيب اللغوية التي تضمنتها الأبيات ، لكن دهشتي الأولى كانت مرتبطة بالإيقاع والشكل الخارجي لهذه الأبيات ، والدي أيضا كان مولعا بالشعر ، يكتب الشعر ويحفظ الكثير من قصائد التراث العربي ، مازلت أتذكر في المرحلة الابتدائية بأنني سألت يوما مدرس اللغة العربية عن ماهية الشعر ، كان سؤالي في ذلك الوقت بريئا وصادقا ، لعلي لا أتذكر تحديدا بماذا أجاب معلم اللغة العربية عن سؤالي ، لكنني علمت مع مرور الوقت صعوبة الإجابة على هكذا سؤال ، أيضا ربما لعيشي في أجواء القرى وتعلق من حولي بالشعر ساعدني بطريقة أو بأخرى لأن ألتفت للشعر وكتابته .

على الرغم من أنه سؤال تقليدي لكنني لا أحب الدخول لعالم الشاعر علي الحازمي إلا من خلاله فحدثني بداياتك الشعرية ؟


“علاقة يصعب القبض على ملامحها”
علي الحازمي والقصيدة علاقة لا يصفها إلا هو فصف لي هذه العلاقة ؟
– علاقتي بالقصيدة تظل علاقة ملتبسة على الدوام ، علاقة يصعب القبض على ملامحها ، إنها عصية على الوصف بكل تأكيد ، لكن تظل القصيدة ملاذا آمنا للروح ، إنها ذلك الفضاء الشاسع الذي نصغي فيه لهتافات أرواحنا .

“علاقة يصعب القبض على ملامحها”


علي الحازمي والقصيدة علاقة لا يصفها إلا هو فصف لي هذه العلاقة ؟


“هناك تعطش في المهرجانات الأجنبية للشعر العربي”
المشاركات في المهرجانات الأجنبية كيف كان يتم اختيارك ؟
– لعل مشاركتي الأولى بمهرجان الشعر بكوستاريكا وصدور مجموعتي الشعرية ” مطمئنا على الحافة ” باللغة الإسبانية عن بيت الشعر بسان خوسيه ساعدتني كخطوة أولى في التعريف بتجربتي الشعرية المتواضعة والالتقاء بشعراء من العالم ، بعد ذلك أتيحت لي فرص للمشاركة في مهرجانات شعرية عالمية في بلدان مختلفة من خلال دعوات أرسلت لي من قبل المنظمين ، الملفت دائما في هذه المهرجانات أن هناك تعطشا كبيرا لسماع صوت الشعر العربي .

“هناك تعطش في المهرجانات الأجنبية للشعر العربي”


المشاركات في المهرجانات الأجنبية كيف كان يتم اختيارك ؟


أحيانا تكون الشاعر العربي الوحيد في مهرجان أجنبي صف لي حضورك وإبداعك في تلك اللحظة ؟
– دائما ما كنت أقول أن هناك تقديرا عالميا للشعر العربي ، هذا ما لمسته من خلال مشاركاتي في مهرجانات الشعر بالعالم ، تشعر أن الجميع متعطش لسماعه وقراءته ، هذا التقدير والاهتمام سيضيف لك الكثير على المستوى الشخصي والإبداعي .

أحيانا تكون الشاعر العربي الوحيد في مهرجان أجنبي صف لي حضورك وإبداعك في تلك اللحظة ؟


المسألة تكمن في حجم تفاعل المترجم مع النص، كيف تصل القصيدة ومضمونها الإبداعي للقارئ والمستمع الأوروبي ، وخاصة أن الترجمة يمكن ألا تفي بالغرض أحيانا ؟
– هذه المهمة يتكفل بها المترجم ، رغم إشكالات الترجمة وما فيها من خيانة للنص الأصلي إلا أنها قد تصل بشكل رائع للمتلقي في اللغة الأخرى ، كل هذا يعتمد على المترجم وحده ، المسألة تكمن في حجم تفاعله مع النص الذي يود القيام بترجمته ، لذلك يفترض أن تكون هناك ثقة عميقة بين الكاتب والمترجم ، ثقة نابعة من إيماننا بأن المترجم هو شريك حقيقي في النص .
ألقي قصيدتي بطريقتي نفسها أثناء تفاعلي مع نصي المكتوب .

المسألة تكمن في حجم تفاعل المترجم مع النص

كيف تصل القصيدة ومضمونها الإبداعي للقارئ والمستمع الأوروبي ، وخاصة أن الترجمة يمكن ألا تفي بالغرض أحيانا ؟


وأنت تلقي قصيدة في مهرجان شعري أوروبي ، ما الشعور الذي ينتابك ؟ وهل يختلف عن إلقائك أمام جمهور عربي ؟
– لحظة إلقاء الشعر أمام المتلقين دائما ما تكون لحظة مهمة وثمينة ، وكلما أتيحت لي الفرصة للقراءة أمام جمهور من لغة مختلفة أشعر بالكثير من السعادة والمسؤولية في الوقت نفسه ، ، أما فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك حول اختلاف الإلقاء بتغير نوعية الجمهور ، هذا الاختلاف لم أشعر به ، أنا دائما ألقي قصيدتي بطريقتي نفسها أثناء تفاعلي مع نصي المكتوب .

وأنت تلقي قصيدة في مهرجان شعري أوروبي ، ما الشعور الذي ينتابك ؟ وهل يختلف عن إلقائك أمام جمهور عربي ؟


هذه الجوائز هي للشعر وليست لي أنا شخصيا
حصلت على عدة جوائز شعرية أجنبية ، ماذا يعني لك الفوز بجائزة إبداعية غير عربية ؟
– الحقيقة لا يعني لي شيئا أكثر من سعادتي بأن هناك آخرين أحبوا قصائدي وعبروا عن تقديرهم لما أكتب بمنحي هذه الجوائز ، هذه الجوائز هي للشعر وليست لي أنا شخصيا ، يستحق الشعر أن يبتهج قليلا .

هذه الجوائز هي للشعر وليست لي أنا شخصيا


حصلت على عدة جوائز شعرية أجنبية ، ماذا يعني لك الفوز بجائزة إبداعية غير عربية ؟


لأي درجة خدمك الإعلام العربي ؟ وكيف ترى اهتمام الإعلام بالمملكة بتجربتك وتجربة شعراء جيلك ؟
– الحقيقة الإعلام العربي يتفاعل معي ومع أغلب شعراء الوطن العربي سواء في نشر الأخبار أوالحوارات المتعلقة بالمشاركات الخارجية أو إصدارات الكتب ، ومع ذلك أجدني لا أنتظر في العادة من الإعلام العربي أو المحلي الكثير ، على الشاعر دائما أن يلتفت لقراءاته ونصوصه وما عدا ذلك فهو لا يستحق العتب أو الانتظار .

لأي درجة خدمك الإعلام العربي ؟ وكيف ترى اهتمام الإعلام بالمملكة بتجربتك وتجربة شعراء جيلك ؟


أراقب القصيدة وهي تنمو أمام عيني

كم يأخذ الديوان وقتا في كتابته ؟ وهل يقاس ذلك على القصيدة ، وكم تحتاج من دوافع لكتابتها ؟
– في الحقيقة أنا أكتب ببطء شديد ، كتابة قصيدة واحدة يحتاج مني لأيام وربما لأسابيع أو أشهر، أظل أطل عليها بشكل يومي من جهات كثيرة ، أراقبها وهي تنمو أمام عيني ، إلى أن أشعر في الأخير بأنها قادرة على الاعتماد على نفسها ، بعد ذلك أقوم بنشرها . لذلك أحتاج لسنوات عديدة لنشر مجموعة شعرية واحدة ، لعلك تلاحظ فارق السنوات بين مجموعة شعرية وأخرى .

كم يأخذ الديوان وقتا في كتابته ؟ وهل يقاس ذلك على القصيدة ، وكم تحتاج من دوافع لكتابتها ؟


برأيك هل استطاع الشعر العربي المترجم أن يستحوذ على إعجاب القارئ الأوروبي ؟
– لعلي لا أمتلك إجابة دقيقة على سؤالك هذا ، لأن مثل هذا التساؤل يفترض أن يوجه للباحثين والأكاديميين المهتمين بالشعر العربي وتلقيه في البلدان الأجنبية ، أما على المستوى الشخصي البسيط فكنت دائما ما أشعر بأن هناك احتفاء وتقديرا من القارئ الأجنبي للشعر العربي .

برأيك هل استطاع الشعر العربي المترجم أن يستحوذ على إعجاب القارئ الأوروبي ؟


 

هذه مسؤولية المؤسسات الثقافية الرسمية العربية
وهل مشاركاتك أنت وغيرك في مهرجانات أوروبية وأمريكية تشكل حالة إقناع بالإبداع العربي ؟
– بكل تأكيد نحن نطمح للكثير ، لذلك تقع المسؤولية الكاملة في ترجمة الشعر العربي الحديث ونقله إلى اللغات الحية من العالم على عاتق المؤسسات الثقافية الرسمية بالبلدان العربية وأي جهود خارج ذلك الإطار هي جهود شخصية متواضعة لن تسهم بتشكيل صورة واضحة وعميقة لجماليات الشعر العربي .

هذه مسؤولية المؤسسات الثقافية الرسمية العربية


وهل مشاركاتك أنت وغيرك في مهرجانات أوروبية وأمريكية تشكل حالة إقناع بالإبداع العربي ؟


 

في الختام أتوجه بالشكر الجزيل لك على منحك لي هذه المساحة من الوقت لأبحر في عالمك الإبداعي وأتجول في مملكة بوحك فشكرا لك صديقي من جديد.

 

يُذكر أن علي محمد عبد الله الحازمي شاعر سعودي، ولد عام 1970 في ضمد التابعة لمنطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية. حصل الحازمي في بداية حياته على الشهادة الابتدائية، ثم التحق بالمعهد العلمي بضمد، وبعد إنهاء دراسته بالمعهد التحق بجامعة أم القرى في مكة المكرمة وتخرج من قسم اللغة العربية عام 1412 هـ. نشرت قصائده في الصحف والمجلات المحلية والعربية والعديد من الدوريات الثقافية المتخصصة. شارك في إحياء العديد من الأمسيات الشعرية في العديد من الأندية الأدبية المحلية، والمهرجانات والملتقيات الأدبية في عدد من دول العالم
له العديد من الدواوين الشعرية التي صدرت في البلاد العربية وترجمت لعدة لغات وهي
بوابة للجسد: صدر عن دار العلم بجدة عام 1993.
خسران: صدر عن دار شرقيات بالقاهرة عام 2000.
الغزالة تشرب صورتها: صدر عن المركز الثقافي ببيروت عام 2004.
مطمئنا على الحافة: صدر عن منشورات دار الكوكب ببيروت عام 2009.
الآن في الماضي: صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت عام 2018.
الدواوين الصوتية
قصائد مختارة: ديوان صوتي شعري، صدر عن نادي حائل الأدبي 2010م.
الترجمات
شجر الغياب: مختارات شعرية صدرت باللغة الفرنسية عن دار “ليل ديدسيون” الفرنسية 2016م.
حياة تتشظى: مختارات شعرية صدرت باللغة التركية عن دار آرتشوب . إسطنبول تركيا 2017م.
خذني إلى جسدي: مختارات شعرية صدرت باللغة الصربية عن دار ألما . بلغراد .صربيا 2019م.
شارع في جدار: مختارات شعرية صدرت باللغة المقدونية عن دار . Akademski pečat سكوبيه مقدونيا 2019
درب أكيد في الضباب: مختارات شعرية صدرت باللغة الإنجليزية واللغة الرومانية عن دار أورنت داكشيدنت الرومانية 2017م.
. ( وردة الشوك ) مختارات شعرية مشتركة صدرت باللغة الإسبانية عن مؤسسة ستيروس الثقافية بالأرجنتين 2020
( وشم الفراشة )مختارات شعرية باللغة الإيطالية صدرت عن دار النشر ” IL CUSCINO DI STELLE ” إيطاليا 2021
( البعيد هنا ) مختارات شعرية باللغة الصينية عن دار ثقافة الأرض للنشر بالصين 2021
ترجمت مجموعته الشعرية مطمئنا على الحافة إلى اللغة الإسبانية وصدرت عن جامعة كوستاريكا بالاشتراك مع بيت الشعر الكوستاريكي 2013م.
ترجمت مجموعته الشعرية مطمئنا على الحافة إلى اللغة الفرنسية وصدرت عن دار ” لارماتان ” الفرنسية بباريس 2016م.











شارك في العديد من المهرجانات الشعرية العربية والأوروبية والأمريكية كما حصل على العديد من الجوائز كما وقع عقدا مع شركة قوقل الأمريكية يتضمن شراءها لحقوق بعض من قصائده ونشرها عبر خدمة ” مساعد قوقل Google Assistant ”
أما الجوائز التي فاز بها فقد فاز بجائزة الشعر بمهرجان الأورجواي الشعري 2015م
-الجائزة العالمية الكبرى لمهرجان ليالي الشعر العالمي برومانيا 2017م
فازت قصيدته ( شارع في جدار ) بجائزة ” Verbumlandi ” الشعرية الدولية لمدينة ” Galateo ” الإيطالية 2017م
جائزة أفضل شاعر دولي لعام 2018 من المركز الدولي للترجمة والبحوث الشعرية في الصين
. جائزة الأيقونة العالمية 2020 من Writers Capital International Foundation – إيطاليا
الجائزة الكبرى ” المؤلف الأجنبي ” جائزة ألوان الروح ” I COLORI DELL’ANIMA ” سانريمو – إيطاليا 2021




Your Page Title