أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمّد الهادي الجزيري
في إطار الاحتفاء بمواهب السيّدات في مجالات مختلفة، نظّمت “الإيسيسكو” (منظّمة العالم الإسلاميّ للتّربية والعلوم والثّقافة) حفلين: الأوّل هو حفل الختام الرسميّ لعام الإيسيسكو للمرأة 2021، وذلك يوم الأربعاء 30 مارس 2022 بالرّباط/المغرب، تحت رعاية جلالة الملك محمّد السّادس، ورّئاسة الأميرة للّا مريم.
وقد شاركت في هذا اليوم الدّكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشّؤون الثّقافيّة بالجمهوريّة التّونسيّة، وتحدّثت عن الرّائدات التّونسيّات اللّاتي ناضلن من أجل أن تكون المرأة حرّة، مستقلّة، فاعلة في المجتمع.
أمّا الحفل الثّاني فقد كان احتفاليّة بيوم الشّعر العالميّ بعنوان “آفاق القصيدة السيّدة” بتاريخ 31 مارس 2022م شاركت فيه العديد من الشّاعرات من مختلف بلدان العالم الإسلاميّ، وقد ضمَّ شاعراتٍ متميّزات شاركن في المسابقة الشّعريّة، كما حلّت بعض الشّاعرات ضيفات على هذه الاحتفاليّة.
ومن تونس، شاركت شاعرتان هما: الشّاعرة سميّة اليعقوبي الّتي شاركت في مسابقة “الإيسيسكو” وكانت قصيدتها من القصائد المتميّزة الّتي تمّ تضمينها في ديوان مشترك بعنوان “حين أسرجن الدياجير شعرا”، علمًا بأنّ لها إسهامات شعريّة مُقدّرة على المستويين الوطنيّ والإقليميّ، والشّاعرة سلوى الرّابحي الّتي كانت ضيفةً على احتفاليّة “يوم الشّعر العالميّ” ممثّلةً للقصيدة التّونسيّة.
علمًا أنّ للشّاعرة سلوى الرّابحي ثلاث مجاميع شعريّة: “أحنّط ظلّي بطين الكلام” الصّادر سنة 2004، “سلرى سيرة الألواح المنسيّة” الصّادر سنة 2007، و”ضمائر الطّوفان” الصّادر سنة 2018. كما تحصّلت الشّاعرة على عدّة جوائز من بينها جائرة “الكريديف” لسنة 2007، وجائزة “أيّام قرطاج الشعريّة” سنة 2019.
وقد قرأت الشّاعرة سلوى الرّابحي مقتطفاتٍ شعريّة من ضمنها المقطع التّالي بعنوان سيمرّ هذا الموت:
طَرَقت عظامي جلدها
كي تُسمعَ الغربانَ قرع طبولها
لم يلتفت أحدٌ سوى
ظلّي يودّع جثتي نحو
الحقيقة خائفا
ناديتُ ظلّي: ” خُذْ عظامي سُلّما”
إنّي منحتكَ أضلعي تمشي عليها نحوَ ضوءٍ في
السّماءِ فلا تخفْ
ورأيت ظلّي في الضياء
محلّقا
لكنّه لم يلتفت
سقطت عظامي كلّها
والأرض شَقّتْ جسمها جرحا يُواري سوأتي
والريح، عاويةً، تجمّع جثتي
كم كنت وحدي يا إلهي…
كنت أرسم في الغبار وصيّتي:
“سيمرّ هذا الموت حتما كي تعيش قصيدتي”