فضاءات

د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي

د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي
د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي

مسقطأثير

مسقط

أثير

إعداد: د.حارث بن عبدالله الحارثيكاتب، وطبيب في المستشفى السلطاني

إعداد:

د

.

حارث

بن

عبدالله

الحارثي

كاتب،

وطبيب

في

المستشفى

السلطاني

مع تعيين معالي الدكتور هلال السبتي في منصب وزير الصحة، وتهنئتنا له جميعا بنيل الثقة السامية، ودعواتنا له بالنجاح في مهامه، أود التوقف عند حدث آخر لا يقل أهمية عن حدث تعيين الدكتور هلال، وهو حدث ترجل معالي الدكتور أحمد السعيدي عن زمام قيادة الوزارة، وتسليمه الأمانة إلى الدكتور هلال ليكمل مسيرة البناء والتطوير للمنظومة الصحية. فكرت كثيرا في كيفية تأريخ هذا الحدث وجمع أبعاده المختلفة، هل أكتب عن الدكتور أحمد كطبيب؟، أم أكتب عنه كوزير ؟، أم أكتب عنه كإنسان ؟، أبعاد شتى لن أستطيع تغطيتها جميعا فقررت سرد بعض المواقف التي شهدت عليها، وسأشاركها معكم على أمل أن تسلط الضوء على هذه الشخصية التي تركت بصمتها على عمان وسيتذكرها التاريخ.

مع

تعيين

معالي

الدكتور

هلال

السبتي

في

منصب

وزير

الصحة،

وتهنئتنا

له

جميعا

بنيل

الثقة

السامية،

ودعواتنا

له

بالنجاح

في

مهامه،

أود 

التوقف

عند

حدث

آخر

لا

يقل

أهمية

عن

حدث

تعيين

الدكتور

هلال،

وهو

حدث

ترجل

معالي

الدكتور

أحمد

السعيدي

عن

زمام

قيادة

الوزارة، 

وتسليمه

الأمانة

إلى

الدكتور

هلال

ليكمل

مسيرة

البناء

والتطوير

للمنظومة

الصحية

.

فكرت

كثيرا

في

كيفية

تأريخ

هذا

الحدث

وجمع

أبعاده 

المختلفة،

هل

أكتب

عن

الدكتور

أحمد

كطبيب؟،

أم

أكتب

عنه

كوزير

؟،

أم

أكتب

عنه

كإنسان

؟،

أبعاد

شتى

لن

أستطيع

تغطيتها

جميعا

فقررت 

سرد

بعض

المواقف

التي

شهدت

عليها،

وسأشاركها

معكم

على

أمل

أن

تسلط

الضوء

على

هذه

الشخصية

التي

تركت

بصمتها

على

عمان 

وسيتذكرها

التاريخ

.

الموقف الأول كان خلال أحداث صحار في العام ٢٠١١، وبينما كانت الاضطرابات والمظاهرات المطالبة بإقالة المسؤولين منتشرة في كل مكان، كان هناك أمر غريب يحدث أمام بوابة وزارة الصحة، ولم يكن له أي مثيل في أي مكان آخر. كانت هناك مظاهرة تضم الأطباء والممرضين والفئات الطبية المساعدة والفئات الأخرى، كان المتظاهرون فيها يرفعون اللافتات، ويرددون الشعارات، ولكنها لافتات وشعارات داعمة لمعالي الدكتور أحمد وزير الصحة!، الأمر الغريب الآخر أن وزير الصحة لم يستدعِ الحراس ليمنعوا المتظاهرين من الدخول أو يبعدوهم، بل استقبل الدكتور أحمد أبناءه من كوادر الوزارة، وتحدث إليهم كما كان يفعل دائما، وتحدثوا معه بكل الوقار والتقدير، واثقين كلالثقة أن معاليه هو “واحد منهم” وينبض قلبه بمحبتهم.

الموقف

الأول

كان

خلال

أحداث

صحار

في

العام

٢٠١١،

وبينما

كانت

الاضطرابات

والمظاهرات

المطالبة

بإقالة

المسؤولين

منتشرة

في

كل 

مكان،

كان

هناك

أمر

غريب

يحدث

أمام

بوابة

وزارة

الصحة،

ولم

يكن

له

أي

مثيل

في

أي

مكان

آخر

.

كانت

هناك

مظاهرة

تضم

الأطباء 

والممرضين

والفئات

الطبية

المساعدة

والفئات

الأخرى،

كان

المتظاهرون

فيها

يرفعون

اللافتات،

ويرددون

الشعارات،

ولكنها

لافتات

وشعارات 

داعمة

لمعالي

الدكتور

أحمد

وزير

الصحة

!

،

الأمر

الغريب

الآخر

أن

وزير

الصحة

لم

يستدعِ

الحراس

ليمنعوا

المتظاهرين

من

الدخول

أو 

يبعدوهم،

بل

استقبل

الدكتور

أحمد

أبناءه

من

كوادر

الوزارة،

وتحدث

إليهم

كما

كان

يفعل

دائما،

وتحدثوا

معه

بكل

الوقار

والتقدير،

واثقين

كل

الثقة

أن

معاليه

هو

“واحد

منهم”

وينبض

قلبه

بمحبتهم

.

د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي
د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي

موقف آخر استوقفني، وفكرت فيه مطولا، فخلال زيارة من زيارات معاليه للمستشفى السلطاني، وبينما كان يمشي في الممر باتجاه مغادرة المستشفى، توقف معاليه ليتحدث مع طفلة صغيرة منومة في المستشفى، اقترب منها واحتضنها وقبلها، أحسست بعيني الدكتور أحمد تتلألأ بالدمع، كعيني أي أب يرى طفلته الصغيرة وهي تصارع المرض. قمت بتصوير معاليه ونشرت الصورة في برنامج التواصل الاجتماعي تويتر، وعلقت حينها بأن الأمر ليس بغريب على الدكتور أحمد، وأن هذا ديدنه وما دربنا عليه منذ أن كنا تلامذته. تم إعادة التغريد بالصورة في وسائل التواصل الاجتماعي ووضع عشرات، بل مئات من الناس تعليقاتهم، وشاركوا قصصهم وذكريات احتكاكهم بالدكتور أحمد كطبيب أو كمعلم أو كإنسان، الكل اتفق على أن الدكتور أحمد كان إنسانا خلوقا طيبا قبل أن يكون طبيبا ماهرا مجيدا، ومعلما كريما مرشدا.

موقف

آخر

استوقفني،

وفكرت

فيه

مطولا،

فخلال

زيارة

من

زيارات

معاليه

للمستشفى

السلطاني،

وبينما

كان

يمشي

في

الممر

باتجاه

مغادرة 

المستشفى،

توقف

معاليه

ليتحدث

مع

طفلة

صغيرة

منومة

في

المستشفى،

اقترب

منها

واحتضنها

وقبلها،

أحسست

بعيني

الدكتور

أحمد

تتلألأ 

بالدمع،

كعيني

أي

أب

يرى

طفلته

الصغيرة

وهي

تصارع

المرض

.

قمت

بتصوير

معاليه

ونشرت

الصورة

في

برنامج

التواصل

الاجتماعي 

تويتر،

وعلقت

حينها

بأن

الأمر

ليس

بغريب

على

الدكتور

أحمد،

وأن

هذا

ديدنه

وما

دربنا

عليه

منذ

أن

كنا

تلامذته

.

تم

إعادة

التغريد

بالصورة 

في

وسائل

التواصل

الاجتماعي

ووضع

عشرات،

بل

مئات

من

الناس

تعليقاتهم،

وشاركوا

قصصهم

وذكريات

احتكاكهم

بالدكتور

أحمد 

كطبيب

أو

كمعلم

أو

كإنسان،

الكل

اتفق

على

أن

الدكتور

أحمد

كان

إنسانا

خلوقا

طيبا

قبل

أن

يكون

طبيبا

ماهرا

مجيدا،

ومعلما

كريما 

مرشدا

.

موقف أخير يسلط الضوء على بعد آخر من أبعاد شخصية الدكتور أحمد، ففي صبيحة إحدى الأيام، وفي خضم قمة أزمة كورونا، زارنا معالي الدكتور أحمد السعيدي في المستشفى السلطاني. كنا ككوادر صحية، منهكين ونحن نصارع جائحة كوفيد١٩، عمل مضنٍ وشاق في الأقسام والأجنحة، وساعات عمل طويلة بمخاطر عالية، إجهاد جسدي ونفسي لم نشهد لهما مثيلا. في صبيحة ذاك اليوم، تفاجأنا بزيارة الدكتور أحمد السعيدي لنا في المستشفى، توقفت سيارته عند مدخل المركز الوطني للأورام، ونزل منها بسرعة وخفة، لم يذهب معاليه إلى قاعة الاجتماعات المجاورة للمدخل، ولم يسأل أو يتوقف للاطلاع على تقارير سير العمل من إدارة المستشفى، بل ذهب مباشرة إلى حيث أجنحة العناية بمرضى كوفيد١٩ المنومين في المستشفى. هناك تحدث مع الطواقم، واستمع لهم، وتفحص عمل المرافق وسأل عن الاحتياجات، تحدث معنا بلغته البسيطة وبتلقائيته المعهودتين وبدون أي تكلف. أخبرنا بأنه شخصيا وكل طواقم الوزارة تعمل معنا، وأنه حريص علينا وعلى سلامتنا، ويثمن غاليا كل تضحياتنا وينقل إلينا تقدير وثناء جلالة السلطان هيثم لجهودنا في خدمة عمان. تلك الزيارة، وحديث الدكتور إلينا وتأكيده لوقوف الكل معنا، كانت وقودا لأجسامنا المنهكة ودافعا لأنفسنا المتعبة، أحسست بالسعادة تغمر الطواقم الطبية وهم يتحدثون عن زيارة معاليه وحديثه المباشر إليهم طوال الأسابيع التالية، كانوا يتحدثون بثقة وبروح فريق واحد يقوده معاليه ويحارب من أجل عمان.

موقف

أخير

يسلط

الضوء

على

بعد

آخر

من

أبعاد

شخصية

الدكتور

أحمد،

ففي

صبيحة

إحدى

الأيام،

وفي

خضم

قمة

أزمة

كورونا،

زارنا 

معالي

الدكتور

أحمد

السعيدي

في

المستشفى

السلطاني

.

كنا

ككوادر

صحية،

منهكين

ونحن

نصارع

جائحة

كوفيد١٩،

عمل

مضنٍ

وشاق 

في

الأقسام

والأجنحة،

وساعات

عمل

طويلة

بمخاطر

عالية،

إجهاد

جسدي

ونفسي

لم

نشهد

لهما

مثيلا

.

في

صبيحة

ذاك

اليوم،

تفاجأنا 

بزيارة

الدكتور

أحمد

السعيدي

لنا

في

المستشفى،

توقفت

سيارته

عند

مدخل

المركز

الوطني

للأورام،

ونزل

منها

بسرعة

وخفة،

لم

يذهب

معاليه 

إلى

قاعة

الاجتماعات

المجاورة

للمدخل،

ولم

يسأل

أو

يتوقف

للاطلاع

على

تقارير

سير

العمل

من

إدارة

المستشفى،

بل

ذهب

مباشرة

إلى

حيث 

أجنحة

العناية

بمرضى

كوفيد١٩

المنومين

في

المستشفى

.

هناك

تحدث

مع

الطواقم،

واستمع

لهم،

وتفحص

عمل

المرافق

وسأل

عن 

الاحتياجات،

تحدث

معنا

بلغته

البسيطة

وبتلقائيته

المعهودتين

وبدون

أي

تكلف

.

أخبرنا

بأنه

شخصيا

وكل

طواقم

الوزارة

تعمل

معنا،

وأنه 

حريص

علينا

وعلى

سلامتنا،

ويثمن

غاليا

كل

تضحياتنا

وينقل

إلينا

تقدير

وثناء

جلالة

السلطان

هيثم

لجهودنا

في

خدمة

عمان

.

تلك

الزيارة، 

وحديث

الدكتور

إلينا

وتأكيده

لوقوف

الكل

معنا،

كانت

وقودا

لأجسامنا

المنهكة

ودافعا

لأنفسنا

المتعبة،

أحسست

بالسعادة

تغمر

الطواقم

الطبية 

وهم

يتحدثون

عن

زيارة

معاليه

وحديثه

المباشر

إليهم

طوال

الأسابيع

التالية،

كانوا

يتحدثون

بثقة

وبروح

فريق

واحد

يقوده

معاليه

ويحارب

من 

أجل

عمان

.

المواقف أعلاه تختزل الكثير من صفات وخصال الدكتور أحمد الشخصية، والتي مكنته من قيادة وزارة الصحة من خلال أصعب مراحلها، متغلبة على أوبئة انتشرت في العالم وتأثرت بها السلطنة، ومستقرة في مراحل اضطرابات اجتماعية وعامة، وثابتة وسط أزمات مالية واقتصادية عالمية، مرورا بجائحة عالمية لم يشهد لها العالم مثيلا، وانتهاء بانتقال سلس لقيادة الدولة من المرحوم السلطان قابوسطيب اللهثراهإلى مولانا المفدى جلالة السلطان هيثمحفظه الله ورعاه-. شهدت الوزارة في عهده تحقيق إنجازات كبيرة بمؤشرات صحية عالمية، فتم ابتعاث عدد قياسي من الأطباء للتخصص والزمالة، وقاد المجلس العماني لاعتراف عالمي ببرامجه. أسس الدكتور أحمد لاعتراف عالمي بدور السلطنة في المجال الصحي وتوجت جهوده بتولي العمانيين للمناصب القيادية في منظمة الصحة العالمية والمجلس العربي للتخصصات الصحية وغيرها من المنظمات الدولية.

المواقف

أعلاه

تختزل

الكثير

من

صفات

وخصال

الدكتور

أحمد

الشخصية،

والتي

مكنته

من

قيادة

وزارة

الصحة

من

خلال

أصعب

مراحلها، 

متغلبة

على

أوبئة

انتشرت

في

العالم

وتأثرت

بها

السلطنة،

ومستقرة

في

مراحل

اضطرابات

اجتماعية

وعامة،

وثابتة

وسط

أزمات

مالية 

واقتصادية

عالمية،

مرورا

بجائحة

عالمية

لم

يشهد

لها

العالم

مثيلا،

وانتهاء

بانتقال

سلس

لقيادة

الدولة

من

المرحوم

السلطان

قابوس

طيب

الله

ثراه

إلى

مولانا

المفدى

جلالة

السلطان

هيثم

حفظه

الله

ورعاه

-.

شهدت

الوزارة

في

عهده

تحقيق

إنجازات

كبيرة

بمؤشرات

صحية

عالمية،

فتم 

ابتعاث

عدد

قياسي

من

الأطباء

للتخصص

والزمالة،

وقاد

المجلس

العماني

لاعتراف

عالمي

ببرامجه

.

أسس

الدكتور

أحمد

لاعتراف

عالمي

بدور 

السلطنة

في

المجال

الصحي

وتوجت

جهوده

بتولي

العمانيين

للمناصب

القيادية

في

منظمة

الصحة

العالمية

والمجلس

العربي

للتخصصات 

الصحية

وغيرها

من

المنظمات

الدولية

.

د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي
د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي د.حارث الحارثي يكتب: 3 مواقف مع الدكتور أحمد السعيدي

أثناء المقطع الأخير المتداول له، وأثناء سيره لمغادرة مبنى وزارة الصحة في آخر يوم عمل له كوزير للصحة، كانت تحفه مشاعر محبتنا وتقديرنا واعتزازنا جميعا به، ونعلم يقينا أنه سيواصل مسيرة عطائه في دعم القطاع الصحي، وخدمة المجتمع من خلال محطات قادمة أهم.

أثناء

المقطع

الأخير

المتداول

له،

وأثناء

سيره

لمغادرة

مبنى

وزارة

الصحة

في

آخر

يوم

عمل

له

كوزير

للصحة،

كانت

تحفه

مشاعر

محبتنا 

وتقديرنا

واعتزازنا

جميعا

به،

ونعلم

يقينا

أنه

سيواصل

مسيرة

عطائه

في

دعم

القطاع

الصحي،

وخدمة

المجتمع

من

خلال

محطات

قادمة

أهم

.

شكرا لك يا معالي الدكتور أحمد السعيدي وجزاك الله عنا وعن عمان كل الخير.

شكرا

لك

يا

معالي

الدكتور

أحمد

السعيدي

وجزاك

الله

عنا

وعن

عمان

كل

الخير

.

Your Page Title