أخبار

انتبه؛ فهناك علامات تخبرك بأنك تعاني “اضطراب تشوه الجسم”

(rimaalsheikh)

أثير – ريـمـا الشـيخ

لعلاقة الفرد بجسده ومدى إدراكه بهذه العلاقة دور أساسي في صقل شخصيته، وتحديد سلوكه، وما يتبلور لديه من أفكار ومعتقدات حول نفسه وصورة جسده، فهناك العديد من الدراسات العلمية التي تشير إلى أن صورة الجسد والمشاعر تجاه هذه الصورة ضرورية لنمو شخصية مرنة، فالأشخاص الذين يمتازون بالرضى والتقدير لأنفسهم هم على الأرجح الأكثر صحة ومرونة نفسية، حيث إن اهتمام الفرد بمظهره الخارجي هو أحد أبعاد السلوك الإنساني المقبولة في معظم الثقافات حول العالم، ويعد الاهتمام بالمظهر الخارجي للإنسان أحد الأمور الرئيسة التي ينشغل بها نسبة كبيرة من الناس.

هذه العلاقة قد تأخذ بعدًا آخر أيضًا فيترتب على عدم رضى الشخص عن جسده الكثير من المشاكل والاضطرابات النفسية التي قد تؤدي إلى جودة حياة متدنية، تنشأ هذه المشكلة عندما لا يتوافق شكل الجسم مع ما يعد مثاليًا حسب تقدير الفرد، وقد يؤدي عدم تقبل الشخص لصورة الجسد إلى حدوث ما يسمى اضطراب التشوه الوهمي للجسد.

فماذا تعني هذا الحالة؟

فماذا تعني هذا الحالة؟

توضح الدكتورة علياء سلطان، اختصاصية نفسية إكلينيكية معتمدة لـ ”أثير“ حول هذا الجانب فتقول: يتمثل اضطراب التشوه الوهمي للجسد في الانشغال الزائد على الحد بعيوب متخيلة في مظهر الجسد، فيصبح لدى الفرد مجموعة من الأفكار والمشاعر المشوشة حول مظهره الجسدي تصل بالفرد أحيانًا إلى درجة السخط وعدم الرضا عن جسده، وتعرف جمعية علم النفس الأمريكية اضطراب التشوه الجسد الوهمي Body Dysmorphic Disorder بـ:
خصائص أو سمات ترتبط بانشغال الفرد بوجود عيب محسوس، أو مصدر قلق مفرط بشكل ملحوظ لوجود عيب مدرك، مما يسبب ضيقا وانشغال الفكر وقلقا.


أسباب اضطراب التشوه الجسمي:

أسباب اضطراب التشوه الجسمي:

وتوضح الدكتورة بأن اضطراب التشوه الجسدي يتأثر بعدة عوامل قد تكون جينية أو بيئية، بالإضافة إلى الوعي والمعايير الاجتماعية والثقافية ووسائل الإعلام، وإن التطور التكنولوجي له دور فعال في إعطاء معايير الجمال والرشاقة والموضة التي قد تؤثر على نظرة الفرد لنفسه، وقد تزداد فرص الإصابة بهذا الاضطراب إذا مر الفرد بخبرات سلبية في الطفولة مثل التنمر أو الإهمال من قبل الوالدين أو الإساءة النفسية، بالإضافة إلى ذلك، التمتع بخصائص مثل الانخفاض بالثقة بالنفس والشعور بالضغط الاجتماعي لمسايرة المعايير الاجتماعية لها دور لحدوث هذا الاضطراب، ويعد شائعاً وجوده، وهو موجود بتساوٍ عند كل من الذكور والإناث، ومتوسط سن بداية الاضطراب هو ١٧ عامًا أو فترة المراهقة.

أعراض اضطراب التشوه الجسمي:

أعراض اضطراب التشوه الجسمي:

تذكر الدكتورة بأن أعراض اضطراب تشوه الجسم تتضمن ما يأتي:
– الانشغال للغاية بوجود عيب متصوَّر في المظهر لا يراه الآخرون أو يبدو طفيفًا لهم
– الاعتقاد القوي بوجود عيب في المظهر يجعل الفرد يبدو قبيحًا أو مُشوهًا
-الاعتقاد بأن الآخرين يأخذون ملاحظة خاصة عن مظهر الفرد بطريقة سلبية أو أنهم قد يسخرون منه
-الانخراط في السلوكيات التي تهدف إلى إصلاح أو إخفاء العيب المُتصَّور الذي يَصعُب مقاومته أو التحكُّم فيه، مثل تكرار تفقُّد المرآة أو التزيُّن أو عن طريق تصفيف الشعر، أو المكياج، أو الملابس
-مقارنة دائمة للمظهر مع الآخرين
-تكرار الاطمئنان بشأن المظهر من الآخرين
-وجود ميول الكمال
-تجنُّب المواقف الاجتماعية





علاج اضطراب التشوه الجسمي:
وتضيف الدكتورة بأن علاج اضطراب تشوه الجسم غالبًا ما يشمل مزيجًا من العلاج النفسي والعلاج الدوائي، حيث يساعد العلاج النفسي في معرفة مدى تأثير الأفكار، وردود الأفعال العاطفية والسلوكية على استمرار المشكلة ويهيئ الفرد لتقبل تلك الأفكار الذاتية حول تصوره الجسدي وتعلم طرق للتعامل معها بأكثر مرونة للتفكير، بالإضافة إلى ذلك، العلاج النفسي يثقف ويعلم الفرد طرقا بديلة للتعامل مع الرغبات أو الطقوس للمساعدة على تقليل النظر إلى المرآة على سبيل المثال، أو البحث عن الطمأنينة أو الاستخدام المفرط للخدمات الطبية، كما يدعم العلاج النفسي بتعزيز سلوكيات أخرى لتحسين الصحة والمرونة النفسية، مثل معالجة الانعزال المجتمعي الناتج عن الاضطراب وزيادة المشاركة مع الأنشطة ومصادر الدعم الصحية والنفسية.

علاج اضطراب التشوه الجسمي:


أما بخصوص العلاج الدوائي فتقول: رغم عدم وجود أدوية معتمدة خصيصًا لمعالجة اضطراب تشوه الجسم، فإن الأدوية المستخدمة في معالجة حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري قد تكون فعالة جدًا.

وفي ختام حديثها مع ”أثير“ تؤكد الدكتورة علياء سلطان: قد لا توجد طريقة محددة للوقاية من الإصابة باضطراب تشوه الجسم، لكن، على الرغم من ذلك، ولأن اضطراب تشوه الجسم  يبدأ في سنوات المراهقة، فقد يكون تحديد الاضطراب مبكرًا والبدء في علاجه مفيدًا ومهم، لهذا علينا الانتباه إلى ما يلي:
تراجع الثقة بالنفس
العزلة الاجتماعية
الاكتئاب الشديد أو غيره من الاضطرابات المزاجية
الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
اضطرابات القلق، أو اضطراب القلق الاجتماعي
اضطراب الوسواس القهري
اضطرابات الشهية
إساءة استخدام المواد المُخدِّرة
الألم البدني أو خطورة التعرض للتشوهات نتيجة لتكرار التدخلات الجراحية.






Your Page Title