أثير- موسى الفرعي
أثير أكبر من أن تكون مجرد نشاط تجاري يتم توصيفه، إنها حلم كبر معنا، وطفل بدأ يكبر عاما فعاما، وها هو يتجاوز عامه التاسع. تسعة أعوام كبرنا فيها معا فردا فردا، بدءًا بتلك القلة المؤمنة بهذا الحلم، وصولا إلى منظومة عمل متكاملة، رحلة بدأت بحلم فردي إلى أن أصبحت حلم الكثيرين.
محطات عديدة جعلتنا أكثر نضجا وثراء معرفيا، وتحديات كثيرة هُزمت في وجه الإرادة والتصميم على بلوغ الهدف والإيمان بالرؤية والرسالة، ونجاحات لا يمكن أن تنسب لفرد بل لكل المؤمنين بهذا الحلم بدءًا بالقائمين عليها الذين عملوا كجسد واحد يؤدي وظائفه الحيوية في سبيل الحياة، وصولا للناس الذين كانوا وما زالوا الركن القوي في هذا البناء، فلولاهم كنا فقدنا السبيل والحلم، أناس آمنوا بأثير كمصدر موثوق للخبر، وآخرون آمنوا بها كبيت تؤثثه المحبة وتسكنه المعرفة ويطل على مساحات من الثقافة والأدب، وآخرون وجدوا في أثير الذراع الذي يدفعهم نحو تحقيق حلم ما، هذه أعمدة البناء الأثيري الذين لا يمكن لأثير أن تنكر وجودهم أو لا تقدم شكرها لهم صباح مساء وذلك بأن نحافظ على أثير بصفتها الجسر الأخضر الذي يربطنا بهذه القلوب النابضة بالمحبة والممتلئة بالثقة.
إنها الخطوة الأولى في العام العاشر لأثير. إذًا؛ فكيف لي شخصيا أن أقول شكرا لهذه العائلة التي تلتف حول أثير لتحميها وتدفعها نحو الأعلى، بينهم من يعمل بصمت ويندر سماع صوته، وهناك من مزج بين الجد والهزل شريطة أن يحقق أمثل النتائج، وهناك من يرفض أن تكون نسبة الخطأ واردة ويمكن أن يشعل الدنيا من أجل هذا الحلم.
إن هذا الحب والولاء لحلمنا جعلنا نقدم استثناءات في نظام العمل، لذلك أجدنا مختلفين في نظام مرونة العمل، مع الحفاظ على الأسس الثابتة، مختلفين عن أي مؤسسة أخرى، ومتفقين على نظام الحب الذي نسير به، وقد أثبت لنا أن الحب هو منظم الفوضى، وأن الأخوة أكثر هيبة من المسميات الوظيفية.
احتفالنا إذًا بمرور تسعة أعوام منذ انطلاقة أثير هو احتفال بكل ذلك، احتفال بإخلاصنا لهذا الحلم الأجمل، احتفال بتكوين عائلة متحابة، احتفال بكل الناس الذين نشعر بمحبتهم ونحاول أن نؤكد لهم إحساسنا بهم، وآخرون لن نتعب من محاولات إقناعهم بمحبتنا؛ لأن أثير هي حب وحلم في أخذ الشكل العمل، لأن أثير حيث أنتم إلى أن تكونوا حيث هي.