أثير – ريـمـا الشـيخ
تعد الأسلحة التقليدية العُمانية أحد الموروثات التي يتم تناقلها جيلًا بعد جيل، ورغم تواجدها في الأسواق التقليدية بكثرة، إلا أن هناك آراء مختلفة حول وجودها في المنزل وطريقة استخدامها، فهناك من يستخدمها في الرماية، وهناك من يجدها زينة لمنزله، ولكن البعض الآخر يميل لاستخدامها بالطريقة الخاطئة مثل قنص الحيوانات البرية.
وهناك أنواع كثيرة من الأسلحة النارية التقليدية ”غير سريعة الطلقات“ وهي التي يتم تداولها في أسواقنا العمانية ويسمح بيعها في الأسواق وخصوصًا في سوق نزوى أو في المتاجر المخصصة لبيع التحف التراثية التقليدية، ومن ضمن هذه الأنواع: الكند، السكتون، الخميسي، والصّمع.
الكند، السكتون، الخميسي، والصّمع.
ويمكن القول بأن دخول السلاح إلى سلطنة عُمان كان خلال الاستعمار البرتغالي، حيث تقول المصادر التي بحثت فيها ”أثير“ بأن البرتغاليين هم أول من استعمل تلك البنادق، والتي تتواجد بكثرة في سلطنة عُمان، ويشير الرحالة الألماني “إنغلبرد“ أنه زار مسقط في عام 1688م ووجد بعض الأسلحة يتم استخدامها من قبل السكان.
أثير
وفي سطورنا القادمة، سنتعرف على أقدم بندقية تم استخدامها في سلطنة عُمان ويطلق عليها اسم ”أبو فتيلة“ أو ”العماني“، ويبلغ عمرها ما يقارب 400 سنة.
أبو فتيلة
العماني
يقول البائع خالد الطيواني -أحد الباعة في سوق نزوى وهاوي جمع مقتنيات تراثية- خلال حديثه مع ”أثير“: دخلت بندقية ”أبو فتيلة“ إلى سلطنة عُمان وشبه الجزيرة العربية في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، أي بداية القرن التاسع الهجري، وقد انتشرت بعد دخول البرتغاليين لسواحل عمان في القرن الحادي عشر الهجري أي السابع عشر الميلادي، وسميت بـ ”العماني“ لأنها صنعت في سلطنة عُمان.
أثير
وأضاف: لقد انفردت هذه البندقية بالشكل المميز عن باقي البنادق الأوربية والعثمانية والفارسية والهندية، فيتميز تصميمها في شكل الخشبة والحديد في سبطانة البندقية ويبلغ طولها حوالي المترين.
وأوضح الطيواني بأن عمل البندقية يعتمد على حشوها بالبارود عبر دكه بقطعة طويلة من الحديد، ومن ثم تضاف الطلقة التي كان يصنعها المحارب بنفسه، وهي عبارة عن رصاص مذوب على درحة حرارة 300 درجة مئوية، ثم يصب ويترك ليبرد، ومن ثم يتم إشعال الفتيل المصنوع من ليف النخيل والقطن؛ حتى لا تنطفئ النار بسرعة ويوضع في مكان الإطلاق، ويتم تحريك الزناد ويصل الفتيل إلى البارود وتنطلق الطلقة.
وأضاف: يرتبط بوسط البندقية ”المطف“، وهي أداة من النحاس تربط وسط خشبة البندقية مع الفتيل وبها أنبوبين، أحدهما يستخدم لإطفاء الفتيل والثاني به فتحات يستخدم لاستمرار اشتعال الفتيل.
هذا وأكد خالد بأنه تم تطوير هذه البندقية ليصنع بارودة ”البستولة“ بالمسمى العماني، وعوضًا عن الفتيل بالزناد الأوتوماتيكي.
يملك البائع خالد حوالي أربع بنادق من نوع ”أبو فتيلة“، ولا ينوي بيعها في السوق للحفاظ على هذا الموروث العماني، حيث تم وقف تصنيعها منذُ زمن بعيد.
