أثير- جميلة العبرية
تزخر البيئة الطبيعية العمانية بعدد من النباتات البرية المختلفة، والتي استفاد منها الإنسان العماني على مر الزمان في أغراض متعددة كأكلها، وشربها وفي أغراض طبية وشخصية أيضًا.
شجرة القفص أو نبات القفص هي إحدى تلك الشجيرات التي يولي لها فريق موارد المهمات الميدانية من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية الأهمية؛ وذلك بجمع بذورها وبذور غيرها من النباتات المحلية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية، وتسجيل البيانات المتعلقة بتلك الموارد الوراثية النباتية.
وحسبما رصدته “أثير” من حساب مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، والدليل الحقلي المصور للنباتات البرية والموسوعة العمانية فإن شجرة القفص تعد من النباتات الطبية التي تنمو بريا في سلطنة عمان، وتنتشر كذلك في دول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية واليمن والإمارات العربية المتحدة.
وتنمو الشجرة في الأودية المحجرة والمنحدرات الصخرية، على ضفاف الأودية في سلسلتي جبال الحجر الشرقي والغربي ومحافظة مسندم، وتنمو بقلة في سفوح الجبال شديدة الانحدار وبالقرب من العيون المائية بمحافظة ظفار.
أما اسمها العلمي فهو Acridocarpus orientalis A.Juss، وهي تنتمي إلى العائلة المالبيجية أو الملبغيات، والأسماء المتعارف عليها في سلطنة عمان هي: قفص، القفص، اثبوت، أوثت، عذفير، وتتكاثر طبيعيًا بالبذور التي تنتشر بالرياح أو عن طريق الحيوانات الرعوية.
ويستخلص الناس المحليون الزيت من بذور هذه النبتة ويستخدمونه لعلاج مختلف الأمراض مثل الحمى وحساسية الجلد كالحزاز، وتستخدم عيدانها لشوي المشاكيك، أما الدليل الحقلي المصور للنباتات البرية في سلطنة عمان فأضاف بأن زيتها ينعّم الجلد ويستخدم في الدباغة، كما أنه يعالج بغسول مسحوق أوراق القفص مرض جدري الماء (الحميقاء، المحميقا) المعدي، والإسهال، والتهابات المواشي، والمواشي التي تعاني من فقدان شهية الأكل.
وأوضحت زوينة بنت سلمان العبرية من وادي السحتن بولاية الرستاق لـ “أثير” بأن هذه الفترة هي فترة جني بذور القفص، واستخراج حل القفص (زيت القفص)، وأضافت: بعد أن يتحول للون الأحمر ويبدأ بالتساقط نذهب لحصاده وجمعه ثم نشحه وتيبيسه تحت أشعة الشمس ومن بعدها تقشيره وطحنه وعجنه، وعندما نرى الزيت يخرج من العجين يتم عصره في قوارير لحفظه ومن بعدها بيعه، والطلب والإقبال عليه كثير.

وأشار مرجع الموسوعة العمانية إلى أن لأوراق القفص مفعولًا ضارًا بالإبل إذا أكلت منها فهي تؤدي إلى إصابتها بالشلل وعدم قدرتها على النهوض بقوائمها الخلفية.
كما ذكرت الموسوعة بأن هناك بعض الأماكن سميت في سلطنة عمان اتصالًا باسم هذه الشجرة كالقفصة في ولاية دماء والطائيين والقفصي في صحم وحيل قفصة في ولاية صحار.