أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

عزيزي القارئ.. إذا كنت من مواليد السبعينات أو الثمانينات من القرن العشرين أو ما قبلهما، وكنت من سكان مسقط أو سبق لك زيارتها، فلربما لمحت على أحد جوانب كورنيش مطرح سفينةً شراعيةً عتيقة مهيبة أو بقايا منها جانحة على طرف الميناء تحكي قصتها للمارّة والمتأملين عن ذكريات سنواتٍ طويلةٍ في الإبحار من ميناءٍ لآخر. تلك هي السفينة ( عطية الرحمن) أو الوشار كما يطلق عليها في مدينة صور مهد صناعتها وانطلاقتها الأولى.
“أثير” تسلط الضوء في هذا التقرير على حكاية هذه السفينة، وتقترب من تاريخ الأسرة التي قامت بصناعتها وامتلاكها لفترة لا تقل عن نصف قرن.
البداية..
في بداية عام 1973 قررت الحكومة ممثلة بهيئة التنمية العامة الاهتمام بموضوع السفن الشراعية كجزء من تاريخ الملاحة البحرية العمانية، وذلك من خلال إنشاء مصنع للسفن في ولاية صور باعتبارها من أشهر المدن على ساحل المحيط الهندي التي برع (وساتيدها) في صناعة السفن الشراعية.
كما قررت الهيئة كذلك شراء مجموعة من السفن العمانية التقليدية لبيعها على الشركات ورجال الأعمال، ولاستخدامها كمعالم بارزة تدل على عراقة التاريخ البحري العماني، ووقع الاختيار من بين هؤلاء السفن على السفينة (عطية الرحمن) التي كانت تحمل اسمين آخرين هما: الوشار، وفتح الكريم.
وكان من بين المبررات لرغبة الحكومة في امتلاك السفينة (عطية الرحمن)، أنها شبيهة بالسفينة (سلطانة) التي وصلت إلى لندن وإلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1840 كأول سفينة عربية تصل إلى ميناء نيويورك.

السفينة عطة الرحمن
كانت (عطية الرحمن) من بقايا الأسطول البحري الصوري العماني الذي جاب البحار وتنقل بين موانئ الخليج العربي، والهند، واليمن، وشرقي أفريقيا، وقد سميت بعطية الرحمن وفتح الكريم كعادة أهل صور في اختيار الأسماء التي بها جانب وجداني ديني وتفاؤل وذلك بسبب المخاطر والأهوال التي تواجهها السفن الشراعية في الرحلات التي تقوم بها.
وشرت (صنعت) عطية الرحمن في حي مخا أحد أحياء صور العريقة، وذلك عام ١٣٤٣ هجري الموافق 1924م، لصالح أسرة (البلال) إحدى الأسر الصورية المعروفة والتي برز كثيرٌ من أفرادها في المجال السياسي والتجاري والأدبي كما سيأتي.
كان صاحب السفينة هو النوخذة خلفان بن حمد بن محمد البلال المخيني الذي طلب من أحد أمهر صنّاع السفن في صور وقتها وهو محمد بن خميس الشقّاق صنع سفينة له من نوع (الغنجة) لتنضم إلى بقية سفن الأسرة المتعددة، فبدأ العمل في صناعتها عام 1924، وتوقف العمل لفترة بسبب بعض الأحداث التي شهدتها المدينة خلال تلك الفترة.
تعد (عطية الرحمن) من السفن ذات الحمولة الكبيرة نسبيًا، حيث تبلغ حمولتها (٢٢٠٠) منّ بصري، أو ما يعادل (٢٢٠) طنا، بينما يبلغ عدد بحارتها حوالي (20) بحارًا باستثناء (الوليدات) وهم الصغار الذين يسافرون للتعلم ولا يعاملون معاملة البحّارة.
بعد جاهزية السفينة في النصف الثاني من عشرينات القرن العشرين بدأت رحلاتها الملاحية بين الموانئ كعادة بقية سفن الأسطول الصوري، حيث توجهت إلى البصرة وموانئ الخليج العربي حاملةً خشب المنجروف (الكندل) المجلوب من شرق أفريقيا لبيعه في موانئ الخليج، كما جلبت من شط العرب التمر العراقي بأنواعه الساير والزاهدي والديري والخضراوي وغيره لإعادة بيعه في موانئ اليمن والهند، وكان النوعين الأخيرين يستعملان للاستخدام الشخصي ولتوزيعهما كهدايا.
حوالي نصف قرن قضته (عطية الرحمن) أو فتح الكريم أو الوشار كما يطلق عليها، في التنقل بين الموانئ المختلفة بحسب مواسم الأسفار المرتبطة بدورة الهواء أو دورة البنديرة كما تسمى، تعاقب على قيادتها خلال تلك الفترة عدد من النواخذة من أبناء الأسرة ومن غيرهم، ممن كان يشار لهم بالبنان في معرفة أصول الملاحة البحرية، ومن بينهم: الشيخ حمد بن خلفان البلال الذي قاد السفينة في بداية استخدامها، وابنه النوخذة سالم بن حمد البلال، والنوخذة حمد بن سالم الهزيمي الذين كان من النواخذة المشهود لهم بالمهارة وقاد السفينة لفترة طويلة سواءً بشكلٍ منفرد أو بالمشاركة مع بعض أبناء الشيخ حمد بن خلفان، ومنهم كذلك النوخذة المعروف والمعلّم علي بن مبارك بن حمد البلال، كما تولى قيادتها النوخذة سعيد بن راشد الطريفي المخيني الذي عمل كنوخذة في عدد من السفن في صور، ولا يمكن نسيان النوخذة الشيخ ناصر بن حمد بن خلفان البلال الذي قاد السفينة لفترة طويلة منذ السنوات الأولى لدخوله عالم الملاحة والأسفار حيث بدأ في تعلم فنون القيادة على يد عدد من النواخذة الذين تمت الإشارة إليهم ومنهم أخوه النوخذة سالم بن حمد، والنوخذة حمد بن سالم الهزيمي، ثم قاد السفينة منفردًا حتى بداية السبعينات عندما هدأت حركة الملاحة وقررت الحكومة بعدها الحصول على هذه السفينة.
واجهت (عطية الرحمن) حالها كحال بقية السفن الشراعية التي كانت تعتمد في الفترة ما قبل منتصف القرن العشرين على الشراع قبل أن تبدأ في التحول التدريجي إلى استعمال المكائن منذ منتصف خمسينات القرن العشرين، عدة مصاعب من بينها اصطدامها بباخرة في الخليج العربي حيث انكسر صدر السفينة وجنحت إلى البحرين حيث كان يوجد هناك بعض الوساتيد (القلاليف) من مدينة صور الذين قاموا بإصلاحها ومن ثم جاهزيتها للعودة إلى الإبحار. كما تعرضت مرة أخرى لكسر في أحد جوانبها أمام خليج عدن، وعادت مرةً أخرى بعد أن أدخلت للصيانة وتم استبدال الجزء المكسور من الصدر، وظلت السفينة تمارس نشاطها في الوقت الذي بيع فيه العديد من مثيلاتها من السفن وبالأخص منذ ستينات القرن العشرين بعد ظهور النفط في الخليج وسفر العديد من البحّارة والنواخذة للبحث عن مصدر رزق أكثر سهولة، فبدأ عدد من أصحاب السفن في صور في بيع سفنهم الكبيرة وبالأخص في موانئ اليمن الذين كان أهل تلك الموانئ يقبلون على شراء سفن أهل صور نظرًا لجودتها وجمال صنعها، وشراء سفن أصغر حجمًا تواجه متطلبات المرحلة القادمة، ولكن (الوشار) صمدت واحتفظ بها أصحابها حتى عام 1973.
نقل السفينة إلى مسقط
عندما قررت الحكومة ممثلة بهيئة التنمية العامة الحصول على السفينة لبّى الشيخ حمد بن خلفان طلب الحكومة بكل فخر بأن يكون لصور مكانة في التاريخ البحري، وتم تجهيز السفينة استعدادًا لسفرها إلى مسقط، وكانت خطوات التجهيز مشابهة لذات الخطوات التي كانت تعد لهذه السفينة وغيرها من السفن التجارية قبيل الإبحار إلى أية وجهة من الوجهات التي تنطلق إليها، حيث يتم التأكد من مدى متانة أخشابها، والقيام بأعمال الصيانة المطلوبة، ودهن السفينة بزيت السمك، وغيرها من أعمال الصيانة التي تسبق عملية (تكويرها) قبل إنزالها إلى الخور، كما قام الشيخ ناصر بن حمد بالاتفاق مع عدد من البحارة كطاقم للسفينة أثناء عملية نقلها إلى مسقط، وتولى قيادة السفينة حتى وصولها إلى مسقط حيث تم استقباله مع طاقم سفينته من قبل المسؤولين وقام الشيخ ناصر بتسليم السفينة إليهم.
عندما وصلت السفينة إلى مسقط عرض الشيخ ناصر بن حمد البلال على المسؤولين قيامه مع طاقم السفينة بعملية قطر وإنزال للسفينة بطريقة آمنة كون أن لهم سابق خبرة في ذلك، كما أن أخشاب السفينة بحكم قدمها قد لا تحتمل عمليات السحب والقطر من قبل المعدات الحديدية، وقد يعرض ذلك السفينة لخطر الكسر وتشقق ألواحها، لكن المسؤولين كان لهم رأي آخر حيث أوكلوا مسؤولية رفع السفينة إلى أعلى الشاطئ لشركة غير متخصصة دون استشارة أصحاب السفينة في الطريقة المثلى لرفعها، وقام الفنيون الذين تولوا تلك المهمة بوضع كابل حديد في منتصف السفينة من أجل جرّها وتحريكها، الأمر الذي أثّر بشكلٍ سلبي على جسم السفينة العتيقة، فأدى ذلك إلى انشطارها من الوسط، وبقيت على ساحل مطرح فترة طويلة تحيي قصة أسطول بحري عظيم ساد الموانئ يومًا ما، وبالتالي فقدت عمان واحدة من المعالم التراثية المهمة التي كانت تعبّر عن ازدهار النشاط البحري العماني، وكان لوجودها كمعلم مهم وسط العاصمة دورٌ في التعريف بذلك التاريخ، ونشاط العمانيين في مجال نشر الحضارة العربية والإسلامية جنبًا إلى جنب مع مفردات التجارة المختلفة.
أسرة البلال
تعد أسرة البلال من الأسر المعروفة ذات النشاط السياسي والتجاري البارز على مستوى مدينة صور والشرقية بأسرها، حيث توالى ظهور عدد من الشخصيات البارزة في هذه الأسرة منذ عهد مؤسس الأسرة محمد بن بلال بن ساعد الذي وجدت له وصية تعود إلى عام 1854 تدل فقراتها على مدى ما كان يتمتع به من مكانة مالية واجتماعية بارزة.
وقد امتلكت الأسرة العديد من السفن التجارية التي كانت تشكل النشاط الاقتصادي الرئيس والمهم لأبناء المدينة، ومن بين تلك السفن دون التقيد بالحجم أو الفترة الزمنية لظهورها: الحلوى، والجوهرة، وفتح الخير، والدانة، والمسعودي، والميل، والهزاع، وفتح الكريم، وأمانة الله، والنواف، والفلاح، والمنتصر، والنمر.
وقد برز عدد من الشخصيات في الأسرة وبالأخص في النشاط التجاري ومن بينهم: سعيد بن محمد البلال الذي وجدت له وصية كتبت بتاريخ 17 رمضان 1310ه
الموافق 4 أبريل 1893م، تدل على غناه ويساره، وعلى حبه لأعمال الخير كعادة الكثير من تجار المدينة، حيث أوقف بعض الأموال في وصيته للإنفاق منها في أوجه الخير وخدمة المساجد ورعاية بعض الأسر الفقيرة.
ومنهم جمعة بن سعيد بن محمد البلال، وكان من النواخذة المعروفين، ذكر اسمه في القائمة رقم 23 من إعلان السلطان فيصل بن تركي لعام 1908، وفي هذا الإعلان صرح له برفع العلم الفرنسي على السفينة (الجوهرة) التي استمر وجود اسمها في القوائم السنوية التي يرسلها القناصل الفرنسيون إلى كلٍ من السلطان والقنصل البريطاني في مسقط إلى العام 1915، كما امتلك سفينة أخرى كانت ترفع العلم الفرنسي وهي (فتح الخير) كان ابن عمه خلفان بن حمد البلال أحد نواخذتها، وتمت الإشارة إليها في القائمة الفرنسية رقم 4 لعام 1902، وجدّد تصريحها في مسقط بتاريخ 14 مارس 1902، وقد تحطمت السفينة فتح الخير عند خور جراما بالقرب من صور في شهر مارس عام 1907.
وتعد (فتح الخير) من أوائل السفن التي طبّق عليها حكم محكمة لاهاي حيث بتحطمها لم يعد لمالكها إدخال سفينة أخرى في القائمة، وهذا ما يفسر عدم وجودها في قائمة السلطان فيصل عام 1908
ومنهم النوخذة ناجم بن سعيد البلال وهو شقيق النوخذة جمعة بن سعيد، وقد ورد ذكره في القائمة الفرنسية رقم 4 لعام 1902 باعتباره نوخذة السفينة فتح الخير التي كان يملكها أخوه المذكور، كما امتلك مع أخيه جمعه بن سعيد عددًا من السفن التي ورثوا بعضها من والدهم سعيد بن محمد، والأخرى تم صنعها أو شراؤها في عهدهم كالميل والمسعودي والجوهرة والنمر.
ومنهم أيضًا النوخذة مبارك بن جمعه بن سعيد الذي عمل كنوخذا في عدد من سفن أهله من بينها (الجوهرة) الثانية التي وشرها والده جمعه بن سعيد في فترة لاحقة من صناعته للسفينة (الجوهرة) الأولى التي ورد ذكرها في الوثائق الفرنسية.
ومن النواخذة المعروفين من أسرة البلال النوخذة صالح بن ناجم بن سعيد البلال المخيني الذي عمل كنوخذة في عدد من سفن العائلة مثل السفينة (أمانة الله)، و(الهزاع)، كما امتلك سفينة تدعى (سمحة).
ومن أسرة البلال برز كذلك النوخذة مبارك بن حمد بن محمد البلال، وكان ربّانًا بارعًا في حساب المجاري والمواقع، وتفصيل الأشرعة، وانتقلت المهارة منه إلى ابنه النوخذة علي بن مبارك بن حمد البلال الذي كان من النواخذة المشهود لهم بالمهارة والدراية، تتلمذ على يديه الكثير من أبناء عائلته، كما كان من الذين برعوا في تفصيل أشرعة السفن، وحساب المسافات والمواقع والمجاري، واستعان به عدد من التجار والنواخذة لقيادة سفنهم، وهناك العديد من القصص التي تحكي على براعته الكبيرة في مجال قيادة السفن وحسن التصرف في المواقف الصعبة والعسيرة قد يتم ذكرها في تقارير لاحقة.
ومنهم كذلك النوخذة خلفان بن حمد بن محمد البلال الذي ورد ذكره في وثائق الفرنسيين والإنجليز الخاصة بقضية رفع الأعلام الفرنسية حيث كان قبطانًا للسفينة (فتح الخير) المملوكة لابن عمه جمعه بن سعيد، كما قام بصناعة السفينة (عطية الرحمن) الملقبة بالوشار، وذلك في عام 1924 وهي السنة التي توفي فيها قبل أن يشهد جاهزية تلك السفينة.
ومنهم النوخذة عبدالله بن خلفان البلال، امتلك عددًا من السفن من بينها (أمانة الله) و(نايف) و(نواف)، كما عمل في بداياته كنوخذا في سفن العائلة متنقلًا ما بين موانئ الخليج واليمن والهند وشرقي أفريقيا. وكانت له أدوار اجتماعية مهمة حيث كان عضيدًا لأخيه الشيخ حمد بن خلفان في إدارة بعض الأمور القبلية والاجتماعية، كما أسهم في بعض المشاريع المهمة وقتها مثل المشاركة في تجهيز مقر مدرسة الغزالي (الفلاح) التي تعد من أوائل المدارس النظامية في صور وعمان بشكلٍ عام.
وقد خلّف النوخذة عبدالله بن خلفان ابنًا هو محمد بن عبدالله خلّف والده في قيادة سفنه، وكان قد تعلّم التنوخذة مبكرًا، وسافر في بداية عمره في سفينة والده المسماة (سبوت)، وامتلك بعدها سفينة خاصة به تدعى (صباح الخير) من نوع السمبوق.
ولا يمكن ذكر دور الأسرة وشخصياتها دون الحديث عن الشيخ حمد بن خلفان بن حمد البلال المخيني المولود عام 1894 والذي يعد من أبرز الشخصيات السياسية التي برزت ليس على مستوى صور فحسب بل على المستوى العماني بشكلٍ عام، حيث اشتهر بحكمته، وكان كريماً، ذا رأي ٍ، وبصيرةٍ، وبعد نظر.
ولعل من أبلغ ما قيل في التعبير عن مكانة الرجل وقدراته، ما رواه الباحث مسلم بن جمعه الخمياسي العريمي في أحد مقالات دستوريته حيث ذكر: “يروي لنا ، من أُتي شيئاً من خبرِ الرجُل، فيقول: ” الشايب حمد خذ المشيخة بقبوله، كان يغرم من جيبه، ويرابع كل من دق بابه”.
كما كان للشيخ حمد بن خلفان البلال معرفة ودراية بسنة البحر فكان المختصمون يأتون إليه للفصل في ما بينهم من إشكالات وخلافات تتعلق بقضايا البحر والسفر وما يتعلق بها.
ونظرًا لمكانته القبلية ودوره السياسي في عديد من القضايا التي عايشها، فقد كان للشيخ حمد بن خلفان البلال ذكر في عدد من الوثائق والمراسلات الأجنبية، ومن بينها ملف يتعلق بكبار شيوخ وقبائل عمان عام 1951 وفيه يرد اسمه كأحد شيوخ قبيلته.
كما ورد اسمه في إحدى الوثائق المتعلقة بجنوح سفينة شركة الإسكندرية للملاحة البخارية( السفينة ستار أوف ميكس) في فبراير ١٩٤٧، بالقرب من رأس الخبة على ساحل بحر العرب، حيث تمت مخاطبته كأحد شيوخ قبيلة الجنبة للنقاش حول الإشكالات الحاصلة بعد جنوح تلك السفينة.
السفينة ستار أوف ميكس)
وهناك وثائق ومراسلات محلية عديدة ورد فيها اسمه، في دلالة على مكانته القبلية ودوره في حل العديد من القضايا الداخلية، عدا عن الإشارات الاجتماعية كالتهاني بالمناسبات المختلفة وغيرها.
كانت للشيخ حمد بن خلفان البلال مآثر اجتماعية عديدة لعل من بينها على سبيل المثال: (حوض ود خفان)، وهو سُقيا (سبيل) عملها الشيخ حمد بن خلفان البلال رحمه الله في وسط الطريق المؤدي من الساحل إلى بلاد صور قديماً عام 1940.
كما كان الشيخ حمد أحد المتبرعين لصالح قضية فلسطين مع ابن عمه ناجم بن سعيد البلال عام 1939، ضمن مجموعة من الشخصيات الصورية التي سارعت للتبرع إدراكًا منها لأهمية فلسطين وقضيتها المصيرية أثناء الثورة الفلسطينية التي انطلقت عام 1936.
ونظرًا لمكانة الشيخ حمد بن خلفان وثقله القبلي والأدوار المجتمعية التي قام بها فقد قيلت فيه العديد من القصائد، امتدحهُ الشعراء بما يستحقهُ، من بينها ما قاله الشاعر الكبير سعيد بن عبدالله ولد وزير الفارسي:
منسيت بو سالم حمد … م العز ياخذ والمجد
واليوم من مثله عدام … واليوم من مثله عديم
وقد توفي الشيخ حمد بن خلفان البلال المخيني عام 1983 عن عمرٍ يجاوز التسعين.
المراجع
- الخمياسي، مسلم بن جمعه. من الدستورية، 14 أبريل 2016
- مكتبة قطر الرقمية. ملف ٦٢/٨ IV كبار شيوخ وقبائل عُمان.” رقم الاستدعاء IOR/R/15/6/245
- العتيقي، ناصر بن سعيد. مواقف القوى الكبرى من النشاط الملاحي لمدينة صور، ط1، مكتبة الصارية، سلطنة عمان، 2020
- الغيلاني، حمود بن حمد. أسياد البحار، سلطنة عمان 2017.
- البلال، تركي بن سعيد. مقابلة شفوية، الثلاثاء 8 نوفمبر 2022، مكتبة فينيق، صور.
- جريدة عمان، عدد 6 أكتوبر 1973.
- صفحة الشيخ عبدالله بن محمد بن خلفان العلوي في موقع الفيسبوك.