أثير – مكتب أثير في القاهرة
إعداد: عادل أبوطالب
عكست مسيرة العلاقات العمانية – المصرية على مدى الخمسين عاما الماضية ثوابت تم إرساؤها في تطوير علاقات البلدين، بعثت برسائل واضحة، ربما يكون في مقدمتها التأكيد على موقف سلطنة عمان الثابت في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء.

وأكد معالي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر “وزير الإعلام”، أن العلاقات بين سلطنة عمان ومصر متميزة في مختلف المجالات، وعلى رأسها المجال الإعلامي، مؤكدا أن هذه العلاقات تميزت بمعاني الأخوة الحقيقية دائما.

وأشار إلى أن سلطنة عمان دائما ما كانت سندا لمصر في مختلف الأوقات، وبعثت برسائل مضمونها معانٍ رائعة، تحمل وتعكس مستوى التميز في العلاقات العمانية -المصرية، مؤكدا أن تلك السمة هي سمة التحضر التي يمتاز بها الشعب العماني.
وأشاد جبر في حديثه لـ “أثير” بحكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- وسياسة سلطنة عمان المتوازنة، التي تخدم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة العربية بأكملها.
وأشاد بالدور الذي لعبه البلدان في مسيرة العمل العربي المشترك في إطار ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقياتها، وأعرب عن تقديره لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، مؤكدا أهمية تواصل هذا التعاون وتعزيزه، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية في مختلف مجالات التعاون.
من جانبه، أكد عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين المصريين السابق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام بأن سلطنة عمان كانت دائما رائدة في مساعيها مع مصر لبناء جسور الصداقة والتعاون، ما يترجم حكمة سلطنة عمان وبعد نظر الرؤية العمانية إزاء التطورات في العالم والمنطقة، وهي تطورات ربما يقف الماضي والحاضر شاهدا على الدور العماني في الكثير من الأزمات والمستجدات.

وأضاف لـ “أثير”: الجانب الشعبي في علاقات البلدين عكس مدى المحبة التي تجمع الشعبين المصري والعماني، وأن هذه العلاقات تنبع من هذا السند الشعبي وتنطلق منه منذ أقدم العصور.
وقال: علاقات مصر وسلطنة عمان هي علاقات وثيقة ومتميزة في كل الأوقات مهما اختلفت الظروف والتوجهات والتطورات، موجهًا التحية والتقدير للشعب العماني وقال أيضا: إذا كانت هناك كلمة حق نقولها فعلينا جميعا أن نعلم أن عمان هي الحضارة والعروبة.
وأضاف: كل المحبة لسلطنة عمان الشقيقة وشعبها من مصر، مؤكدا العلاقة الممتدة بين البلدين عبر مختلف العصور الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ”.
وقال المفكر والأديب المصري يوسف القعيد: إن لقاءات القمة العمانية – المصرية دائما ما تمت في أجواء من الأريحية والتي كان آخرها لقاء القمة الذي جمع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في مسقط في يونيو الماضي مع أخيه فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأضاف: الدبلوماسية العمانية حكيمة وعاقلة ومتزنة تعكس كل القوى الموجودة في المجتمع العماني، مؤكدا أن الشعبين المصري والعماني لديهما حضارة قديمة عريقة واتصال قديم، وبالتالي ليس هناك ما يعوق كل هذا القدر من التبادل والمودة والصدق في العلاقات.
وقال: لو قارنا هذا التاريخ بتواريخ مماثلة تربط مصر مع العديد من الدول العربية، لوجدنا بسهولة أن سلطنة عمان من أقدم الدول العربية التي ارتبطت مع مصر سواء في منطقة الخليج أو على مستوى العالم العربي قاطبة بمجال التعاون الثنائي. والمسؤولون المصريون دائما ما ينتهزون الفرص لتوجيه التحية للسلطنة على تلك المواقف وعلى رأسهم معالي سامح شكري وزير الخارجية المصري الذي أكد غير مرة بالعلاقات التاريخية بين البلدين مشيدا بجهود السلطنة البنّاءة على مختلف الأصعدة العربية والدولية ودورها المتواصل في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في دعم وتعزيز جهود السلام والاستقرار على المستويين العربي والدولي.
من جانبه، أكد السفير محمد غنيم سفير مصر السابق لدى السلطنة، بأن العلاقات العمانية – المصرية هي علاقة تاريخية، اتسمت دائما بالتقارب في وجهات النظر وانتهاج سياسات متطابقة تسهم في تعزيز الاستقرار والتضامن العربي والعمل المشترك.

وأشار إلى أن هناك آليات تعمل على الحفاظ على هذا المستوى في العلاقات العمانية – المصرية، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة بين البلدين دائما ما تضيف نظرة جديدة لهذا الجهد الذي مضى علي العمل فيه أكثر من خمسة عقود، مؤكدا أن سلطنة عمان كانت من الدول العربية القليلة التي تفهمت وجهة النظر المصرية فيما بعد حرب 1973، موضحا أنه لفترات طويلة وقفت سلطنة عمان مع مصر في الظروف الصعبة.