فضاءات

عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”

عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”
عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس” عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

عندما تشرق الشمس على ولاية جعلان بني بوحسن، فإن أشعتها تسقط على سلسلة جبلية طويلة تمتدّ إلى أكثر من 15 كم، يتوسطها جبل قهوان الذي تبلغ أعلى قمة فيه 1386م، ويعدّ أهم معلم جيولوجي للولاية، فيقف شامخا بتراكيبه الصخرية، وستائر كهوفه الكلسية، لكنه غير وحيد، فإلى جانبه يقف عدد من الجبال من بينها جبل الصخام، والخطم والجيرف والتل، وسرعان ما يفزّ الوعل العربي من نومه، ويجري الحيوان النادر المهدّد بالانقراض، باحثا عن غذائه المكوّن من أعشاب الجبل، ويطلق ساقيه في السهل الخصيب، شاربا من مياه أوديته التي تسيل مثل الزلال لتتجمّع في جيوب الصخر، وتتحوّل إلى برك تمشّط النسائمُ سطوحها الناعمة، تلك هي جعلان التي وصفها الشاعر علي الحارثي بقوله في قصيدة من الشعر الشعبي عنوانها (جعلان):
يلثم المجد ثغر ترابها لين يسفر
نور شمس تهادى للكواكب ضياها
في غلاها
كلامي كل ما طال يقصر
ينتهي القول فيها ولا بلغ منتهاها
ديرة الفخر هذي مجدها الرمح سطر
لين ماعاد يذكر مجد إلا بسماها
حين وصلنا الولاية التي تقع في محافظة جنوب الشرقية، يحدّها الكامل والوافي شمالا، وبدية غربا، والمضيبي ومحوت جنوبا، وكانت المناسبة حضور فعاليات ندوة “جعلان بني بوحسن بين الماضي والحاضر” التي أقامها النادي الثقافي صباح الثلاثاء الموافق 22 نوفمبر الجاري، أقول : حين وصلناها كان النخيل أوّل المستقبلين، والنسائم العذبة، التي تشفي الصدور، ويقف في المقدّمة سعادة والي الولاية الشيخ سلطان النعيمي، ونائبه، وعدد من النخب الثقافية في الولاية، وبوصول سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة والآثار، راعي الندوة، وسعادة د. يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية، وسعادة السفير السعودي المعتمد في السلطنة عبدالله العنزي، ونخبة من أصحاب السعادة، والمشايخ، بدأت الندوة التي شارك فيها عدد من الباحثين العمانيين: ناصر الراجحي، فهد المسروري، د.عادل المطاعني، صلاح الحسني ،ماجد المسروري، د.علي الحارثي، جمال المسروري، أحمد البهلواني، وكانت البداية مع كلمة ألقاها د. محمود السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، أشار فيها إلى أهمية عقد هذه الندوة التي جاءت لكي “تلقي الضوء على مدينة عريقة من مدن عمان الغالية، وكل مدينة من مدن عمان لها تاريخها العريق ورجالها الأفذاذ وموقعها الفريد”، وأضاف” لقد دأب النادي الثقافي منذ إنشائه وعبر مسيرته التي تمتد إلى أربعين عاما، وبموجب إرادة سامية، حريص على تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، وبتوجيه من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم المشرف العام على النادي الثقافي على إقامة الفعاليات الأدبية، والفكرية، والعلمية إثراء للحياة الثقافية والفكرية في السلطنة ورغبة في نشر الإبداع وإحياء التراث وأداء الواجب تجاه علمائنا وشعرائنا تعريفا بعمان حضارة وتاريخا وجمالا وطبيعة، وعليه تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية في التعريف بمدن عمان منذ القدم وحتى عصر النهضة المباركة، والمتجدّدة”





عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”
عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس” عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”
عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”
عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس” عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”

مفسحا المجال للباحثين الذين صعدوا المنصّة، يتقدّمهم مدير الندوة د. علي الريامي رئيس قسم التاريخ في جامعة السلطان قابوس، ليتحدّثوا، وفق محاور محدّدة وأوراق معدّة عن الولاية من حيث المكانة التاريخية اعتمادا على المسوحات الأثرية واللقى التي تعود للعصر البرونزي والرسوم الصخرية، وتحدّث د. سالم المطاعني عن جغرافية الولاية وأهمية هذا الموقع، والعوامل المؤثرة في تشكيل سطح الأرض من البراكين والزلازل والموارد المائية، وفصّل د. علي بن سالم الحارثي في عناصر التراث الثقافي غير المادي للولاية من تقاليد شفهية وفنون الأداء التي تتمثل في مجموعة الفنون التقليدية بما تتضمنه من رقصات وآلات، وممارسات الاجتماعية وطقوس ومناسبات الاحتفالية، وما إلى ذلك من أنشطة، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون التي تطورت من خلال تفاعلها مع البيئة الطبيعية، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية أما التراث الثقافي في الولاية فقد سلط الباحثون الضوء على الشواهد الأثرية في عصور ما قبل التاريخ في الولاية، كما تناولت الندوة مظاهر الحياة الفكرية والعلمية بالولاية واستعرض الباحثون أبرز علمائها وأدبائها.

عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”
عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس” عبدالرزاق الربيعي يكتب: “جعلان بني بوحسن” ماضٍ عريق وحاضر تبنيه سواعد “أولاد الشمس”



Your Page Title