أثير – خالد الراشدي
تستهوي مقاهي القهوة (الكافيهات) مجموعة من الشباب من الجنسين؛ فيترددون عليها، ويقضون داخلها فترات تكون طويلة أحيانا، حيث تقدم هذه المقاهي منتجات متنوعة من القهوة الباردة والساخنة والممزوجة بالنكهات أو الحليب.
ورغم تزايد عدد المقاهي وارتفاع أسعار المشروبات المقدمة فيها نوعا ما إلا أن الإقبال عليها في تزايد مستمر، فهل الهدف هو احتساء القهوة، أم المذاكرة، أم الاجتماعات، أم تمضية الوقت فقط؟
“أثير” استطلعت آراء بعض مرتادي هذه المقاهي وملاكها، وسألت دكتورة نفسية عن رأيها في ذلك.
في البداية أوضح حمد المعمري -وهو أحد مرتادي مقاهي القهوة بشكل يومي- بأنه يجد في المقهى الذي يرتاده مساحة خاصة له لينجز بها عمله وهو يحتسي قهوته بعيدا عن ضغوطات المكتب، مضيفًا: في غالب الوقت أقوم باجتماعات الأعمال في المقاهي التي توفر خدمة الإنترنت وطاولات اجتماعات مصغرة، وهذا تتنافس عليه بعض المقاهي في الوقت الراهن .
أما أنس الجابري فذكر بأنه يقوم بالتردد في إجازة نهاية الأسبوع على المقاهي للالتقاء بأصدقائه، موضحا: في فصل الصيف تكون هذه المقاهي هي المكان الأمثل لقضاء الوقت برفقة الأصدقاء، حيث تتنافس المقاهي لتوفير الجلسات التي تعطي الزوار المكان الأمثل والأريح، بالإضافة إلى الخدمات التي تقدم ابتداءً من جودة القهوة إلى المكان المكيف والمهيأ للجلوس لفترات طويلة، كما إنني أفضل المقاهي التي تكون في الأماكن الحيوية مثل المجمعات التجارية .
وبيّن أحمد المعولي وهو مالك أحد المقاهي بأن أسعار القهوة ارتفعت قليلا؛ لما يتكبده من عناء السفر في بعض الأحيان لاختيار جودة القهوة، موضحًا: أقوم بالسفر لأخذ الأفكار العالمية لصنع القهوة ولتوفير أجود أنواعها، واكتشاف المشروبات العالمية الجديدة، حيث إن عشاق القهوة يختلفون في أذواقهم وطرقهم في شربها فالبعض يفضلها سوداء والبعض الآخر يشربها باردة وممزوجة بالحليب أو المنكهات الأخرى، وهناك أيضا عوامل أخرى تحدد سعر كوب القهوة مثل النقل من البلدان المصدرة للبن والأكواب المستخدمة وأيضا جودة المواد الداخلة في تركيبة نوع المشروب .
أما جهينة المعمرية فإنها تقوم بالتردد على المقاهي في أوقات الفراغ؛ وذلك للاستمتاع بالمشروبات المتجددة في عالم صنع القهوة، حيث يتم تكوين مشروبات عديدة من القهوة بمزجها بالعديد من المنكهات التي يتميز بها كل مقهى عن الآخر، وذكرت: تمثل المقاهي بيئة خصبة لأخذ الصور التي أشاركها مع أقراني في مواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن أنه متنفس لقضاء وقت مع صديقاتي أو حتى زميلات العمل لتخليص بعض الأعمال.
وختام استطلاعنا كان مع الدكتورة نوال وهي أخصائية نفسية حيث قالت: في الآونة الأخيرة تزايد عدد المقاهي، وتزايد عدد مرتاديها من فئة الشباب بالذات، حيث تُعد هذه المقاهي فضاءات للترويح عن النفس والذات، كما أنها ملجأ للفرار من ضغوط العمل والبيت للبعض، فهؤلاء يتصورون المقهى أنه المكان المناسب للتخلص من أعباء ومشقة العمل التي ترهق وتتعب الإنسان؛ لذلك فهم يفضلون ارتياد المقهى من أجل أن يحسوا بالراحة والارتياح.
وأضافت: هناك من يقصد المقاهي بغية احتساء القهوة أو الشاي أو بهدف التدخين وقراءة الجرائد والصحف أو معا، وثمّة نوع آخر يتجه إلى المقهى من أجل أن يتحصّل على عمل، لاسيما من فئة الحرفيين الذي يمتهنون المهن والحِرف حيث توفر لهم المقاهي فرصة للاجتماع بزبائن يحتاجون إليهم .
وذكرت الدكتورة نوال: المقهى إذًا ليس مكانا لاحتساء المشروبات على مختلف أنواعها فحسب، وإنما هو فضاء اجتماعي يتقاسم فيه الرّواد كل ما يدور من أحداث ووقائع سياسية واقتصادية ودينية وغيرها من الموضوعات التي تكون محط اهتمام الرأي العام بها، ناهيك عن موضوع الرياضة الذي يظل يستأثر الجالسين بالمقهى، خاصةً كرة القدم، وهي اللعبة المفضلة عند الجميع والتي تجعل المقهى ممتلئا وبخاصة في حالة بث المباريات الدورية بشكل مباشر على شاشات المقاهي والبعض منها أصبح موضعًا لانعقاد الورش الثقافية والفنية.
هذه هي الآراء التي أخذناها، فماذا عنك أيها القارئ الكريم، شاركنا برأيك حول هذه المقاهي تحت هذه التغريدة:
*رابط التغريدة*