عبدالرزاق الربيعي يكتب عن التوظيف الفنّي لسرديّات المكان في الرواية العمانية

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

حين قال جيمس جويس في ساعات احتضاره ” حين أموت ستظل دبلن مكتوبة في قلبي”، فإنه أشار إلى علاقة الروائي بالمكان، كونه الميدان الذي تدور عليه الأحداث وتتحرّك الشخصيات وتتشكل الأفكار، وهي علاقة متينة، ظهرت بشكل واضح في روايته “عوليس” حتى أنه قال لو حدث زلزال وتهدمت مدينة (دبلن) فيمكن إعادة بنائها بالرجوع إلى روايته، وهكذا تحوّل فن الرواية إلى علم، وذاكرة للمكان، خصوصا أنّ جويس عند كتابته للرواية استخدم دليلا للعقارات السكنية والتجارية(دليل ثوم طبعة 1904) للتأكد من دقّة المعلومات الخاصة بدبلن، معتمدا على مخطط رسمي. وهذا ما أكّده افلاطون عن المكان حين قال: “المكان هو الحاوي للموجودات المتكاثرة، ومحلّ التغيير، والحركة في العالم المحسوس، عالم الظواهر الحقيقي”.

حين قال جيمس جويس في ساعات احتضاره ” حين أموت ستظل دبلن مكتوبة في قلبي”، فإنه أشار إلى علاقة الروائي بالمكان، كونه الميدان الذي تدور عليه الأحداث وتتحرّك الشخصيات وتتشكل الأفكار، وهي علاقة متينة، ظهرت بشكل واضح في روايته “عوليس” حتى أنه قال لو حدث زلزال وتهدمت مدينة (دبلن) فيمكن إعادة بنائها بالرجوع إلى روايته

،

وهكذا تحوّل فن الرواية إلى علم، وذاكرة للمكان، خصوصا أنّ جويس عند كتابته للرواية استخدم دليلا للعقارات السكنية والتجارية(دليل ثوم طبعة 1904) للتأكد من دقّة المعلومات الخاصة بدبلن، معتمدا على مخطط رسمي. وهذا ما أكّده افلاطون عن المكان حين قال: “المكان هو الحاوي للموجودات المتكاثرة، ومحلّ التغيير، والحركة في العالم المحسوس، عالم الظواهر الحقيقي”.

 

كما يرى بينور” إن مكان الرواية ليس المكان الطبيعي، وإنما النص الروائي يخلق عن طريق الكلمات مكانا خياليا”.[1] الرواية الجديدة لا تدعي أنها لا تطمح إلى واقع آخر غير واقع القراءة، أو المشاهدة، وإنما تبدو أيضا محتجة على نفسها، وتزداد شكا في المكان.[2] ويضيف “هنري ميتران برأي مهم حول المكان فيقول عنه:” المكان هو الذي يؤسّس الحكي، لأنه يجعل القصة المتخيلة ذات مظهر الحقيقة.[3] ويؤكد بلاشار للمكان بعد إنساني ونفسي وروح يجسدها العمل الفني, ويخرجها إلى الوجود في ومن خلال الصورة الفنية.[4] إن المكان بمفهومه الأعمق لا يتوقّف عند حدود البُعد الجغرافي، بل يتجاوزه إلى أبعاد أخرى، تلك الأبعاد تدخل في نسيج العلاقات الاجتماعية، وتتعلّق كما يقول د. محمد صابر عبيد ” بالمزاج والحيوية الروحية والرغبة في إعادة إنتاج الرؤية المكانية على نحو يتوافق مع لحظة الإبداع لتنتج شيئا جديدا “، وفي هذه الحالة يصبح المكان عاملا من عوامل توجيه مسارات التجربة الإبداعية، التي ستكون لصيقة بروح المكان، فحين جعل البير كامو في روايته (الطاعون) مدينة وهران مكانا، وسنة(1947) زمانا، عند تفشي وباء الطاعون، لم يحدّد مخيلته بإطار معين، بل تجاوز ذلك ودخل منطقة الرمز، مطلقا العنان لخياله، رامزا للطاعون بالغزو الألماني لأوروبا، فلم يعد المكان حيّزا ضيّقا، بل حمل دلالات متعدّدة بانفتاحه على أبعاد تجاوزت الجغرافيا، ومن هنا فإن الكاتب العماني الذي ارتبط بالمكان ارتباطا وثيقا، لم يلامس قشرته السميكة، بل أطلق العنان لخياله، ليذهب إلى ما هو أبعد، فالكاتبة جوخة الحارثي الحائزة على جائزة بوكر العالمية عن روايتها” سيّدات القمر” 2019، اختارت في روايتها ” حرير الغزالة”[5] مكانا متخيلا كفضاء للسرد أسمته (شعرات باط)، مثلما فعلت في (سيدات القمر) حين رسمت معالم قرية أطلقت عليها اسم (العوافي)، إلى جانب مدن معروفة  كـ(صحار)،  و(بانكوك)، وقبل أن نخوض في موضوع الورقة لابد لنا من إشارة سريعة إلى نشأة الرواية العمانية، إذ يرى الدارسون أن أقدم رواية عمانية تعود إلى عام 1963 حين كتب عبدالله الطائي روايته” ملائكة الجبل الأخضر” ثم أتبعها بروايته” الشراع الكبير” التي كتبها ما بين عامي 1969-1971 م ونشرت عام 1981م، يقول الشاعر سيف الرحبي” إن التسلسل التاريخي يفترض عبدالله الطائي من غير تحفظ أو استثناء، أول روائي عماني” كما تقول د.منى حبراس السليمي في مقال لها منشور بمجلة (نزوى)في فبراير 2016م  وهناك من يرى أن أقدم نص روائي عماني يعود إلى عام 1939 م ،وهو رواية(الأحلام) التي نشرت باسم مستعار ” في زنجبار” (كما يؤكد د. محسن الكندي في بحث نشره في كتاب الرواية في عمان النشأة والتطور) ، وكانت موضوعاتها لا تخرج عن مناقشة القضايا الاجتماعية، وهي موضوعات مشتركة لها ما يشابهها في منطقة الخليج العربي، تقول د.منى السليمي “تدور معظم روايات المرحلة الروائية الأولى الممتدة من عام 1963 وحتى 1999 حول قضايا التطور الاجتماعي والاقتصادي وقضايا تصادم الحضارات وتأثير العمالة الوافدة”، وهي قليلة، قياسا للكمّ الروائي الذي أنتجه الكاتب العربي في مناطقة مختلفة من الوطن العربي، وتعزو السليمي ذلك إلى “قلّة الروايات العمانية خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات إلى جملة ظروف من بينها تأخر نشأة المدينة العمانية بالمعنى الحديث للمدينة المقترنة بظهور الرواية كجنس أدبي مديني “.

[1]

[2]

[3]

[4]

[5]

كما يذكر الكاتب سليمان المعمري بأنّ” عمر الرواية العمانية هو أربعون سنة فقط وحتى هذا العمر القصير ينقسم إلى مرحلتين للرواية العمانية هما: مرحلة التأسيس والتي بدأت برواية الطائي (ملائكة الجبل الأخضر) وروايته الأخرى (الشراع الكبير) واستمرت بروايات نُشِرت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لسعود المظفر وسيف السعدي وحمد الناصري ومبارك العامري وآخرين، ولأنها مرحلة البدايات فإن النقد والتأريخ الأدبي في عُمان كان يتغاضى دائمًا عن عثراتها الفنية، ولم ينظر إلى أغلبها أكثر من كونه تسجيل حضور تأريخي. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة النضج الفني (أو بداياته على الأقل) التي يمكن التأريخ لها برواية بدرية الشحي (الطواف حيث الجمر) عام 1999، وهي ثاني رواية من تأليف كاتبة عُمانية (بعد رواية “قيثارة الأحزان” لسناء البهلاني الصادرة عام 1994).

كما يذكر الكاتب سليمان المعمري بأنّ” عمر الرواية العمانية هو أربعون سنة فقط وحتى هذا العمر القصير ينقسم إلى مرحلتين للرواية العمانية هما: مرحلة التأسيس والتي بدأت برواية الطائي (ملائكة الجبل الأخضر) وروايته الأخرى (الشراع الكبير) واستمرت بروايات نُشِرت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لسعود المظفر وسيف السعدي وحمد الناصري ومبارك العامري وآخرين، ولأنها مرحلة البدايات فإن النقد والتأريخ الأدبي في عُمان كان يتغاضى دائمًا عن عثراتها الفنية، ولم ينظر إلى أغلبها أكثر من كونه تسجيل حضور تأريخي. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة النضج الفني (أو بداياته على الأقل) التي يمكن التأريخ لها برواية بدرية الشحي (الطواف حيث الجمر) عام 1999، وهي ثاني رواية من تأليف كاتبة عُمانية (بعد رواية “قيثارة الأحزان” لسناء البهلاني الصادرة عام 1994)

.

ولو ألقينا نظرة على نماذج من الروايات العمانية لوجدنا أن المكان ألقى ظلاله على الأفراد، والعلاقات الاجتماعية، وقد تجلى هذا الارتباط في عدد من الأعمال السردية، ولوقوعها على البحر شكلت ملتقى للحضارات المحيطة وبرز لها دور محوري في الملاحة البحرية في المحيط الهندي، وكان لابد للبحر أن يلعب دورا في الرواية العمانية.

وقد حاولنا في هذه الورقة رصد ذلك من خلال نماذج مختارة من روايات عمانية، استثمرت معطيات المكان العماني الغني بتاريخه، وأساطيره، ومروياته، وحكاياته، وقد عثرت الدكتورة غالية آل سعيد على ضالّتها في ( حارة العور)[6] إحدى حارات مسقط القديمة، لتكون ساحة لأحداث رواية حملت اسم الحارة (حارة العور) الصادرة عن دار نشر رياض الريس ببيروت، وتدور أحداثها في السبعينيات، ليتحد الزمان بالمكان، حسب نظرية اينشتاين النسبية، فتتحرك الأحداث وفق تلك الأبعاد الزمانية والمكانية، وتغيراتها، وما يرفق ذلك من تحولات  تدخل في بنية المجتمع، فالزمان” مكان سائل والمكان زمن متجمد” كما ورد في تراث المتصوفة، فتأخذنا الكاتبة في جولة بشوارعها الضيقة، ومسقط القديمة، وأسواقها، وبيوتها، وأزقّتها، ومكامن الجمال فيها،  والعادات، والتقاليد، من خلال النظر بعين عربية، لتكشف عن تفاصيل الحياة العمانية، بحارة تختصر المكان من خلال استعادته كما هو شاخص في ذاكرة الحنين،  “ليس إلى الأمكنة، وإنّما إلى الأزمنة” كما يقول بروست.

[6]

 

منذ العتبات الأولى للرواية نلاحظ العلاقة الوثيقة بين الزمان والمكان، فالكاتبة تهدي روايتها” لمن رحلوا من الماضي، ولكنّ الماضي لم يرحل عنهم”، وحين تستعيد مرحلة السبعينيات لابد أن ترصد التحولات التي شهدها المجتمع العماني، وكانت وزارة التربية في بداية حكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي قال في أحد خطاباته” سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة” وكانت السلطنة يومها تعاني من نقص في المعلمين، فاستعانت بمعلّمين، ومعلّمات من دول عربيّة مختلفة، وقد قامت الرواية على يوميات معلمة عربية اسمها (غنوة) ابنة مفتش اللغة العربية الذي حبّب إليها اللغة،  فقدمت إلى عمان، وأقامت فيها منتدبة للعمل معلّمة في إحدى مدارسها، تصف تلك اليوميات بقولها ” هي مذكرات عن أيامي في عُمان، وعن أناسها، وغالباً ما يؤخذ اسم أي كتاب من البيئة التي كُتب عنها”، والمكان الذي أقامت به يسمى(حارة العور) ومن خلال تلك اليوميات أخذتنا (غنوة) من أيدينا لندخل داخل نسيج المجتمع العماني، وعلاقاته، والمكان، فرصدت تفاصيل دقيقة للحارة التي تبدأ من مركز العلم، وما يحيط به، وقصر العلم، وانتهاء بباب المثاعيب، وتسلّط الكاتبة الضوء على العلاقات الاجتماعية، التي لم يكن الحب دائما عنوانا عريضا لها، لكنها تبدو مبهورة ببساطة الحياة في (مسقط)،التي كان الطلبة القادمون من عمان الداخل يجتمعون فيها للدراسة، وشيئا فشيئا اندمجت مع أفراد المجتمع العماني، وقامت بزيارات إلى عائلات الناس القريبين من دائرة عملها بالمدرسة: سائق الباص المكلّف بنقلها، وبقية المعلمات من السكن إلى المدرسة، وظلّت تحدّق ” بالحناء الذي خضّبن به أيديهن، وبامتلاء معاصمهن، وأصابعهن بالأساور، وخواتم الذهب، فلبس الحليّ في مجتمعي مؤشر قوي على تعافي الاقتصاد، وارتفاع الرواتب. بُهرنا أنا وزميلاتي، بالأموال المتراكمة على هيئة أساور، وخواتم في معاصم زميلاتنا، وأصابعهن، لكننا كتمنا انطباعنا، واكتفينا باختلاس النظر إلى ذلك المعدن الأصفر وتلك الفصوص البرَّاقة، وخصوصًا أنني لا أعرف شيئًا عن الذهب، لأنّي لا أقتنيه مطلقًا”، ولم تستمر حياتها بهذا الهدوء، بعد دخولها في علاقة عاطفيّة مع (غالب) العماني ذي المركز المهم، وعلى امتداد عدد صفحات الرواية الـ(334) تبدو بطلتها (غنوة) مبهورة بمسقط خلال جولات لها فيها، وتاريخها الذي يمدّ عنقه ما بين السطور” نطوف في حواريها ذات الأسماء الغريبة، سألت غالب لماذا سُمّيت مسقط القديمة، أليست كل مدن العالم قديمة؟ قال: لم تكن تُعرف بهذا الاسم الإضافي، أي القديمة. سُمّيت به بعد أن نزح سكانها سنة 1970، في بداية النهضة المباركة. ويمكن القول إن أهل مسقط فرّوا منها طمعاً في بيوت كبيرة، بأفنية واسعة، وحدائق خضراء، وكما ترين، لا متسع فيها لبيوت كبيرة، كالتي يرغبون فيها، ورقعة الأرض الصالحة للبناء صغيرة جداً، ومحدودة بسبب كثرة الجبال. غادرها سكانها، فسار عليها اسم مسقط القديمة”

 

وخلال ذلك تتطرّق إلى العديد من الأحداث التاريخية التي مرّت بها عمان، والعادات، والتقاليد السائدة في المجتمع العماني، لتثبيت المكان في ذهن القارئ، فحين تتحدّث عن الحواري في مسقط، تقول”كانت في العهد القديم ميناءً مزدهراً تسافر منه السفن إلى بقاع العالم، ومنه أبحرت الحملة العُمانية إلى شرق أفريقيا، وإلى زنجبار، التي تحوّلت إلى مستعمرة تابعة لعُمان. وأيضاً ثمة حارة ولجات، وحارة المدرسة السعيدية، وحارة التكية، وحارة سداب البحرية، وحارة الطويان، وأغربها حارة العور” وعلى مسافة مكانية ليست بعيدة  عن حارة العور، تدور أحداث رواية الكاتبة بشرى خلفان (دلشاد)[7] وهي (حارة البلوش) الواقعة في مسقط القديمة، ولم تتوقف عند (مسقط) في روايتها التي حملت اسم بطلها (دلشاد) ويعني باللغة البلوشية (القلب السعيد)، بل تعدتها إلى (مطرح)، و(دلهي) والأماكن التي شهدت مراحل من حياة الشخصيّات الرئيسة من الطفولة، والنشأة إلى ما آلتْ إليه المصائر، خصوصا في العاصمة(مسقط)، ففي حوار أجري مع الكاتبة بشرى تقول” مسقط انمحت معالمها الأصيلة، ولم يبق منها كلها الا قلعتان وقصر وذاكرة مدرسة، مسقط التي هجرها أهلها وصارت حاراتها تأوي جاليات شتى، مسقط التي أمضي فيها محاولة تتبع خطواتي ثم أجدني تائهة بين ما أعرفه وما لا أعرفه ولا أستطيع الاستدلال عليها”، فهي تحاول استرجاع مسقط، وتاريخها قبل أن يطويه النسيان، في رواية جعلت “سيرة الجوع والشبع) عنوانا فرعيّا لها، تقول (مريم) ابنة(دلشاد) بعد تبدّل الحال ” أعرف الجوع، وأتذكّره جيدا، فمن عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم مثل المرض، ولا يمكن لأيّ شبع بعده أن يشفيك منه، ويبدو أن الكاتبة، في هذه الرواية، وروايتها السابقة(الباغ)، أرادت التذكير بأن رفاهية ما بعد النفط “رسمت لمنطقة الخليج صورة برّاقة لا تمتّ لواقع المنطقة قبل اكتشاف النفط والطفرة العمرانية بصلة” و ساءها أنّ الكثيرين يحاولون “طمس تاريخ منطقة كلّ تاريخها صراع مع التضاريس القاسية، والظروف المناخية الصعبة والعزلة الجغرافية والحروب الأهلية بين القبائل” كما ذكرت في حوار صحفي.

وخلال ذلك تتطرّق إلى العديد من الأحداث التاريخية التي مرّت بها عمان، والعادات، والتقاليد السائدة في المجتمع العماني، لتثبيت المكان في ذهن القارئ، فحين تتحدّث عن الحواري في مسقط، تقول”كانت في العهد القديم ميناءً مزدهراً تسافر منه السفن إلى بقاع العالم، ومنه أبحرت الحملة العُمانية إلى شرق أفريقيا، وإلى زنجبار، التي تحوّلت إلى مستعمرة تابعة لعُمان. وأيضاً ثمة حارة ولجات، وحارة المدرسة السعيدية، وحارة التكية، وحارة سداب البحرية، وحارة الطويان، وأغربها حارة العور” وعلى مسافة مكانية ليست بعيدة  عن حارة العور، تدور أحداث رواية الكاتبة بشرى خلفان (دلشاد)[7] وهي (حارة البلوش) الواقعة في مسقط القديمة، ولم تتوقف عند (مسقط) في روايتها التي حملت اسم بطلها (دلشاد) ويعني باللغة البلوشية (القلب السعيد)، بل تعدتها إلى (مطرح)، و(دلهي) والأماكن التي شهدت مراحل من حياة الشخصيّات الرئيسة من الطفولة، والنشأة إلى ما آلتْ إليه المصائر، خصوصا في العاصمة(مسقط)، ففي حوار أجري مع الكاتبة بشرى تقول” مسقط انمحت معالمها الأصيلة، ولم يبق منها كلها الا قلعتان وقصر وذاكرة مدرسة، مسقط التي هجرها أهلها وصارت حاراتها تأوي جاليات شتى، مسقط التي أمضي فيها محاولة تتبع خطواتي ثم أجدني تائهة بين ما أعرفه وما لا أعرفه ولا أستطيع الاستدلال عليها”، فهي تحاول استرجاع مسقط، وتاريخها قبل أن يطويه النسيان، في رواية جعلت “سيرة الجوع والشبع) عنوانا فرعيّا لها، تقول (مريم) ابنة(دلشاد) بعد تبدّل الحال ” أعرف الجوع، وأتذكّره جيدا، فمن عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم مثل المرض، ولا يمكن لأيّ شبع بعده أن يشفيك منه

[7]

، ويبدو أن الكاتبة، في هذه الرواية، وروايتها السابقة(الباغ)، أرادت التذكير بأن رفاهية ما بعد النفط “رسمت لمنطقة الخليج صورة برّاقة لا تمتّ لواقع المنطقة قبل اكتشاف النفط والطفرة العمرانية بصلة” و ساءها أنّ الكثيرين يحاولون “طمس تاريخ منطقة كلّ تاريخها صراع مع التضاريس القاسية، والظروف المناخية الصعبة والعزلة الجغرافية والحروب الأهلية بين القبائل” كما ذكرت في حوار صحفي.

 

ولعلّ الصبغة المحلية التي اصطبغت بها الرواية، ساعدت على اقبال القرّاء، فقد تحدّثت عن (مسقط) في مرحلة تاريخية مهمة، بالرجوع إلى مصادر موثوقة لكونها لم تعش تلك المرحلة من تاريخ العاصمة العمانية، وأهم مصادرها، كما أخبرتني: الأشخاص الذين عاصروا تلك المرحلة، فهم  الذاكرة الحية للمكان، وكذلك استعانت بالمدوّنات، الموجودة في أرشيف المكتبات الأجنبية ، وكتب الرحالة الذين زاروا المنطقة في سنوات معيّنة، وبعض هذه المراجع كُتبت باللغة الإنكليزية، وكذلك استندت إلى البومات الصور ، كالصور التي على الانترنت للرحالة، فاستثمرتْ كلّ القدرات الممكنة لتوثيق الحياة الغابرة لمسقط، بعد التطوّر الذي شهدته العاصمة، من تنقّل ديموغرافي، وقفزات عمرانية، إلى جانب التوثيق الاجتماعي والعمراني، وكأنّ الكاتبة في هذه الرواية تستكمل مشروعا بدأته في(الباغ)روايتها الأولى التي تبدأ أحداثها من خروج بطليها (راشد) وشقيقته( ريا) من قرية في ولاية (الرستاق) هروبا من الظلم الاجتماعي، باتجاه (مسقط) حيث تنتظرهما حياة جديدة، وأحداث متشعبة، ولكن شيئا، فشيئا تختفي شخصية (راشد) وتظهر شخصية (زاهر) ابن ريا، وهذا ما حصل في (دلشاد) بعد أن تخلى الأب (دلشاد) عن ابنته (مريم) لتكون خادمة في بيت واحد من التجار الكبار عبد اللطيف لوماه، ولكن زواجه من (مريم) جعلها تصبح سيدة البيت الذي كانت تعمل خادمة به، هذه التحوّلات هي جزء من تحوّلات مجتمعات نمت بشكل متسارع، تزامنت معها طفرات اجتماعية، ألقت بظلالها على مجمل الحياة العامّة، ولم تكن الطريق معبّدة أمام(مريم) ، فهناك شقيقة زوجها (فردوس) التي تذكّرها أنّها ليست سوى خادمة من أصل وضيع، وابنة( دلشاد)  مجهول النسب الذي تركها وهرب، وحين توفّي عبداللطيف في حادث مخلّفا ديونا بذمّته للتجّار(البانيان)، ومضايقات شقيقته (فردوس) وجدت (مريم) نفسها تعود لقارعة الطريق، فتهرب بابنتها (فريدة) خشية ابعادها عنها لتعود لرحلة كفاح جديدة وهنا ينتهي الجزء الأول من الرواية  التي جاءت بعض حواراتها في العامية، بل بعض التسميات ذكرتها في العامية مثل( ما حليمة)، (مازليخة)، ( با سنجور) وعبارات مثل” يلعب بالسيف لعب” وحكايات شعبية كحكاية “هاني وشاه مريد” راسمة بذلك إطارا واقعيا، لرواية كتبت بلغة شعرية، وسرد آسر، هو خليط من خرافات، ومفارقات، ومرارات، وتساؤلات طفولية، فحين تتحدث عن ترقّب زوجة دلشاد، وكانت صغيرة في السن،  لولادة مريم تتساءل:” كيف يتكون الطفل في الطفل وكيف يخرج الطفل من الطفل؟”

 

ولأن الرواية كتبت وصدرت خلال تفشّي وباء كورونا، تطرقت الرواية لوباء الكوليرا الذي داهم مسقط في النصف الأول من القرن العشرين، كحدث فرعي، وكان قد وصل  إلى مسقط على ظهور السفن القادمة من الهند، وأخذت آباء كثيرين في (حارة البلوش)، كما  يرد في الرواية التي جاءت بـ480 صفحة، ، وكما نقرأ في نهاية الجزء الأوّل من الرواية أنّ هذا الجزء الثاني سيروي حكاية (الشبع)، ولكن هل ستنتهي حكاية الجوع مع نهاية الجزء الأوّل؟

وخرجت رواية ( الصيرة تحكي) للدكتور سعيد السيابي من (مسقط) إلى (قريّات) الساحلية الواقعة على بعد 90 كيلومتر جنوب العاصمة مسقط، وهي رواية عن مقاومة العمانيّين المحفورة بذاكرة برج (الصيرة) الذي يقف شامخا فوق صخرتها في ساحل قريات المعروفة بدورها التاريخي والملاحي الذي جعلها محط أنظار الغزاة ومنهم البرتغاليون، فيقول عن المكان “الصيرة تحكي، بخرائط تضاريسها المنحوتة على صخورها المبتورة من أطرافها بأشكال لا نهائية، مع التصاق الأصداف، والطحالب، لتشكل بقايا صرخات مكتومة، لوجوه مرتدية أقنعة بارزة، لعابرين مروا على ساحلها، لغزاة صعدوا على برجها، المدافعون بصقوا بفوهات بنادقهم طلقات جرحتها. بقت الصيرة، ولم تزل شاهدة على ما كان، وسيكون على شاطئها”.

 

في هذه الرواية الصادرة عن “لبان لنشر المعرفة” يغمس السيابي أصابعه في تربة المكان الذي تجري به الأحداث، فـ(الصيرة) البرج جرى بناؤه فوق مجموعة من الصخور، ليقف بمواجهة قلعة بناها البرتغاليون جرى تدميرها بأمر من الإمام ناصر بن مرشد بأيديهم، حتى انهارت فيما بقي البرج الصغير- الكبير في قيمته لقريات، وأهلها، يفتتح السيابي روايته بمقدّمة تاريخيّة شارحة لزمن الرواية وظروفها، جاء في المقدمة ” أحداث الرواية تدور في الفترة التاريخية 1506 و1648 ميلادية. والمكان على بحر عمان في منطقة المروحة الفيضية الواقعة بين قلهات، ومسقط تسمى ولاية قريات، وهي جمع لقرى وتجمع ثلاثة تضاريس يمكن رؤيتها من مكان واحد، وهي عناصر الحياة وامتداد تواصلها الحضاري …البحر والسهل والجبل، إنّ سقوط مملكة غرناطة العربية بيد الأسبان، شجع البرتغاليون، وملكهم، بالتوسع ليلتفوا بحرا حول أفريقيا، وليصلوا إلى بحر عمان، والمحيط الهندي، وبذلك يحققون هدفين في آن واحد، هدفا تجاريّا بالحصول على خيرات اقتصادية، واستعمارية توسعية، وهدفا دينيا كان نصب أعينهم بالتبشير بالمسيحية، وتطويق العالم الإسلامي في الشرق الأدنى، وقارة آسيا. فكان لهم الأول ممكنٌ إلى حين! وصعب عليهم الثاني المستحيل!! ” وبذلك قدّم عرضا تتبّع خلاله الظروف المحيطة، معبّرا عن اعتزازه بما حققه أسلافه العمانيون من انتصارات دحروا خلالها الغزاة، وكانت ساحتها(قريّات) وحين يهدي السيابي روايته إلى خاله سعادة سالم بن صالح السيابي يعبّر عن حبّه لها فيقول” أحببتَ قريات، فأحبّك أبناؤها” وبذلك تظل “قريات” حاضرة في جميع العتبات، ثم يبدأ سرد أحداث روايته، فنعرف أنّ بطلها “الراوي العليم” طالب الدكتوراه في تاريخ عمان المعاصر، ونقطة الانطلاق تحدث مع وصوله العاصمة البرتغالية لشبونة، منقبا في الأرشيف الوطني البرتغالي عّما خفي عن حقبة الاحتلال البرتغالي لعمان، فيجد في الوثائق التاريخية الكثير من الإجابات الشافية عن أسئلته، بمساعدة المشرفة البرتغالية(البروفيسورة ليزا)  التي كلما يهفو لها قلبه يتذكّر أنها سليلة الغزاة الذين احتلوا أرضه.

في هذه الرواية الصادرة عن “لبان لنشر المعرفة” يغمس السيابي أصابعه في تربة المكان الذي تجري به الأحداث، فـ(الصيرة) البرج جرى بناؤه فوق مجموعة من الصخور، ليقف بمواجهة قلعة بناها البرتغاليون جرى تدميرها بأمر من الإمام ناصر بن مرشد بأيديهم، حتى انهارت فيما بقي

البرج الصغير- الكبير في قيمته لقريات، وأهلها، يفتتح السيابي روايته بمقدّمة تاريخيّة شارحة لزمن الرواية وظروفها، جاء في المقدمة ” أحداث الرواية تدور في الفترة التاريخية 1506 و1648 ميلادية. والمكان على بحر عمان في منطقة المروحة الفيضية الواقعة بين قلهات، ومسقط تسمى ولاية قريات، وهي جمع لقرى وتجمع ثلاثة تضاريس يمكن رؤيتها من مكان واحد، وهي عناصر الحياة وامتداد تواصلها الحضاري …البحر والسهل والجبل، إنّ سقوط مملكة غرناطة العربية بيد الأسبان، شجع البرتغاليون، وملكهم، بالتوسع ليلتفوا بحرا حول أفريقيا، وليصلوا إلى بحر عمان، والمحيط الهندي، وبذلك يحققون هدفين في آن واحد، هدفا تجاريّا بالحصول على خيرات اقتصادية، واستعمارية توسعية، وهدفا دينيا كان نصب أعينهم بالتبشير بالمسيحية، وتطويق العالم الإسلامي في الشرق الأدنى، وقارة آسيا. فكان لهم الأول ممكنٌ إلى حين! وصعب عليهم الثاني المستحيل!! ” وبذلك قدّم عرضا تتبّع خلاله الظروف المحيطة، معبّرا عن اعتزازه بما حققه أسلافه العمانيون من انتصارات دحروا خلالها الغزاة، وكانت ساحتها(قريّات)

وحين يهدي السيابي روايته إلى خاله سعادة سالم بن صالح السيابي يعبّر عن حبّه لها فيقول” أحببتَ قريات، فأحبّك أبناؤها” وبذلك تظل “قريات” حاضرة في جميع العتبات، ثم يبدأ سرد أحداث روايته، فنعرف أنّ بطلها “الراوي العليم” طالب الدكتوراه في تاريخ عمان المعاصر، ونقطة الانطلاق تحدث مع وصوله العاصمة البرتغالية لشبونة، منقبا في الأرشيف الوطني البرتغالي عّما خفي عن حقبة الاحتلال البرتغالي لعمان، فيجد في الوثائق التاريخية الكثير من الإجابات الشافية عن أسئلته، بمساعدة المشرفة البرتغالية(البروفيسورة ليزا)  التي كلما يهفو لها قلبه يتذكّر أنها سليلة الغزاة الذين احتلوا أرضه.

 

كما يقول المعتصم المعمري عن الرواية بأنها: “روايةٌ تستنطقُ المكان؛ ليحكي عن ذاكَ الزمان وعن هذا الزمان؛ فهنا زرقة بحر، وتربة أودية، وقسوة صخر،  وهنا الإنسان البسيط الطيب الهادئ، وهنا الإنسان الشرير مُرتكب المآسي، وهنا العدو القاسي، وهنا ابن البلد الوطني الراقي، وهنا *قريات* عُمان وهناك *لشبونة* البرتغال، وبينهما تدور حياة  لم يحصر السيابي روايته في المقاومة المسلحة المعروفة، إنما ركز على المقاومة الإنسانية والبعد النفسي، وأظهر نبل العلاقة في التعاطي مع أحداث الأمس، كما أنه طرح فكرة الجدل على أكثر من صعيد: بين الطالب والمعلم، بين التاريخ والحاضر، بين الفائز والخاسر، وجسد انتصار القيم، ليس لأن المعتدي غريب دار أو المعتدى عليه صاحب دار؛ ولكن لأن الأخلاق تسمو فتزرع يقين النصر ولو بعد دهر!“.

كما يقول المعتصم المعمري عن الرواية بأنها: “روايةٌ تستنطقُ المكان؛ ليحكي عن ذاكَ الزمان وعن هذا الزمان؛ فهنا زرقة بحر، وتربة أودية، وقسوة صخر،  وهنا الإنسان البسيط الطيب الهادئ، وهنا الإنسان الشرير مُرتكب المآسي، وهنا العدو القاسي، وهنا ابن البلد الوطني الراقي، وهنا *قريات* عُمان وهناك *لشبونة* البرتغال، وبينهما تدور حياة

 

لم يحصر السيابي روايته في المقاومة المسلحة المعروفة، إنما ركز على المقاومة الإنسانية والبعد النفسي، وأظهر نبل العلاقة في التعاطي مع أحداث الأمس، كما أنه طرح فكرة الجدل على أكثر من صعيد: بين الطالب والمعلم، بين التاريخ والحاضر، بين الفائز والخاسر، وجسد انتصار القيم، ليس لأن المعتدي غريب دار أو المعتدى عليه صاحب دار؛ ولكن لأن الأخلاق تسمو فتزرع يقين النصر ولو بعد دهر

!

“.

يتحدث السيابي في القسم الأول من الرواية عن ذلك الصراع الخفي، فيمزج الماضي بالحاضر، ويبقى شغفه بالتاريخ كبيرا فهو كما يرى” الطريق الصحيح لفهم الحياة التي نعيشها، والمستقبل الذي لم نعشه بعد، إذا آمنا بأن هناك دوران على حلقات كبيرة وصغيرة تتكرر، متى ما كانت الحياة مستمرة، والبناء الإنساني متغير، وغير مستقر على حال، وكأننا نصعد في السحاب من سماء لسماء، ونتصادف بقطع مربعات، تمهد لغيرها، ولكن نهايتها تتساقط لتوصل للأخرى، في حركة طبيعية ونشطة، وغير مفهومة بالنسبة لنا، ولكنها تستمر في دوران رجوعها لمهدها الأرض، فلا ثبات، ولا سكون، ولا حركة معلومة، الا بقدرة البديع الذي وهب كل هذا الجمال. كل هذا نستشفه، ونكتشفه من قراءة، ودراسة التاريخ، فالإبحار فيه يؤدي إلى الفهم، والغوص في عمقه، يمنح الوعي، والرؤية التي تحتاجها الإنسانية” وفي النهاية يعود البطل (إبراهيم) بوثائق تزيد لهفته لمدينته، وأرضه، وناسه الذين قاتل أجدادهم البرتغاليين، وكتبوا ملاحم بطولية في استرداد الأرض والحب المقدس لتلك البقعة العزيزة من عمان كما يشير إليها في أكثر من مقطع يمتزج فيه السرد بلغة شعرية وشاعرية جاذبة لمواصلة الإبحار مع تفاصيل المكان والأمكنة.

 

الخلاصة:

ومن كل ما ذكرنا نصل إلى النتائج الآتية:

-لم يتوقف المكان في الرواية العمانية عند البعد الجغرافي، بل كان محرضا لإعادة إنتاجه فأسبغ عليه الكاتب هالته الذاتية، فتارة يكون مصدرا للحنين وتارة أخرى للفخر

-لم ينفصل المكان عن التحولات التي شهدها المجتمع العماني التي حصلت في منطقة الخليج قبل الطفرة النفطية وبعدها وهي تحولات ألقت ظلالها على مجمل الحياة الاجتماعية في المنطقة وانعكست على الأعمال السردية التي رصدت ذلك  أن الكاتب العماني تفاعل مع المكان ومعطياته وسعى إلى توظيفه توظيفا فنيا ارتبط المكان بالتاريخ العماني وكان جزءا من صنع أحداثه.

 

 

المصادر والمراجع:

[1] – بحوث في الرواية الجديدة، ميشال بوتور، تر فريد انطونيوس، منشورات عويدات ،بيروت ، ط2 ،1995 ص  6

[1]

– بحوث في الرواية الجديدة، ميشال بوتور، تر فريد انطونيوس، منشورات عويدات ،بيروت ، ط2 ،1995 ص  6

[2] – نحو رواية جديدة، آلان روب غرييه:  تر, مصطفى إبراهيم, دار المعارف, القاهرة, د.ت، ص 127

[2]

– نحو رواية جديدة، آلان روب غرييه:  تر, مصطفى إبراهيم, دار المعارف, القاهرة, د.ت، ص 127

[3] – بنية النص السردي في منظور النقد، حميد لحمداني، المركز الثقافي الأدبي للطباعة والنشر والتوزيع،  بيروت،ط1 ،2003 ،ص 65

[3]

– بنية النص السردي في منظور النقد، حميد لحمداني، المركز الثقافي الأدبي للطباعة والنشر والتوزيع،  بيروت،ط1 ،2003 ،ص 65

[4] – جماليات المكان ،غاستون باشلار، تر غالب هلسا، المؤسسة الجامعية للدرسات والنشر والتوزيع بيروت ، ط6،  2006 ،ص63 .

[4]

– جماليات المكان ،غاستون باشلار، تر غالب هلسا، المؤسسة الجامعية للدرسات والنشر والتوزيع بيروت ، ط6،  2006 ،ص63 .

[5] – رواية (حرير الغزالة)، جوخة الحارثي، دار الآداب ، بيروت، 2021م.

[5]

– رواية (حرير الغزالة)، جوخة الحارثي، دار الآداب ، بيروت، 2021م.

[6] – رواية (حارة العور)،  د.غالية آل سعيد، رياض الريس، 2019م.

[6]

– رواية (حارة العور)،  د.غالية آل سعيد، رياض الريس، 2019م.

[7] – رواية”دلشاد” بشرى خلفان التكوين،2021م.

[7]

– رواية”دلشاد” بشرى خلفان التكوين،2021م.

Your Page Title