موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر

موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر
موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر

أثير – موسى الفرعي

ستظل كلمة الشكر محفورة في الذاكرة العربية بشكل خاص لقطر، ممزوجة بامتنان وإجلال لما قدمته من صورة مشرفة للعرب على أصعدة كثيرة، القدرة على تنظيم تظاهرة عالمية بدهشة كبيرة وحرفية عالية وتنظيم دقيق ليكون أفضل مونديال لكأس العالم على الإطلاق حتى الآن، شهر بأكمله استطاعة قطر فيه بث البهجة والفرح وتقديم أفضل الصور بنسبة خطأ قد تصل إلى الصفر، وأن تنشر القيم والتقاليد العربية على مستوى العالم كله، كيف استطاعت هذه الجزيرة الصغيرة أن تقدم عملا عملاقا كهذا، وأن تتوج نفسها على خارطة العالم، إنه الإيمان بالحلم والعمل الخلّاق ووضع إستراتيجيات واضحة في الإطار الزمني ومعرفة بمستويات القوى التي تدفعها، الأرض والإنسان.

موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر
موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر

سيظل العالم كله مدينا لقطر على ما أنجزته من نجاح باهر في تنظيم مونديال كأس العالم 2022 الذي أخذ معه أفراحه وأحزانه وانتصاراته وخيباته على المستوى الكروي، أما على المستوى القطري، فليس هناك سوى الانتصار والفرح، الذي استطاعت قطر أن تزرعه في كل إنسان على هذا الكوكب، دون أي تنازلات أخلاقية بل بتقديم الروح العربية بأكمل وجه، فلا يخفى أنها وقفت إزاء تحديات كثيرة من بينها ضغط الكثير من المنظمات والدول، دون أن تقدم أي تنازلات أخلاقية، بل حاربت كل شيء قد يمس بالخُلق العربي والإسلامي، وعلّمت كل الدنيا القيم والثقافة العربية، ففي وقت المحاولات النضالية لتقديم المثلية في مونديال كأس العالم، كان الشيخ تميم بن حمد يُلبس ميسي البشت العربي، لم يتوجه فقط بكأس العالم بقدر ما جعل العالم كله شاهدا على هذه التفاصيل العربية التي كان حريصا عليها منذ حفل الافتتاح وحتى رفع المنتصر للكأس.

موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر
موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر موسى الفرعي يكتب: العالم قبل قطر وبعدها شيء آخر

لم يكن الأمر هيناً وسهلًا، فقد سبق لي زيارة قطر في عام 2016 وزيارتها فترة المونديال، ولكن لا شيء مما احتفظت به ذاكرة 2016 ظل على حاله، فقد تغير كل شيء، الأرض والإنسان، لقد أصبحت قطر أرضا تقف بجمالها وروعتها في مقدمة المدن الساحرة في هذا العالم، رافضة أن تكون عادية الحضور أو طبيعية، وإنما شيء به الإيمان بالاستثناء، وهناك اشتغال أكبر على الإنسان، على ثقافته وتاريخه وتنمية وتطوير آفاق السلوكيات الإدارية لديه، وتنظيم الأفكار في التعامل مع المشكلات، إضافة إلى مهارات التواصل والاتصال، إن ما حدث في قطر لم يكن مونديالًا كرويًا فقط، إنه احتفال قطري بحقيقة ما هي عليه الآن أرضًا وإنسانًا، وتعريف العالم كله بأن هذه الجزيرة الصغيرة في الجزيرة العربية قدمت أهم وأكبر عمل مُعجز للكثير من دول العالم إن لم يكن كلها، لذلك ليس هناك عالم ثالث وعالم أول، فقد اختلفت المقاييس، ما قبل قطر كانت هناك دول متقدمة وحضارية ودول عالم أول، وبعد قطر أصبح العرب هم صنّاع الحضارة وأهل المعارف الإنسانية والعلوم، إنه التاريخ العربي الذي أعادت قطر إثباته وتكراره على مرأى العالم في شكل حاضر مشرق،

فشكرا بكل لغات العالم لقطر..

Your Page Title