أثير – ريـمـا الشـيخ
”عين غطى وعين فراش“
هكذا يستقبل أهل المضيف البصراوي ضيوفهم الكرام لخليجي 25.
كلمات تسعد القادم ويشعر بأنه في بلده وبين أهله.
فما المضيف العراقي؟ وأين ينتشر؟
يعرف المضيف المكان الذي يستقبل فيه الضيوف، وأيضًا يعد المكان المخصص للعشيرة ورئيسها ووجهائها، حيث يجتمعون فيه ليحسمون الخلافات التي قد تحدث، وأيضًا مكان اللقاء في الأفراح والأحزان.
ويعد السومريون أول من قام ببناء المضيف، وكان المضيف السومري يشبه السفينة المقلوبة، وانتشر بناؤه في جنوب العراق منذُ آلاف السنين خصوصا في منطقة الأهوار العراقية والقبائل المتوزعة في تلك المناطق.

وتشير الألواح الطينية السومرية إلى ملامح وجود المضيف وخصوصًا ”مضيف القصب“، الذي يمتاز بالبناء الفلكلوري الجميل منذُ ذلك الوقت.

وتختلف المضايف العراقية ببنائها، ففي ريف العراق وخصوصًا في منطقتي الأهوار والقرنة، تشيّد أغلب المضايف من القصب أو من سعف النخيل أو الخيم أو البردي، وقد تكون كبيرة الحجم أو متوسطة، مجهزة بأنواع السجاد العراقي المصنع يدويًا ويتوسطها موقد تحضر فيه القهوة للزوار على مدار الساعة، وفي باقي المدن تكون مبنية من الطابوق وبالطرق الحديثة ويتكون بعضها من طابقين ومجهز بأحدث المفروشات والخدمات.


حول هذا الجانب، حاورت ”أثير“ الحاج محمد جاسم، أحد المعروفين ببناء هذا الطراز في منطقة الأهوار، حيث قال في بداية حديثه: تبنى المضايف من مواد طبيعة بعد تجفيفها مثل نبات القصب والبردي الذي ينمو في الأهوار، وعند شواطئ الأنهر، ثمّ تعزل منه الأعواد الطويلة التي نطلق عليها اسم شبّة أو شِباب، وتجمع على شكل حزمة لتشكيل أعمدة المضيف، فعملية البناء تبدأ بإقامة الأعواد لتكون ركائز البناء، ويكون عددها فرديًا بحسب التقاليد، فأصغر مضيف في المنطقة يتكون من 7 شِباب وأكبر مضيف يتكون من 21 شبّة.

وأضاف: يمتاز هذا القصب بمرونة عالية، حيث يمكن سحبه بعد تثبيته في الأرض وتوزيعه، ليكون بشكل منحني يتحمل ثقل السقف الذي يتكون من سعف النخيل والبردي، ثم يتم شدها بحبال قوية وشديدة صنعت لهذا الغرض.

كما ذكر الحاج محمد بأن جميع المواد التي ذكرت تمتاز بصمودها وصلابتها في الظروف الجوية الحارة حيث إنها تعزل الحرارة، ويمكن أن تعزل البرودة أيضًا، ويمكن الحصول عليها من البيئة بتكلفة قليلة.

وأشار إلى أن عملية بناء المضيف تكون باشتراك جميع أفراد العشيرة وخصوصًا الشباب، طوعا منهم دون مقابل.

وفي السنوات الأخيرة، شهد المضيف العراقي تطورات كثيرة في طريقة البناء، فقد انتشرت المضايف المبنية من الطابوق، مكونة من عدة طوابق تحتوي على مرافق صحية وغرف نوم ومطبخ.

وقال الشيخ كاظم الصرايفي من البصرة بأن للمضيف العراقي ضرورة كبرى للعشيرة، ففيها يتم اللقاء الموسع، واستقبال الضيوف، وحل المشكلات وحسم الخلافات بين العشائر، وهي مكان لتبادل الأفكار واتخاذ القرارات التي تخدم العشيرة وأفرادها.

وأكد الشيخ كاظم بأن أبواب مضيفه مفتوحة لجمهور خليجي 25، ويعد أكبر مضيف في البصرة، حيث ذكر: الجميع مرحب بهم هنا، وستكون أبواب مضيفي مفتوحة -الذي يسع لأكثر من ألف شخص في آن واحد- للجميع خلال خليجي 25 سواء للوفود الرسمية أو للمشجعين الذين سيحضرون فعاليات البطولة الخليجية، فالقادمون إلى محافظة البصرة هم إخواننا وأشقاؤنا.

وأضاف: سيتم تقديم كافة الخدمات للضيوف فضلا عن تحويل المساحات الخضراء التي تحيط بالمضيف إلى منتجع سياحي مجاني خلال فترة البطولة.
ماذا عنك عزيزنا القارئ، هل شاهدت المضايف العراقية خلال زيارتك للبصرة؟
