أثير – ريـمـا الشـيخ
غالبا ما يكون التهاب غشاء القلب حادًا، حيث يظهر فجأة ويستمر لعدة شهور، ويختفي بعد 3 أشهر لدى البعض، لكن أحيانًا يأتي بشكل مفاجئ ويستمر لعدة سنوات.
فما هو التهاب غشاء القلب الذي يُسمّى (التأمور) وما أعراضه؟
يوضح الدكتور عادل بن علي الجابري استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة، بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني، بأن عضلة القلب يحيطها غشاء نسيجي رقيق يسمى بغشاء القلب أو التأمور، وتوجد بين هذا الغشاء وعضلة القلب طبقة سائلة رقيقة تتراوح كميتها من 10-50 مل لتسهل حركة القلب حول الغشاء وتمنع أذى الاحتكاك، كما يعمل هذا الغشاء على حماية عضلة القلب من العدوى الآتية من الأعضاء القريبة من القلب.
وتوضح الصورة أدناه غشاء القلب الطبيعي ( يسار) وغشاء القلب بعد الالتهاب (يمين).
وبيّن الدكتور بأنه في بعض الأحيان يصاب هذا الغشاء بالتهاب لأسباب مختلفة، مما يؤدي إلى تورم وتهيج ينتج عنه أعراض تختلف من شخص لآخر، لكن الأعراض الأكثر شيوعًا هي أعراض الزكام ثم يتبعها ألم في الصدر يزداد سوءًا عند السعال أو الاستلقاء أو أخذ نفس عميق، وفي بعض الأحيان يكون هناك تحسن في ألم الصدر عند الوقوف أو الميل للأمام. كما قد تشمل الأعراض سعالا وارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة، وخمولا وشعورا عاما بالتعب، وضيقا في النفس وخفقانا في القلب.
أما عن تشخيص المرض، فأشار الدكتور بقوله: يتم تشخيص المرض بناء على التاريخ المرضي والفحص السريري، ثم يتم التأكيد بإجراء بعض الفحوصات والتي تتضمن تخطيط القلب، وأشعة الصدر السينية، وأشعة صدى القلب، كما يتم في بعض الحالات إجراء فحص دم لمؤشرات الالتهاب وأنزيمات القلب.
وأضاف: عادةً ما تكون حالات التهاب غشاء عضلة القلب خفيفة وتشفى من تلقاء نفسها دون تدخل طبي، لكن في بعض الأحيان قد ينتج بعض المضاعفات التي تحتاج إلى تدخل علاجي، وتشمل هذه المضاعفات التهابات متكررة وقد تصبح حالة مزمنة، وانتقال الالتهاب إلى عضلة القلب نفسها مما يؤدي إلى اعتلال في عضلة القلب، واعتلالات في كهرباء القلب مما ينتج عنه الارتجاف الاذيني، وتراكم سوائل حول القلب بكمية كبيرة مما قد يؤدي إلى ”الاندحاس القلبي“ وهي حالة طارئة قد تؤدي إلى فقدان الحياة لا قدر الله، إذا لم يتم التشخيص والعلاج بشكل سريع وعاجل.
وأكد الدكتور بأن معظم حالات التهاب غشاء القلب لا تستدعي التنويم في المستشفى، ويتم علاج المريض ببعض أنواع المسكنات ومضادات الالتهاب ( ليست مضادات حيوية)، في المقابل بعض الحالات تستدعي التنويم خصوصًا التي يصاحبها بعض المضاعفات التي تم ذكرها سابقًا، وبعض الحالات أيضًا يكون لها علاقة بأمراض مزمنة أخرى مثل الفشل الكلوي المزمن.
وأضاف: معظم حالات التهاب غشاء القلب لا يتم التعرف على السبب سريريًا، لكن هناك أسبابا محددة يمكن التعرف عليها مثل: التهابات فيروسية و بكتيرية محددة، وأمراض مناعية، وبعض أنواع الأورام، والعلاجات الإشعاعية، والفشل الكلوي المزمن وغيرها، ويُعد فيروس كوفيد- 19 أحد مسببات التهاب غشاء وعضلة القلب.
وفي ختام حديثه، قال الدكتور عادل الجابري بأنه لا يوجد علاج وقائي محدد لالتهاب غشاء القلب، لكن بشكل عام قد يحد اتباع العادات الصحية السليمة من خطر الإصابة، مثل تجنب الاختلاط بالمصابين بأمراض فيروسية الشبيهة بالانفلونزا، وغسل اليدين بانتظام. كما أن الحصول على لقاحات معينة والموصى بها قد تقي من الإصابة ببعض أنواع الفيروسات التي قد تسبب التهاب غشاء عضلة القلب، ونذكر على سبيل المثال اللقاحات ضد كوفيد-19، الأنفلونزا الموسمية والحصبة الألمانية.
وفي المقابل هناك بعض أنواع التحصينات ضد كوفيد-19 من الممكن أن تسبب التهابات في غشاء وعضلة القلب، ولكن في المجمل نسبتها قليلة جدًا، والأعراض المصاحبة لها تكون طفيفة، وإذا تم المقارنة من الفائدة من التحصينات والضرر الذي تسببه فإن الفائدة أكبر بكثير وهذا مثبت علميًا.
بادر بالاشتراك في مجتمع أثير وكن أول من يطّلع على الأخبار فور صدورها:
https://chat.whatsapp.com/EfTqAhQt1653BrwUNRE8Z6
بادر بالاشتراك في مجتمع أثير وكن أول من يطّلع على الأخبار فور صدورها:
https://chat.whatsapp.com/EfTqAhQt1653BrwUNRE8Z6
https://chat.whatsapp.com/EfTqAhQt1653BrwUNRE8Z6
