أثير – عبدالرزّاق الربيعي
قال د.سعيد السيابي “إن المراحل التطويرية التي مر بها المسرح الخليجي علامات فارقة في سماء الإبداع، وذلك بمساندته للتطور التنموي الذي تعيشه هذه المنطقة، والتي وضعت بصمات حضارية وإنسانية وقامت بجهود كثيرة خلال العقود الخمسين الماضية، وجذبت هذه الدول العالم لها بأحداث محورية سياسية واقتصادية ورياضية وفنية واستضافت فنونا كثيرة ومعارض مشهودا لها تتنافس الدول والمنظمات والمؤسسات الخاصة والعامة للمشاركة فيها وحضورها والقيام بأدوار تنويرية من خلالها”.
جاء ذلك خلال مشاركته في الملتقى الفكري الذي أقيم ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي (20-27 فبراير) تحت عنوان”المسرح الخليجي: اتجاهات المستقبل”، إلى جانب د.إبراهيم الحسيني (مصر)، وليد الزعابي (الإمارات)، يوسف الحمدان (البحرين)، محمود الماجري، (تونس) عبدالله العابر (الكويت) وعبدالله مسعود (الإمارات).
وأضاف السيابي أستاذ المسرح بجامعة السلطان قابوس، في ورقته التي أدرجت ضمن محور (المسرح الخليجي وتحديات الغد)”وكان للمسرح نصيبًا وافرًا من هذا التفاعل وكان له دورا مهما في التعبير عن المجتمع وأفراده، ومن خلال متابعة موضوعات المسرح التي قدمها، ورسائل المستقبل التي ناقشها، والقضايا الملحة التي طرحها، وعن طموحات وآمال المشتغلين به من كُتّاب وممثلين وفرق مسرحية ومساهماتهم في توصيل قضايا مستقبلهم من خلال المشاركة في المهرجانات المحلية الداخلية والإقليمية”، منبهًا على عدم الاستغراق في الماضي والعيش المطلق على أمجاده واستحضاره، رغم أهميته، ولكن لا ينبغي أن ينسينا ذلك التفكير بالمستقبل والتزود له بالعلوم والمعارف ونطرح ذلك في موضوعاتنا المسرحية.
وقال: “إن الدراسات المستقبلية عن المسرح الخليجي ستظل في حدود ضيقة إن لم يتم طرح مثل هذا الموضوع وتكتيب باحثين مجيدين يتناولون بالدراسة العلمية التطورات في الموضوعات المسرحية المستقبلية والتنبيه على الموضوعات غير المطروقة، لوضع رؤى مستقبلية أو دراسات استشرافية خليجية، علينا أن نؤسس لقيام أكاديمية أو معهد فني للدراسات المستقبلية ويروّج لتخصصاتها البينية مع الفنون الأخرى، المعالجة الدرامية للقضايا المستقبلية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والطفل في النصوص المسرحية محل الدراسة كشفت عن وجود نصوص مهمة لدراسة موضوعات المستقبل، هناك العديد من الموضوعات المستقبلية المقترح وتساهم في تحرير المستقبل من الخلاص الغيبي نذكر منها: موضوع قرصنة الأجهزة الذكية أو عالم الأشياء المتصلة بالإنترنت، ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن الحروب البيولوجية، والحروب الذكية والجندي الخارق وحروب المستقبل، ومذيع المستقبل، وتكنولوجيا توظف التراث في عصر الثورة الصناعية الرابعة في المتاحف والمعارض وغيرها.
يذكر أن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي قد انطلقت مساء أمس -الاثنين- بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وجمع من الفنانين والكتاب والمثقفين ومحبي المسرح، واستهل الحفل بمادة فيلمية تناولت مسيرة مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الذي تأسس في عام 2015 على أن ينظم كل عامين، ويقتصر على عروض مسرحيَّة لفرق ومجموعات فنيَّة مشهرة ومعترف بها في دول الخليج، وأعلن عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم للدورة الحالية من المهرجان، وهم: الدكتورة نوال بن إبراهيم من المغرب، والدكتور فراس الريموني من الأردن، ومحمد منير العرقي من تونس، والدكتور علاء عبدالعزيز من مصر، وعبدالله راشد من الإمارات.
مسرحية «النمرود»
وتابع بعدها الحضور مسرحية «النمرود» من تأليف سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقام بأدائها طلبة السنة الثالثة بأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية بإخراج الدكتور بيتر بارلو المدير التنفيذي للأكاديمية.
وتشارك فرقة صلالة للفنون المسرحية الأهلية في المهرجان بعرض عنوانه (سدرة الشيخ) تأليف وإخراج: عماد الشنفري.