أثير – ريـمـا الشـيخ
شجرة معمّرة، عرفت بأنها من أكبر وأضخم الأشجار في سلطنة عمان وشبه الجزيرة العربية؛ فهي تعد مصدرا مهما للمياه والغذاء والدواء، إلا أنها نادرة ومهددة بالانقراض.
إنها شجرة التبلدي أو الباوباب، أو الشجرة المقلوبة أو شجرة خبز القرود، وتعرف محليًا باسم “ماشوَة” والاسم اللاتيني لها هو Adansonia digitata وهي تتبع الفصيلة الخبازية من رتبة الخبازيات.
حول هذه الشجرة، قال يوسف بن سليمان القرشوبي، متخصص في التداوي بالأعشاب الطبيعية والحجامة، وباحث في النباتات والأشجار العمانية، في حديث مع “أثير” بأن أشجار التبلدي تكثر في غرب السودان، وهي منطقة تسقط فيها الأمطار بغزارة، ثم تمر عليها فترة جفاف؛ لذلك تختزن أشجار التبلدي كميات هائلة من الماء تمكنها من الحياة، حيث تتميز بتخزين المياه بكميات كبيرة في جذوعها في موسم هطول الأمطار، لتستخدمه في وقت لاحق خلال فصل الجفاف.
وأضاف: تتفرع غصون التبلدي، وتقل أوراقها حتى يخيل للناظر إليها أنها جذور، ولهذا السبب تسمى الشجرة المقلوبة، وذلك لقلة عملية النتح ” تبخر الماء من النبات“، وبالتالي يقل الفاقد من الماء عن طريق التبخر، ويصل ارتفاعها من 25 إلى 30 مترا ويصل قطر جذعها إلى 15 مترا، وتعمر هذه الشجرة إلى أكثر من ألف عام وهي بطيئة النمو مقارنة بالأشجار المختلفة.
أما عن لب ثمرة التبلدي فهو عبارة عن حبيبات داخل كبسولة ذات قشرة خارجية صلبة، تغطيها شعيرات ناعمة صفراء إلى خضراء اللون، وتتطلب الكبسولة الكسر للحصول على لب الثمرة بداخلها، ويقسم اللب داخل الكبسولة إلى شرائح مساحيق دقيقية بيضاء إلى عاجية اللون تحتضن بذورًا كلوية الشكل ذات لون بني غامق داخل ألياف زهرية اللون تقسم الثمرة إلى فصوص.
وذكر القرشوبي بأن السكان المحليين يعمدون إلى عمل تجويف في قلب جذع الأشجار المعمرة، وتكون الفتحة في منطقة التقاء الأفرع الرئيسية، عند قمة الجذع، ليحصلوا عندها على فراغ واسع يستخدم لخزن مياه الأمطار التي تدخل إلى هذا التجويف خلال الفتحة الموجودة في القمة، أو تغرف مياه الأمطار المتجمعة في الأراضي المنخفضة، بعد سيول الأمطار، وتخزن في هذا التجويف لتستعمل في مواسم الجفاف، حيث يتم سحب المياه بواسطة الدلو أو أي وعاء آخر عند الحاجة.
وأشار إلى أن شجرة التبلدي العملاقة تعد واحدة من الأشجار النادرة التي توجد في محافظة ظفار، حيث تنمو بشكل طبيعي، وتتركز في ولايتي ضلكوت ومرباط، حيث يقدر عددها هناك بـ 200 شجرة، وتوجد أيضًا في محافظة مسقط، وفي ولاية لوى بقرية الزهيمي.
وأضاف: تستخدم ثمارها في السودان لصناعة العصير وكذلك الحلويات، ويباع لب الثمار في السلطنة بعد إضافة مواد غذائية بلون أحمر في الأسواق وتعرف باسم ”أمبويو“ وهي مفيدة جدا ولذيذة الطعم.
وفي ختام حديثه مع “أثير” قال يوسف القرشوبي بأن من فوائد نقيع اللب الموجود داخل ثمار التبلدي أنه يعد علاجًا للسعال ونزلات البرد وخشونة الحلق، حيث يوضع اللب الموجود داخل الثمرة حتى تذوب منه المادة البيضاء، ثم يصفى ويشرب منه مقدار فنجان قهوة أو أقل حسب الأعمار، ويستخدم صباحًا ومساءً. كما يستخدم لعلاج الحموضة وحرقة المعدة، إذ يوضع اللب في الفم وتُبلَع المادة الذائبة منه، ويستخدم ثلاث مرات في اليوم مع ضرورة تنظيم الغذاء، والابتعاد عن مسببات الحموضة مثل المأكولات السريعة.