” إن إبراهيم كان أمّة ” النحل 120
حين سألت الصديق الإعلامي موسى الفرعي عن أبرز حدث جرى له عام 2012 أجاب ” لقائي بالدكتور محمد بن مبارك العريمي “تأمّلت إجابته ،التي تحمل العديد من الدلالات ، طويلا ، فأن يصبح لقاؤنا بشخص حدثا بارزا خلال سنة مليئة بالنشاط والإنجازات يعني الكثير ، وهذا ليس بالغريب ، فقد يحدث لقاء بصديق جديد إنعطافة في حياتنا ، وقد حدثت مثل هذه الإنعطافات في حياة كل منّا ،وأذكر أن الدكتور عبيد الشقصي حين وجّه سؤالا لنا ، نحن المشاركين في قافلة سبلة عمان الخامسة ذات جلسة حوارية أقيمت على هامش فعاليات القافلة ببروكسل،حول الحدث الذي غيّر مجرى حياتنا، أجبت ، حين حان دوري، بأن لقائي بالصديق الشاعر عدنان الصائغ عام 1985 يمكن اعتباره حدثا مهمّا ، نتجت عنه نقلة نوعيّة في حياتي ، رغم وجود آخرين قدّموا لي الكثير ، ساهموا صياغة كياني الثقافي ولكن لماذا أذكر هذا الدور للصائغ ؟ ربما ، لأنه ظهر في طريقي بمرحلة التأسيس والإنطلاق ، وهي المرحلة الأهم ،لذا كان لا يكتفي بتوجيه ملاحظة لي ، بل يقسو أحيانا عليّ ، ويحاسبني مثلما يحاسب نفسه ، خصوصا ، حين أتوقف ، عن الكتابة أو القراءة ، أوالنشر ولو لأيّام، بسبب انشغالي بتفاصيل الحياة ، أو مباهج ، تستنزف الوقت ، وطاقة الإنتاج ، والتفكير، ويرى إنها لا تدفعني نحو آفاق جديدة في الكتابة ، والوعي ، فصداقتي مع الصائغ أشبه بركضة “ماراثون” ، : كدّ،وعذاب ، ومصير .
تذكّرت هذا وأنا أصغي للأخ موسى الفرعي وهو يحدّثني عن خصائل الدكتور محمد بن مبارك العريمي ، التي جعلته يعتبر لقاءه به من أبرز أحداث السنة الماضية ، وهي خصائل جميلة تجعل المرء يشعر أن صداقة أناس من هذا الطراز نعمة يجود بها الله على عبده إذا أحبه ،وهي دعوة مفتوحة لتذكّر إسم كلّ إنسان أحدث لقاؤنا به نقلة في حياتنا ، مهما كانت مساحة تلك النقلة ،صغيرة، أم كبيرة ،وكما يقول تعالى “ولا تنسوا الفضل بينكم ” ، فتذكّر إسم كل إنسان يضيف لنا شيئا حين نلتقي به يعني الكثير ، في ميزان الوفاء ، وكذلك “لكي لا ينقطع سبيل المعروف” ، كما جاء بوصيّة ذلك المغدور للغادر بعدم التحدّث بواقعة الغدر ، وهو يسلم جسده للقدر الغامض وسط كثبان صحراء قاسية ، وإحساس عظيم بالجحود .
_______________________________________
عبدالرزاق الربيعي مدير تحرير أثير
عبدالرزاق الربيعي
مدير تحرير أثير