أخبار

لمن يهتم بتربية الحيوانات الأليفة: احذر من “داء الكلب”

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير – ريـمـا الشـيخ

اعتادت أسر عربية وأجنبية على تربية الحيوانات الأليفة في منازلهم وبخاصة القطط والكلاب؛ حيث يجدونها مصدر سعادة لهم ولأطفالهم، لكنهم لا يعلمون بأن هذه الحيوانات قد تنقل لهم فيروسات إن لم تكن محصنة وخالية من الأمراض، ومن ذلك “فيروس داء الكلب”.

حول هذا الجانب، قال الدكتور عادل بن محمد المحروقي، طبيب اختصاصي طب الأسرة، رئيس مركز الغبرة الصحي، بأن داء الكلب هو مرض فيروسي قاتل، يمكن الوقاية منه قبل حدوثه، فإذا ظهرت الأعراض يصعب علاجه، وغالبا تنتهي الإصابة به بالموت سواء كان المصاب إنسانًا أو حيوانًا، حيث ينتقل الفيروس المسبب في الثديات ذوات الدم الحار كالثعالب والكلاب والخفافيش والذئاب والقطط.

وأوضح بأن هذا الفيروس قد تنقله الحيوانات التي يتعامل معها المواطن والمقيم في بلدنا، كالماشية مثل الماعز والغنم والبقر والإبل والحمير، حيث بينت دراسة أجريت في سلطنة عمان بين عامي 2017م إلى 2019 م وشملت 117 من أدمغة الحيونات المتوفاة وجود الفيروس في 64 حيوانا في مقدمتها الغنم والإبل، مع أعراض في الجهاز العصبي.

وأضاف: يعد الثعلب أكبر حاضن للفيروس المسبب لداء الكلب في السلطنة، بينما تعد عضات الكلاب المصابة المسبب الأكبر لداء الكلب لدى الإنسان عالميا، وبخلاف العض يمكن أن ينتقل الفيروس عبر السوائل اللعابية والأغشية العصبية في الحيوان المصاب إذا لامست جروحا مفتوحة أو العين أو دخلت السوائل اللعابية إلى الأنف، لهذا تعد بعض السلوكيات التي يراها البعض عادية كفتح فم الحيوان الذي يسيل لعابه ويتغير سلوكه بغية فحص وجود أي جسم في فمه مثل الشوكة على سبيل المثال، مما يعرض الشخص لخطر انتقال الفيروس إذا حصل انتقال للسوائل عبر ملامستها جرح أو العين أو طار رذاذ منها ودخل الفم، أو إذا قام الحيوان بعضه أثناء عملية فتح الفم.

وأكد الدكتور عدم وجود أدلة علمية على انتقال الفيروس عبر تناول اللحم المطبوخ أو شرب حليب الحيوان المصاب إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أهمية تجنّب فعل ذلك.

وأشار الدكتور إلى أن انتقال فيروس داء الكلب من إنسان لآخر تم تسجيله في عدة حالات عند زرع أعضاء من إنسان مصاب بالفيروس إلى إنسان سليم مثل زراعة الكلى، ولم يتم تسجيل حالات انتقال من إنسان لآخر بخلاف ذلك، لكن يبقى الحذر واجب في التعامل مع أي إنسان مصاب بداء الكلب، فخطر الانتقال نظريًا موجود عن طريق انتقال الفيروس عبر السوائل اللعابية مثلًا.

وذكر أيضًا بأن خطورة الفيروس تكمن في مهاجمته الجهاز العصبي المركزي، حيث تظهر الأعراض في الإنسان عادة خلال فترة شهر إلى ثلاثة أشهر، لكن قد تمتد فترة حضانة الفيروس إلى سنة، وبالنسبة للحيوان فإن الفيروس قد يظل في جسمه لعدة أشهر، ويموت خلال يوم إلى سبعة أيام بعد ظهور الأعراض، فعند ملاحظة تغير في سلوك الحيوان، مثلا الهيجان أو الرغبة في العض أو كثرة سيلان اللعاب أو أكله لما هو غير المعتاد كأكل الفضلات، أو الهرب والهلع دون سبب فيجب الحذر لأن هذه الأعراض تتشابه مع أعراض داء الكلب.

وأضاف: أما الإنسان فتظهر الأعراض معه مثل الهلع والخوف من الماء وكثرة الحركة، وعدم تقبل الأماكن التي بها أصوات والبعد عن الإضاءة، إضافة إلى الآلام في الجسد والصداع والحمى وضعف البلع، ويوجد نوع غير سائد من داء الكلب الذي يظهر بشلل تدريجي في الجسم يبدأ عادة من مكان الإصابة.

وأكد الدكتور عادل المحروقي في ختام حديثه مع “أثير” بأن التطعيم المباشر بعد التعرض لخدش أو عض وسيلة فعالة في الوقاية من داء الكلب مع وجوب اتباع أساليب الوقاية الأخرى المهمة مثل تحصين الحيوانات وبخاصة الكلاب بشكل منتظم، كما يُنصح المتعاملون مع الحيوانات بأخذ التطعيم، وفي حال إصابة الإنسان بعضة أو خدش فإنه ينصح غسل المكان تحت الماء المندفع والصابون لمدة 15 دقيقة متواصلة مباشرة، ثم ينظف الجرح بمادة مطهر مثل الايودين أو المطهر الذي يحتوي على كحول بنسبة 70% ، والتوجه للمستشفى مباشرة، من أجل تقييم الجرح والحاجة لأجسام المضادة والتحصين والمضادات الحيوية.

الجدير بالذكر أن آخر حالة لإنسان مصاب بداء السعار مسجلة في السلطنة كانت في عام 2016 م لوافد آسيوي عضته قطة قبل قدومه للسلطنة ولم يأخذ التطعيمات الوقائية.

Your Page Title