أبجد

الحبُّ أعلى من مستوى الكلمات

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

 

 

موسى الفرعي 

 

خلالَ الأيامِ الأَخيرةِ أثبت الشَّعبُ العمانيُّ التفافه حولَ الوالدِ القائدِ بحبٍّ كبيرٍ لا يُمكنُ أن يَقتربَ منه حُبٌّ آخر، وكان من الواضحِ غَيرة الإِنسانِ العمانيِّ على قائده وخوفهِ عليه.

 

كيف يُمكنُ لرجلٍ واحدٍ أن يَحتوي ملايين القلوبِ ويُشكّلُ لهم مِظلةَ أمنٍ وأمانٍ واحدةٍ تكفي لملايين البشر، وما زلتُ أَسألُ نفسي ما هو السرُّ الذي يَجعلُ هذا الرجلَ العظيم – حفظه الله – قلباً قادراً على احتواءِ الآخرينَ بهذا الشكلِ القدري الساحر، هل هي الجيناتُ الوراثية التي تَجري فيه، أم يا ترى هي هبةٌ إلهيةٌ خصه اللهُ عزَّ وجل بها، وكلُّ سؤالٍ يَقودني إِلى سؤالٍ  آخر، لذلك قررتُ عدمَ البحثِ عن إجابةٍ، فالإجابةُ هي أداةُ قتلٍ لِدهشةِ الأسئلةِ الكبيرة.

 

 

إِن جلالةَ السلطان حفظه الله قد أجرى مَنهجاً نتائجه واضحةٌ للعيان، مُنذ البدءِ وعلى الصعيد المحلي، وحتى اليوم ووصولاً للمستوى العربي والعالمي،  منهجٌ نتائجه السلامُ – سلامُ الأقوياء – والأمنُ والمحبةُ والسعي المتواصل للاكتمال الممكن، وهناك دروسٌ كانت تتفشى في كلِّ كلماته وأفعاله.

 

 

أَعتقدُ بأن كلَّ عباراتِ المحبةِ والشكرِ لا تَفي هذا الرجل العظيم إلا أنها صفةٌ إنسانيةٌ لازمةٌ للإنسانِ الحقيقي، ولكن أفضل طرق التعبير عن هذا الحبِّ هي أن نثبت له أن تعليمه وتربيته أصبحتْ واقعاً مُمارساً من قبل كلِّ فردٍ من أفرادِ المجتمع العماني، وكلُّ واحدٍ منّا يَقوم بواجبهِ من مكانه وبقدراته.

 

ليس بالضرورة أن يكون الإنسان وزيرا كي ينفذَ إلى رؤى جلالتهِ ويحاولُ تحقيقها، بل على العكس هناك الإِنسانُ البسيطُ الذي أجرى الله في دمهِ حبَّ الوالدَ القائد، ومنحهُ اللهُ حكمةَ الإِنسانِ العماني التي يَنقشها طينُ الأرضِ على جلد فلاح، أو يُنتجها تصادمُ موجتين بالقربِ من صيّاد، وأحياناً نداءُ نجمةٍ في الليل لسائق سيارة أجرة.

 

كُلّنا يُمكننا أن نَحققَ الهدفَ والحلمَ الذي أرسى والدنا قواعده مُنذُ اللحظةِ الأولى، كُلُّ واحدٍ منّا يُمكنه أن يَحققَ الأَمن داخل مِساحةِ رؤيتهِ البصرية، وكُلُّ واحدٍ هنا أو هناكَ في هذا الوطن الغالي يُمكنه أَن يُفشي السلامَ والمحبةَ بين إخوته في هذا الوطن العزيز ويُحاولُ الوصولَ إلى أعلى مستوى من العدالة التي يمكن أن يحققها تحقق إنسانه.

 

إذنْ علينا أن نَقولَ لك شكراً يا مولاي ولكن بطريقةٍ مُختلفةٍ، لا تأخذُ شكلاً لغوياً هذه المرة بل هو شكرٌ يُجسّده فعلُ الإنسان وغيرته على وطنه وقائده.

 

Your Page Title