أثير – موسى الفرعي
إن العالم الافتراضي بقدر ما هو مساحة مثالية للتقريب بين بني البشر، ومساحة للقول والنقد من ذوي الاختصاص أو ممن يملك معطيات ما يمكن أن يُقال، بقدر ما هو مساحة أيضا لممارسة التخبط وتعرية البعض دون أن يعلم ذلك، وقد كنتُ أقرأ وأتابع مجموعة من المغردين والذين تحول جُلُّهم إلى اقتصاديين ومحلليين مع كل قرار سياسي أو اقتصادي يطرح.
عالم افتراضي يتسع لأحلام المحبين وغيرتهم على وطنهم وقيمه والصورة التي ينبغي أن يكون عليها كما أنه يتسع للكتابة لوجه الكتابة لا أكثر، ودون وعي لنتائجها سواء البعيدة منها أو القريبة والواضحة منها والخفية.
أليس هذا العالم الافتراضي هو المساحة التي شغلت كل العمانيين لدرجة أنه تحول إلى قوافل من أدعية مخلصة للوالد القائد حفظه الله، أليس هو المساحة الأكثر استيعابا لطرح القضايا ومحاولة إيجاد الحلول، كما أنه ذات المساحة التي يستغلها البعض لتصيد الأخطاء والاعتراض لا أكثر.
لماذا أصبح الإنسانُ منشغلا بالسلبيات من الأمور ولا يملك النزوع إلى الإيجابي والجمالي منها.
فأين المغردون من قرار مجلس الوزراء الذي أكد الإبقاء على عدد المقاعد الدراسية المخصصة لخريجي دبلوم التعليم العالي للعام الأكاديمي ( 2016 – 2017 ) في مختلف مؤسسات التعليم العالي الحكومية منها والخاصة في داخل السلطنة بالإضافة إلى البعثات الخارجية.
إن مثل هذه القرارات ليست وليدة اللحظة أو مسايرة لأمر ما ولكنها رؤية الوالد القائد حفظه الله ورعاه المبنية على أن بناء الأوطان قائم على بناء الإنسان، منذ الأسس الأولى لبناء الدولة، وبناء الإنسان هو الاستثمار الأمثل الذي تتفاضل به سائر الأمم، وهذه الرؤية هي ما تهدف إلى وعي الإنسان لذاته كي يتم بذلك معادلة الإنتفاع والنفع ولا يكون الإنسان خارج الحياة.
إن إلقاء التهم لمجرد النيل من شخص ما أو النقد لوجه النقد عمل يجرد أي شيء من هدفه الحقيقي الذي ينبغي أن يكون عليه، ولكن يغيب عن البعض أن للناس قلوب وعقول وأفئدة يمكنهم التمييز بها بين الحقِّ والباطل، وإني أسأل نفسي ماذا يمكن أن يكون لو حاول أن يصل كل واحد منا إلى إنسانه الحقيقي ويكون غيورا على وطنه وقائده وذلك بتتبع الخير في كل قرار ولا يظل يحفر تحت الجلد لعله يرى خطأ يمكن التغنّي به وقرع الطبول له.
أيها الكرام إن كل يوم تشرق فيه شمسُ الله علينا في هذه الأرض الكريمة هو عيد وصلاة شكر، وكل غيرة على الوطن هي أكثر قدرة على التعبير عن الانتماء والوفاء والاخلاص للوطن والقائد، وليس ترصد الأخطاء.
إن الخير والجمال أقرب من الشر والكراهية، ومحاولة الوصول إلى الضوء في الأشياء أجمل من الوصول إلى العتمة التي لا تُورث إلا الظلام.
إذن علينا أن نغني معاً من أجمل رحم في الأرض عُمان، وبأجمل الطرق والأساليب كما يليق بوطننا، وندافع ونبوح بالحب والولاء أولا من هنا، وبعدها من كل الدنيا، إلى أن نرسم عُمان على الغيم وننشرها فوق المياه، ونحفرها على تضاريس الأرض، ونزرعها ع كل نفس، تلك عاداتنا في ممارسة الحياة.
*الصورة من الشبكة العنكبوتية (إنترنت)