يشتكي الكثير من المواطنين من غياب متنزهات للتسلية عن ولاياتهم ، واقتصار بعضها على العاصمة مسقط أو بعض الولايات الكبيرة التي هي الأخرى تعاني من نقص شديد ، فعددها لا يتعدى أصابع اليد رغم وجود المساحات التي تلبّي الغرض لإقامة مثل هذه الحدائق ، والمتنزهات ، والتي تصحب بألعاب كهربائية ، وبهلوانية تكون متنفسا للأسر ، وأطفالهم من ضغوطات الحياة اليومية، سواء في العمل ، أو في المنزل متسائلين في الوقت نفسه عن غياب القطاع الخاص عن هذا الأمر ، رغم إنّه قطاع مغر للإستثمار ، ويخلق فرص عمل للباحثين .
وحول أهمية هذه المتنزهات يقول سامي الغساني: “كما تعلمون بأن وجود مثل هذه المتنزهات في كل ربوع السلطنة مهم جدا نظرا لما توفّره من جو طبيعي ، ونظيف للأسر ، وما تقدمه من تسلية ، ومرح للأطفال وأستغرب من قلة وجودها في ولاياتنا ، فرغم التوسّع في إنشاء المجمعات التجارية لا نجد اهتماما بهذا الجانب، لذا تجد أغلب الناس يستغلون الإجازات بالتسوق في المجمعات التجارية فقط ، وهذا لا يوفر لهم الغاية التي يبحثون عنها.
ويعقّب على كلامه أحمد المعولي بقوله:” نعاني كثيرا من نقص هذه المتنزهات حيث نضطر لقطع مسافات طويلة للمجيء إلى العاصمة مسقط ، حتى نأخذ عائلاتنا لتغيير الجو ، والخروج من النمط الروتيني الذي نعيشه ، فكما تعلمون ، فإن أماكن العمل ، والمنزل لا توفّر الهواء العليل ، والجو المرح الذي نجده في هذه المتنزهات ، كما إن هذه الملاهي تعطي بعدا جماليا للمكان الذي توجد فيه بجانب إيجابياتها الأخرى.
ويضيف على كلامهما سيف الغساني قائلا: “نطالب ، وبشدة بالاهتمام بتوفير متنزهات للتسلية في كل ولايات السلطنة ، أو على الأقل في المدن الرئيسة للمحافظات ، فعدد الناس في ازدياد ، واقتصار هذه المتنزهات على العاصمة يسبب ازدحاما كثيفا في الشوارع ، وفي الحدائق، لأن الناس تأتي من ولاياتها قاصدة التسلية والمرح في هذه الحدائق ، والملاهي”
وحول أهمية الاستثمار في هذه المتنزهات، أكّد أحمد الرواحي ” إنّه مجال رحب ، فإقبال الناس ، واحتياجهم إليه يخلقان الكثير ، والكثير من الفرص التجارية المربحة ، كافتتاح المقاهي ، والمطاعم والألعاب الكهربائية وبيع ألعاب الأطفال ، وأستغرب من عزوف المستثمرين في الولايات عن الإقبال على هذا الأمر ، فهناك نماذج ناجحة استطاعت بمجهود فردي أن توجد متنفسا طبيعيا يحقق لها مردودا ماليا مجزيا ، فقد زرنا في عيد الأضحى الماضي مزرعة لأحد المواطنين في ولاية بركاء حوّلها صاحبها إلى متنزه طبيعي يحتوي على حديقة حيوانات ،ومقاه ،وألعاب تسلية ، ورأينا كثافة عددية في الزائرين ، وحقيقة تمنيت أن أرى مثل هذه المشاريع في معظم ولايات السلطنة”
وعن دور الجهات الحكومية المعنية بهذا الجانب عقب أحمد الحميدي قائلا:” لا ينبغي أن نلقي اللوم فقط في غياب هذه المتنزهات عن معظم الولايات على عاتق الجهات الحكومية ،فهي وإن وجد منها تقصير إلا أنها تبذل جهودا حثيثة في مد البساط الأخضر ، إلا أن الحكومة تفتح المجال أحيانا للقطاع الخاص كي يبادر ،ويقوم هو بهذه المهمة ، وتكون النتائج المتحققة متعددة ،فالناس يحصلون على المكان الذي يوفر لهم الجو ،والمرح ،والتسلية ،والمستثمر يحصل على عائد تجاري مربح.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC