غادة الحضرمية: لا بد من التعامل بحزم مع المستهترين
الوليد الحارثي : التوعية المستمرة تسهم في الحد من آثاره
بدور العريمية: خطورته لا تحتاج إلى دليل فالحوادث شاهدة
تحقيق: سيف المعولي
أشلاء ودماء… ازدحام وحزن… إصابات ومعاناة…. عزاء ومواساة… مشاهد متكررة تئن منها شوارعنا ويحزن لها مجتمعنا، مشاهد لا تزال تراوح مكانها في طرقاتنا وسط تساؤلات وصرخات وتوسلات، لعل هناك من يوقفها، ويمنعها، ويحد منها.
الحوادث المرورية أصبحت حديث المجالس والمدارس والإعلام والعالم الافتراضي ( الانترنت)، حيث إنها تواصل حصد أرواح أبناء مجتمعنا مؤذنة بالكثير من المآسي والأحزان وتنتج إعاقات دائمة تصاحبها حسرات ليس بإمكان أحد أن يخففها.لذا من المهم معرفة أسبابها كي نعرف الحلول والعلاج الناجع لها.
وتتعدد أسباب الحوادث المرورية وتختلف وتكون أحيانا وفق الموقف الخاص الذي حدث فيه الحادث ولكن الملاحظ أن مع انتشار الهواتف النقالة ازداد عدد الحوادث ووصل إلى أرقام مخيفة تتطلب حلولا عاجلة وناجحة للحد منها.حملنا معنا العديد من التساؤلات حول آثار الانشغال بالهاتف النقال أثناء القيادة وأسبابه وكيفية الحد منه فكان معنا هذه اللقاءات:
إحصائيات
حول الإحصائيات السنوية للحوادث المرورية ودور استخدام الهاتف النقال في ازديادها يقول أحد أفراد شرطة عمان السلطانية ( الذي طلب عدم ذكر اسمه ) : للأسف لا تزال الحوادث المرورية في شوارع السلطنة تزداد وتخلف وراءها وفيات وإصابات وحسب إحصائيات الشرطة فإن الأسباب كثيرة ومتعددة ولا يسع المقام لذكرها هنا إلا أن استخدام الهاتف النقال يعد سببا كبيرا ورقما خطيرا في الحوادث المرورية حيث يكون السائق بعيدا كل البعد عن التركيز في القيادة وينشغل برسائله واتصالاته واللعب بهاتفه ناسيا ومتناسيا عواقب ذلك إذ قد يحدث الحادث في لحظة وثانية فقط مضيفا: أن الشرطة دائما ما تسعى إلى سلامة السائقين وتنبيههم بخطورة استخدام الهواتف أثناء القيادة ويكون ذلك عن طريق النشرات والمحاضرات التوعوية الدورية التي تقيمها الشرطة في مختلف محافظات السلطنة.
عدم تحمل المسؤولية
أما عن أسباب استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة فيقول خالد المعمري: دعوني أعترف لكم أنني من الذين يستخدمون الهاتف النقال أثناء قيادتي مع علمي المسبق بخطورة ذلك لكن ربما عدم تحمل المسؤولية وعدم وقوعي في حادث من قبل يقفان وراء إهمالي هذا مضيفا على ذلك بقوله : أسعى دائما إلى التخلص من هذه العادة خصوصا عندما أسمع عن الحوادث التي تقع بسبب الهاتف النقال مؤكدا في نهاية لقائنا به أن برامج المراسلة الجديدة تعد سببا رئيسا في ذلك فمع انتشارها ازدادت الحوادث وكثرت.
برامج التواصل الاجتماعي
وحول برامج التواصل الجديدة ( الفيس بوك- الواتساب- التويتر-…) وأثرها في انشغال السائقين أثناء القيادة تحدثت إلينا غادة الحضرمية قائلة: ألاحظ أثناء قيادتي انشغال الكثير من السائقين بهواتفهم خصوصا الشباب منهم وعند سؤالي لبعضهم يجيبوا بأنهم مشغولون بالمراسلة وتنزيل الصور والأخبار موضحة أنها تنبههم بخطورة ذلك حيث راح ضحية ذلك الكثير من الشباب والشابات من الذين لم يهتموا باتباع القواعد المرورية ولم يعرفوا بخطورة استخدام الهاتف النقال إلا بعد تعرضهم لحوادث مرورية مؤلمة ومؤسفة.مؤكدة أنه لا بد من التعامل بحزم وصرامة مع الذين يستخدمون هذه البرامج أثناء القيادة نظرا لآثارها الخطيرة.
التوعية المستمرة
وبالانتقال إلى الحديث عن الحلول للحد من هذه الظاهرة يقول الوليد الحارثي: أرى من الضرورة بمكان أن يتم توعية الشباب بخطورة ذلك ويكون ذلك باستغلال هذه البرامج نفسها حتى تكون سلاحا إيجابيا للحد من الحوادث المرورية فنشر رسالة توعوية وإرسالها في الواتساب لا يستغرق وقتا كبيرا لكنه سيسهم في توعية الشباب ويأثر في أفكارهم بشكل سريع ، كذلك استخدام الفيسبوك والتويتر والانستجرام في إرسال صور توعوية ومنشورات تحذر من استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة وتضرب أمثلة واقعية تكون عبرة وعضة لمن يشاهدها ويقرأها. مضيفا بأن رؤية هذه الصور وهي ماثلة أمام العيان تؤثر بالإيجاب في اقتناع الشباب بالمخاطر التي تحدق بهم عند استخدامهم الهاتف النقال مختتمة حديثها بدعوة توجهها نحو الشباب بأن يتحملوا مسؤوليتهم أثناء القيادة ولا يستهينوا بخطورة الهاتف النقال.
” لا تتصل حتى تصل”
” لا تتصل حتى تصل ” عبارة أجابت بها بدور اليحيائية عند سؤالنا لها عن رأيها في استخدام الهاتف أثناء القيادة مضيفة أنها تستغرب من الشباب الذين لا يزالون مستمرين في عادتهم السيئة رغم معرفتهم بآثارها الوخيمة التي تشهد عليها الإصابات الموجودة في المستشفيات موضحة أن النهار لا يحتاج إلى دليل كذلك أيضا خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة لا تحتاج إلى دليل كون الحوادث اليومية مستمرة ومتواصلة.
مؤكدة أن القانون الصارم الحازم والتوعية الإعلامية المستمرة هما السبيل نحو الحد من هذه الظاهرة السلبية التي باتت تؤرق الجميع.
حلول
أجمع المشاركون في التحقيق على أهمية التوعية، مؤكدين أنها تؤتى ويتوصل إليها بعدة أشكال منها: التوعية عن طريق الإعلام بمختلف وسائله ( المقروء والمسموع والمرئي) وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي والصور والمنشورات والتوعية عن طريق المحاضرات التي تلقى في المساجد والمجالس والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة. كما أجمعوا على ضرورة مراجعة قوانين العقوبات المرورية بحيث تكون صارمة وحازمة ضد المستهترين الذي يواصلون القيام بهذه الظاهرة غير عابئين بخطورتها عليهم أو على الراكبين معهم أو على مرتادي الطرق.
متمنين أن تكون هناك مشاهدات مستمرة في التليفزيون عن حوادث الطرق ومدى خطورتها وآثارها على المستوى القريب أو البعيد.
مؤكدين جميعا في نهاية لقائهم أن التكاتف والتلاحم والتعاون بين كل المعنيين بالأمر(الجهات الحكومية والخاصة والمواطنين) سيسهم في معالجة هذه الظاهرة والحد منها والقضاء على آثارها.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC