“كان يا ما كان” قطار الشرق السريع بساحة معهد العالم العربي بباريس

باريس – الطيب ولد العروسي

تحولت ساحة معهد العالم العربي بباريس إلى فضاء استقبل فيها “قطار الشرق السريع”، الذي خيطت حوله الكثير من الكتابات والأساطير والقصص والأفلام، لأنه كان يربط أوروبا بالكثير من دول الشرق، وعلى رأسها تركيا، وهو قطار فخم صمم من قبل المهندس البلجيكي جورج نايغماكرز مؤسس الشركة الدوليةلعربات النوم في القطارات. كونه كان في الماضي عبارة عن مركبة لكبار القوم من أمراء وحكام، قام برحلته الأولى من باريس إلى إسطنبول عام 1883 ، وبقي مستمرا إلى غاية  سنة 1977 حيث توقف عن الخدمة. من بين أهم الإبداعات التي كتبت حوله رواية بعنوان: “قطار الشرق السريع”  من تأليف أغاتا كريستي .

 حول هذا القطار والخدمات التي قام بها، والظروف السياسية والاقتصادية التي أنشأ فيها، يقدم معهد العالم العربي حتى = نهاية شهر أوت/ أغسطس 2014، معرضا  ينقسم إلى قسمينن الأول في ساحة المعهد،  حيث يبدأ الزائر باكتشاف القطار عبر عرباته الأربع  وما تحتويه من معروضات يكتشف من خلالها أجواء المسافر طيلة رحلته، وقسم داخل المعهد يواصل الزائر بقية المعرض الذي يحتوي على مسحة 800 متر مربع، مخصصة للخرائط التي تتبين مسار القطار السريع،  وتروي قصة إانطلاقه على يدي البلجيكي جورج ناجيلماكرس، كما يروي أولى رحلاته في عام 1883. مثراة بمجموعة من المستندات التي استقدمت من أرشيف شركة القطارات الفرنسية ومن بعض المتاحف العربية والغربية، ومجموعة أخرى من الملصقات التي تروج للقطار، ومحطاته التي انطلقت من باريس عابرة أوربا نحو اسطنبول و حلب، ثم دمشق، وفلسطين وبيروت، وبغداد، والقاهرة، ولأقصر وحتى أسوان،  فضلا عن خزائن تحتوي على خرائط تبين التحولات السياسية في شرق أوروبا وحتى “أطراف الخلافة العثمانية التي تقطعت أوصالها وخسرت ممتلكاتها الأوروبية لتقتصر بعدها على بعديها التركي والعربي”،  ولتخرج من العالم العربي مع انتهاء الحرب العالمية الأولى التي خسرتها كما خسرتها حليفتها ألمانيا.

فهذه الزيارة للمعرض تعتبر رحلة تاريخية تفتح الأذهان وتمتع النظر وتسترجع صورا جميلة من الماضي. إنها رحلة قطار الشرق السريع. الذي يعبر عن حلم الإنسان الأوروبي في اكتشاف سحر الشرق الواقعي أو المتخيل ، وعالم الثراء الذي أنشا من أجلها هذا القطار ، الذي كان أيضا وسيلة في تقارب الشعوب فيما بينها.