مسقط – أثير
رفع المشاركون في ندوة تطور العلوم الفقهية في دورتها الثالثة عشرة تحت عنوان “المشترك الإنساني والمصالح” والتي اختتمت أعمالها أمس وحضرت فعالياتها * اثير* برقية شكر وعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أيده الله – أعربوا فيها عن أسمى الود والتقدير وأصدق الاحترام والامتنان، على رعاية جلالته للعلم وأهله، واهتمامه بما يصلح الإنسان أينما كان وعلى ما لمسوه بين إخوانهم في السلطنة من كرم الضيافة وحسن الترحيب وجليل التقدير.
وأشار المشاركون إلى أن موضوع الندوة في هذه الدورة تعلق برؤية العالم لنا ورؤيتنا للعالم ضمن السياق الإنساني العام، وفيها أن الإسلام دين رحمة وعدل وأن رؤيته للمشتركات الإنسانية قائمة على الوئام والتعايش وتبادل المنافع وأن المصالح مهما تقاطعت أو تداخلت يمكن استيعابها لحماية الدين والمجتمعات والإنسان.
وأشاد المشاركون بتطور سلسلة هذه الندوات المقامة في رحاب هذا البلد العريق، أممية في طرحها إنسانية في أهدافها، وقد أكسبتها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل عُمان وثناءه عليهم أبعاداً قيمية بما يفتح لمستقبل الأمة وأبنائها خيراً وبركة، مؤكدين بأن الندوة لم تكن لتصل إلى هذا المبتغى لولا دعم جلالة السلطان المعظم المتواصل، ورعايته المستمرة وتوجيهاته النيرة، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يجزي جلالته خير الجزاء وأوفاه، ويديم عليه آلائه ظاهرة وباطنة ويكلأه بعينه التي لا تنام، وأن يحفظه لشعبه وأمته وجلالته يرفل في المجد
وأوصت ندوة تطور العلوم الفقهية بمتابعة السير في موضوعي “رؤية العالم وفقه العيش” و “المشترك الانساني والمصالح” كونه توجها واعدا في تجاوز العقبات وفتح الآفاق واستشراف المستقبل كون هذا التوجه يخدم الدين والأمة ويسدد الخطى ويضع علماء المسلمين ودولهم على طريق التوحد والنهوض والتقدم. والعلاقة السليمة بالعصر والعالم.
وأكدت توصيات الندوة اعتناء علماء المذهب الإباضي بمبادئ الفقه الإنساني من خلال مؤلفاتهم واجتهاداتهم الفقهية. كما دعت الى تعزيز الجوانب المشتركة لدى علماء المسلمين من المذاهب الفقهية المختلفة من أجل إزالة الحواجز الفكرية والعمل على تلاقي الأفكار وتبادل الخبرات للخروج بأعمال فقهية تجمع المسائل المتفق عليها في المشتركات الإنسانية. وبينت أن وثائق حقوق الإنسان في الإسلام في العصر الحديث – كإعلان القاهرة – جاءت لتأكيد إسهام المسلمين في الجهود البشرية المتعلقة بذلك،
والقى الدكتور إدريس الفاسي الفهري كلمة المشاركين في الندوة وجاء فيها، وُكل إلي إلقاء كلمة باسم المشاركين في ندوتنا الحالية، وكل المشاركين أصحاب كلمة وعلم ولسن، بل هم أعلام العلم من كل مدى، وأصحاب أقلام وأحلام، وبحوث شرقت سمعتها وغربت. فأرجو أن ترقى كلمتي إلى سامي فكرهم، وأن تنوب عن بعض ما يبينه بيانهم.
وقد شهدت في مفتتح كلماتهم وفي أثنائها وفي غضون ملاقاتهم: أولا عاطر ثنائهم، على صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله تعالى الذي صدرت عن توجيهاته هذه الندوة المتسلسلة وهو الداعي إلى خيرها والراعي الكريم المفضال لأفضالها. وشهدت ثانيا اهتمامهم الشديد بمساق القول فيها، ومناط الهم الباعث عليها، وصدق الهمة في متابعة حلقاتها، وتطوير الأفكار والتدقيقات الواردة في أثنائها. وشهدت ثالثا انخراطهم المبارك في فقه المشترك الإنساني، بما ضبطه علماؤنا الماضون من مصالح الأنام، ومقاصد الشرع الحكيم، وكليات الشريعة الغراء التي يستحيل في موضوعها التبديل أو التأويل أو التحريف. وبما تفضلوا من تدبيجه في أفراد الموضوع تأصيلا وتفريعا، بناء على ما حرره السابقون، ومذاكرة فيما ينشئه اللاحقون.وكل ذلك بتوافق يمليه الواقع الذي تطور تواصليا، وفكريا، إلى درجة لا بد معها من تطويره قيميا، وفقهيا، وتقنينيا، على هدى مما جاء به الوحي الإلهي من الكليات، استباقا لكل المحدثات، وإرشادا إلى الاعتصام بحبل ثوابته الراسخات.
ولاحظت تجندا موازيا لخلية الإعلاميين المتابعين لهذه الندوة من داخل عمان وخارجها من كل مذيع للخير مستغرق الهمة بدعوة القرآن.ولاحظت من وراء الكواليس، وفي أروقة الندوة، ومن خلف كل صغيرة وكبيرة من عوامل نجاحها، وزيرا نبيلا حكيما بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي، وجيشا من جنود الخفاء، بوسائل راقية، وإمكانات عالية، وصبر وإلحاح، وسرعة وإتقان، وهم منهمكون في إنجاح كل تفصيل من تفاصيل الندوة.ولعلني إذ بلغت ما شهدت، أرجو أن لا أكون قد قصرت، ومهما شكرت فماذا أكون قد أغنيت؟! ولكني علمت: أن الله تعالى شاكر عليم، يجزي بالجزاء الأوفى الجزيل، كل من أسهم في هذا الجميل.