أصدرت أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبيديواناً جديداً من الشعر النبطي للشاعر الإماراتي الراحل / أحمد خليفة الهاملي / الذي ولد في إمارة دبي بداية العقد الثاني من القرن الماضي وتوفي في الأول من يناير عام 1982 م، حيث قام بجمع وتحقيق وإعداد الديوان كل من: سعيد أحمد الهاملي، خليفة محمد الحثبور، ومنصور عيسى ليديوي.
وقامت أكاديمية الشعر بأبوظبي بهذا الإصدار بموجب الاتفاقية التي تمّ توقيعها قبل أكثر من عام مع ورثة الأديب الراحل لنشر أعماله الكاملة المنشورة منها والمخطوطة, وبالتالي جاء هذا الديوان كأول هذه الأعمال ويتضمن جزءاً من نتاج الشاعر الراحل الشعري حيث تم الإبقاء على عناوين القصائد ومناسباتها كما هي مع تصويب الأخطاء المطبعية وطريقة كتابة مفردات القصائد.
يقع الديوان في 515 صفحة من القطع المتوسط, ويتضمن 122 نصاً من القصائد, وهو ما يصب في الهدف من هذا الإصدار بإحياء التراث الشعبي، فضلاً عن تخليد ذكرى الشاعر الراحل, ولما كان الشعر الشعبي هو حلقة الوصل التي ربطت بين الحقيقة والخيال ولما كان هذا التراث عريقاً يحكي عادات وتقاليد هذا الوطن المعطاء, يشير منصور بن عيسى ليديوي أحد مُعدّي الديوان في هذا السياق إلى أنه كان لزاما وبعد مرور أكثر من أربع سنوات من البحث والتنقيب أن ننتهز الفرصة لإظهار ديوان أحكام النوى لينضم إلى قافلة الدواوين الشعرية التي صدرت للكثيرين من شعرائنا الكبار الذين كان لهم كبير الأثر في إبراز هذا الفن الأدبي العريق.
كما تضمن الديوان 56 نصاً من المحاورات التي كان الشاعر يشاكي بها بعض الشعراء والشخصيات في مجتمعه إضافة إلى الردود على هذه المحاورات باستثناء 10 قصائد كان الشاعر يُشاكي بها أحد الشعراء لا توجد بمقابلها قصيدة للشاعر الآخر لتعذّر توثيقها رغم الجهد الكبير في الجمع والبحث. وهناك كذلك 3 قصائد عربية فصحى, واحدة عن جمهورية مصر العربية (دار الكنانة)، وأخرى رثاء في الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (فيصل المشهورا)، والثالثة في حرب رمضان المجيدة (شموس النصر).
وكلمات الديوان وأشعاره جاءت مستوحاة من البيئة التي نعيش فيها حسبما يؤكد ابن الشاعر سعيد أحمد الهاملي في تقديمه للديوان، ويضيف:” ولما كان الشعر يعبر عن شعور الشاعر وأحاسيسه فإنك تجد في الشعر النبطي الجزالة ودقة التصوير بأسلوب بعيد عن الصنعة والتكلف استوحاها الشاعر من أفق الصحراء الواسع ومياه الخليج الهادي, وأحداث الحياة المتجددة”.
يذكر أن اختيار مُعدّي الديوان لاسم “أحكام النوى” عنواناً لهذا الديوان هو من صميم القصائد التي نظمها الشاعر والتي تحدث فيها كثيراً عن أحكام القدر والأمور الدنيوية الأخرى.
ولد الشاعر أحمد خليفة الهاملي في إمارة دبي في بداية العقد الثاني من القرن العشرين, عكف على دراسة القرآن الكريم وعلومه منذ نعومة أظافره مُتلقياً العلم من الشيخ “محمود” أحد أهالي جزيرة جسم، ومن ثم الشيخ “جمعة بن يوسف”. ركب البحر وهو لم يزل صغيراً يافعاً حيث أنه نشأ وترعرع في منطقة الجميرا مسقط رأسه واكتسب من ذلك فائدة جمة تحت رعاية شقيقيه الأكبر سناً ” محمد وعبد الله”.
وأمضى حوالي ستة عشر عاماً من سنين شبابه في العمل بدولة الكويت، وتزوج خلال هذه الفترة. وبعد عودته من الكويت اشتغل بالتجارة بالمواد الغذائية وتجارة الأسماك، وكان ذلك أثناء فترة حكم سمو الشيخ سعيد بن مكتوم وابنه سمو الشيخ راشد بن سعيد المكتوم.
تم اختياره عضواً في لجنة الشؤون الاجتماعية التي تشكلت للنظر في أمور أهالي المنطقة خاصة العجزة وذوي الدخل المحدود, كما كان مشاركاً في حلقات مجالس الشعراء والتي بثت من إذاعة وتلفزيون دبي.
بدأ الشاعر في نظم الشعر منذ صغره وشجعه على ذلك شقيقه “محمد” الذي أخذ بيده وبادله النشيد, وجمع قصائد شعبية للعديد من شعراء الخليج وأصدرها في ديوان بعنوان ” باقة من الشعر الشعبي الخليجي”.
انتقل إلى رحمة ربه بتاريخ 1 يناير 1982 بعد أن أثرى وأضاف الكثير للشعر الشعبي.
– وتعتبر أكاديمية الشعر بأبوظبي – التي أصدرت الديوان – أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العربي بشقيه الفصيح والنبطي, وجاءت فكرة تأسيسها استكمالا للاهتمام الذي توليه إمارة أبوظبي للأدب والثقافة بما في ذلك الشعر الذي يعد مرجعا مهما وأصيلا في تاريخ العرب.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC