خلال يومين فقط ، خطف المخرج العراقي “لؤي فاضل” جائزتين دوليتين في مهرجانين مهمّين عن فيلمين له ، فقد فاز هذا المخرج الشاب بالجائزة الذهبية لمهرجان جنيف للفيلم الشرق أوسطي في دورته التاسعة عن فيلمه “أحمر شفاه” , فيما فاز “قطن ” بالجائزة الكبرى لمهرجان “ابن جرير” لسينما الواقع والقيم الكونية الذي يقام سنويا في المغرب.
وما يميز الفيلمين أنهما صامتين ، وبرع المخرج في إيصال فكرته بدون حوار ، وهذه الميزة جعلت الفيلم مفهوماً في أي بلد يحل عليه فهو يستخدم لغة سينمائية يفهما الجميع .
فيلم “أحمر شفاه” هو سادس أفلام هذا المخرج ، وتدور أحداثه في صف مدرسي ، ويتناول فيه المخرج انعكاس الطبقية على المجمتع ،بطريقة شفافة جداً ، من خلال فتيان في عمر المراهقة ، ويركّز على فتى يشغله الفقر عن إهتمامات المراهقين ، وتغيراتهم الفسيولوجية ، فيطيل النظر الى حذاء صديقه الجديد بشكل متكرّر يجعل مُدرّسة الأحياء “التي تتناول موضوع الجهاز التناسلي للإنسان” في درسها تعتقد أنه ينظر إليها نظرة غير بريئة “لأنه ينظر الى الأسفل كلّما مرت بقربه” لتتطور هذه المفارقة فيما بعد، لكن المُدرسة تكتشف الأمر ، في النهاية ،عندما ترى إنّ هذا الفتى رسم علامة الحذاء “nike نايك” على حذائه الرخيص باستخدام أحمر الشفاه الخاص بها ، أما فيلم لؤي الآخر”قطن” فهو فيلمه السابع ، ويتناول لحظة مفصلية في حياة راعية أغنام تُفاجأ بدخولها مرحلة النضج ،لأول مرة ، في حياتها بالعراء ، فتستخدم قطنا يتطاير من نعش أحد الموتى ،فالمخرج هنا يسخدم مفارقة اُخرى لكن بين الحياة ،والموت هذه المرة ،والفيلم مستوحى من قصة للكاتب إبراهيم أحمد .
حصل المخرج عن “قطن” على جائزة أفضل مخرج خليجي في مهرجان الخليج السينمائي ، وشارك في مهرجانات كثيرة منها: مهرجان دبي السينمائي ٢٠١٣،ومهرجان وهران السينمائي بالجزائر، ومهرجان بحر السينما في ايطاليا، ومهرجان مسقط السينمائي ، فضلاً عن المشاركة في مهرجان كليرمون فيران في فرنسا الذي يعتبر (كان) الأفلام القصيرة في العالم”.
.وأعرب لؤي فاضل عن فرحه الغامر بفوز فيلميه ،خصوصاً فيلم “أحمر شفاه” ،مؤكداً لأثير “إن المسابقة الرسميّة لهذا المهرجان ضّمت أفلاما كبيرة ، وإنتاجاً مشتركاً للعديد من دول الشرق الأوسط، وهذه الجائزة مهمة جداً بالنسبة لي، لأنها أول جائزة عالمية أتقلّدها”، كما أوضح لؤي إنه ” يهوى دخول تحدي الفيلم الصامت ليقول أشياء كثيرة” كما إنه “يوظف مفارقات ومشاكل معقدة ، وخطيرة في المجتمع من خلال قصص بسيطة كالغنى ،والفقر ،والموت ،والحياة ، وهذه المفردات تستفزّ عقل المشاهد للتفكير” ، فيما عبّر عن أزمة المخرج العراقي بقوله “لدينا إمكانات وخيال سينمائي كبير ، لكن تبقى المشكلة في الإنتاج ، ففيلم “قطن” مثلاً تم إنتاجه من قبل برنامج إنجاز الذي يشرف عليه مهرجان دبي السينمائي ،وهذا شكَّل لي دعماً كبيراً ، ولولا هذا البرنامج ، لكان من الصعوبة إنجاز هذا الفيلم ، لدي ولدى الكثيرون أفكار ، لكن كيف سننجزها بدون دعم”
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC