بعد أن حصل على الخنجر الذهبي في مهرجان مسقط السينمائي الدولي في دورته الثامنة ،يستمر الفيلم العراقي القصير “بغداد ميسي” للمخرج “سهيم عمر” خليفة باعتلاء منصات التتويج في المهرجانات الدولية المهمة ، وهذه المرة حصد الفيلم جائزتين في الدورة الخامسة عشر من مهرجان الفيلم القصير الذي يقام سنوياً في المانيا ،وعرض المهرجان خلال أيامه السبعة مجموعة كبيرة من الأفلام ، تم حصر المنافسة فيها على ثلاثة أفلام ، أحدها كان فيلم “بغداد ميسي” الذي فاز بجائزة أفضل فيلم قصير، فضلاً عن جائزة لجنة التحكيم الخاصة ، الفيلم يتحدث عن الطفل المعاق صاحب الساق الواحدة “حمودي” الذي يهوى كرة القدم ،ويشجع نادي برشونة ، حاملاً إسم اللاعب”ميسي” حباً به , يمنعه أصدقاؤه من اللعب بسبب عطل جهاز التلفزيون في بيته ،حيث يتقبّلون إعاقته ،ويسمحون له باللعب معهم، لعدم إمتلاكهم لتلفزيونات في بيوتهم ، وهذا يدفع الطفل “حمودي” الى الإلحاح على أبيه للذهاب إلى المدينة ، لإصلاح جهازهم لمشاهدة المباريات ، لكن يحدث إطلاق نار أثناء ذهابهما ، فيصاب الأب ، ويعود “حمودي” بالتلفزيون تاركاً جثة أبيه في المكان ليخبر اُمه “أثناء المباراة” عن مصير الأب ، وفي الوقت الذي أعرب فيه مخرج الفيلم عن فرحه بهذا الفوز أوضح أنه فوجئ بالنتيجة أيضاً ، فمن النادر أن يفوز فيلم قصير بجائزتين في مهرجان واحد، وهذه المرة الأولى التي تحصل معه ، وعن طبيعة أفلامه صرح سهيم لأثير ” اُركز في أفلامي على الطفولة لما عانت هذه الفئة العمرية من اضطهاد في العراق وحرمانها من أبسط حقوقها فيه ، وأعتقد أن سبب فوزي بهذه الجوائز لتناولي هذا الموضوع المهم باسلوب سلس”، وعن مشاركات الفيلم في المهرجانات قال “شارك الفيلم لحد الآن في 125 مهرجان دولي، وحصل على36 جائزة ،وهذا رقم قياسي وهي تحصل لأول مرة أن يفوز فيلم عراقي بهذا العدد الكبير من الجوائز ” مؤكداً أن “هذا شرف عظيم لي وللعراق، خصوصاً أن الفيلم حصل على الجائزة الأولى لمهرجان برمودا الأمريكي وهذه الجائزة مؤشر على ترشيح الفيلم الى الأوسكار على فئة الفيلم القصير ،وهذا سيشكل حدثاً كبيراً للسينما في العراق”.
ومن الجوائز التي حصل عليها الفيلم ايضاً جائزة أفضل فيلم من مهرجان بروكسل، وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الفيلم القصير في مرسيليا “فرنسا” ، وأفضل فيلم قصير في مهرجان الأسكندرية، والجائزة الفضية في مهرجان بيروت السينمائي .
يُذكر أن المخرج سبق أن أخرج فيلمه “أرض الأبطال” الذي يتناول موضوع حرمان الطفل العراقي من أفلام الرسوم المتحركة في التلفزيون العراقي في الثمانينات لإنشغاله بأخبار الحرب ، وتمجيد حاكمه في تلك الحقبة، مايجعل الطفل يجنح للعنف لما يشاهده من قتل وعنف، وحصل المخرج عن هذا الفيلم على أكثر من 24 جائزة من مهرجانات عالمية أهمها جائزة قسم “أجيال” في مهرجان برلين السينمائي .
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC