أثير – سيف المعولي
يعد التدريب الوظيفي نوعٌا من التأهيل المعرفي والعملي الذي تقوم به المؤسّسات لتطوير الأداء الوظيفي وتحسينه لدى موظفيها.خصوصا في هذا العصر المتسارع الذي يسعى فيه كثيرٌ من المؤسّسات بشتى مجالاتها إلى تطبيق الجودة الشّاملة الّتي تقتضي التّطوير والتّحسين المستدام للأداء والخدمات. حول التدريب الوظيفي وأهميته ومدى الحاجة إليه استطلعت” أثير ” آراء عدد من العاملين في القطاعين العام والخاص.
حيث يقول عبدالله البهلاني وهو موظف في جامعة خاصة :” لا ريب أن التدريب الوظيفي ركنٌ ركينٌ من أركان الجودة الشاملة؛ لأنّ ثروة أي مؤسّسة تكمن في مواردها البشريّة، ولاستخراج هذه الثروة وإنمائها لا بد من الاتجاه إلى التدريب والتأهيل والتطوير لها ” .
وحول فائدة التدريب يضيف البهلاني :” فائدة التدريب تعود على جانبين هما: المؤسّسة، والفرد، ثم يكون النفع الأكبر للمجتمع المستفيد من تلك المؤسّسة.” موضحا في معرض رده :” تكمن فائدة المؤسسة من ذلك في تحسين أدائها وتطوير خدماتها التي تقدمها للناس؛ وذلك من خلال التغذية الرّاجعة الّتي سيعود بها الموظّف المتدرّب. كما أنها ستكسب ثقة موظفيها بها، ويزيد مستوى ولائهم لها، وبذلك تكون قد طبقت قيم المهنة. أما فائدة الموظفين من التدريب ففائدة معرفية وعملية ومادية؛ معرفية بتوسيع المدارك العقلية لديهم، وإنماء فكرهم فالفكرة هي بداية الطريق للنجاح. والتدريب يزيد من فائدة الموظف المادية فهذا يرفعه ويرقّي منزلته في مؤسّسته.”.
أما بدر السليماني وهو طالب في جامعة السلطان قابوس ومتدرب في عدة مؤسسات حكومية وخاصة فيقول حول التدريب الوظيفي:” هو التدريب الذي يتلقاه الشخص المتوقع لملء شاغر وظيفي في مؤسسة ما قبل البدء الفعلي في تأديته لوظيفته او هو الذي يتلقاه أثناء قيامه بوظيفته لأجل الارتقاء بمستواه “ويضيف السليماني في سياق كلامه :” التدريب الوظيفي ينمي مهارات وقدرات الموظف في عمله الجديد فلكل وظيفة مهارة خاصة بها لا يمكن إتقانها بالدراسة أو التلقين النظري بل بالتطبيق والممارسة” وبالحديث عن هدف المؤسسات من تدريب موظفيها يوضح بدر :” تسعى المؤسسات للتدريب كي تقوم بواجبها نحو موظفها أولا وكذلك لكسب رضا الزبون وتحقيق الفائدة المالية عن طريق تقديم الخدمة من موظف محنك ومدرب بشكل كاف”.
وبسؤال حول الفرق في التدريب بين القطاعين الحكومي والخاص يجيب السليماني :” القطاع الحكومي يقوم بالتدريب في بداية المشوار ومع الزمن تقل مهارة وإنتاجية الموظف للأسف أما القطاع الخاص فأقولها وكلي ثقة بأن بعض المؤسسات تنمي مهارات الشخص باستمرار وما نجاح بعض الاشخاص في القطاع الخاص وتحركهم من شركة الى أخرى إلا دليل على تنامي مهارات الموظف في القطاع الخاص”
ويضيف في سياق إجابته :” جوابي ناتج من تدريبي في عدة مؤسسات حكومية و خاصة سواء في داخل السلطنة أو خارجها “
ويضيف سلطان الخروصي على كلام البهلاني والسليماني وهو موظف حكومي :” بأن التدريب الوظيفي معني بدرجة كبيرة في تطوير الجوانب الفنية والمهارية والنفسية للموظف، وتكمن فائدته في رفع سقف الانتاج المهني بجودة وإتقان رفيع؛ ولذا نجد أن كثيرا من المؤسسات تسعى جاهدة إلى خلق أكبر فرص لتدريب موظفيها ليكونوا على قدر كبير من الوعي الوظيفي المتضلع بماهية الواجبات والحقوق بما ينفع المؤسسة والمجتمع ”
وحول جوانب التطوير في البرامج التدريبية يوضح الخروصي :” لابد من تقديم جرعات تطويرية وتجديدية لمثل تلك البرامج التدريبية كربطها بواقع الموظف وبيئته المحيطة، وربطها بالأحداث الجارية ومستجدات العصر” مضيفا في معرض توضيحه :” في رأيي أن مظاهر التطوير التدريبي في القطاع الخاص أكثر من القطاع الحكومي؛ وقد نعزو سبب ذلك إلى وجود محددات وضوابط ومعايير تعتمدها مؤسسات القطاع الخاص يفتقدها القطاع الحكومي.”