على مدى يومي الخميس والسبت الماضيين احتضنت دار الاوبرا السلطانية مسقط اكثر عروض الاوبرا طلبا بين الجمهور وهي أوبرا “روسالكا” للكاتب التشيكي أنطونين دفورجاك ومن اخراج المخرج المسرحي فلاديمير مورافيك وقائد الأوركسترا ياكوب كليتسكر، والتي قدمها دار أوبرا يانشيك التابعة للمسرح الوطني في برنو بالتشيك، حيث تروي قصة رومانسية عن التضحية والخيانة والغفران.
وتدور بداية احداث القصة في ثلاثة فصول، حيث يستطع القمر في الفصل الاول على بحيرة في غابة جرداء وتنعكس أشعته على المياه المتلألئة. تركض الحوريات بمكر في الغابة وتلهون حول جني الماء. هناك حورية ماء تدعى “روسالكا” تجلس حزينة لأنها وقعت في غرام أمير يتردد كثيراً على البحيرة. تتمنى أن تصبح آدمية وتحلم بامتلاك روح بشرية لتستطيع أن تكون قريبة من أميرها. يحذرها جني الماء من الأمور الدنيوية لأنه يعلم جيداً أن الحب الآدمي لا يدوم للأبد. لكن “روسالكا” مصممة وعاقدة العزم، فيرسلها جني الماء إلى الساحرة لأنها هي الوحيدة التي تستطيع مساعدتها. توافق الساحرة على تحويل “روسالكا” إلى فتاة لكن الثمن غالٍ؛ ففي صورتها الآدمية لن تستطيع الكلام، وإذا لم تتمكن من الاحتفاظ بحب الأمير فستظل شعلة وهج هائمة للأبد. يصل الأمير إلى البحيرة وقت الفجر، فيجد “روسالكا” ويسحره جمالها الأخاذ لدرجة إنه يصطحبها معه إلى قصره.
أما الفصل الثاني فجرى العمل في القصر على قدم وساق استعداداً لزواج الأمير من “روسالكا”. ثم تصل أميرة مجهولة ويخضع الأمير لطبيعتها المثيرة والحسية، التي تختلف تماماً عن جمال “روسالكا” الهادئ، فيبدأ في التودد إليها. تخشى “روسالكا” على حبها وتهرع إلى جني الماء طلباً للنصيحة. فينصحها بالتمسك بحبها والقتال من أجله لكن الوقت فات. فقد وقع الأمير تماماً في سحر الأميرة الغريبة وتناسى “روسالكا”. ويتعهد جني الماء بالانتقام.
وفي الفصل الثالث تعود “روسالكا” إلى موطنها في البحيرة بعد أن أصبحت شعلة وهج هائمة تغوي عابري السبيل للقدوم إلى المستنقع. تعرض الساحرة عليها مخرجاً، إذا استطاعت أن تقتل الشخص الذي تسبب لها في كل هذا الألم فستعود حورية مرة أخرى. بالطبع ترفض “روسالكا” لأنها ما زالت مغرمة بالأمير الذي لم يكن سعيداً أيضاً. فسرعان ما زال سحر الأميرة وبدأ الأمير يهيم على وجهه بلا هدى حول القصر بحثاً عن حبه الضائع. يعود إلى البحيرة وينادي على “روسالكا”. فتظهر أمامه وتحذره أن قبلتها ستعني موته. لا يستطيع الأمير الحياة بدونها، فيلقي نفسه بين أحضانها القاتلة.
فلاديمير مورافيك
المخرج المسرحي
تخرج فلاديمير مورافيك في أكاديمية يناتشيك للموسيقى والفنون الأدائية في برنو وتخصص في الإخراج الدرامي. عمل بين عامي 1989 و1995 في مسرح “جوس أون سترينج” حيث شارك في إخراج عدة مسرحيات. بداية من عام 1995، يشغل فلاديمير منصب المدير الفني لمسرح “كليسبيرا” في هراديتس كرالوفا (حيث قدم مجموعة من أعمال تشيكوف وشكسبير على سبيل المثال لا الحصر). حصل مسرح “كليسبيرا” تحت إدارته الفنية على لقب “مسرح العام” أربع مرات. كما تعاون مع المسرح الوطني في براغ، والمسرح الوطني في براتيسلافا، ومسرح “فينوراد” ودار أوبرا “يوتبوري” في السويد. عاد فلاديمير منذ خمس سنوات إلى برنو وإلى مسرح “جوس أون سترينج”، وتضمنت أشهر أعماله “مائة عام من كوبرا” (رباعية مأخوذة من روايات المؤلف الشهير دوستويفسكي: “الجريمة والعقاب” و”الأحمق” و”الشياطين” و”الأخوة كرامازوف”) و”انحراف في بوهيميا” (ميلوش فورمان: “حب امرأة شقراء” وفاتسلاف هافيل: “سيرك هافيل”). تم ترشيح فلاديمير عدة مرات لنيل جائزة “ألفريد رادوك”. بوصفه مخرجاً تلفزيونياً، قدم عشرات الأفلام الوثائقية من إنتاج التلفزيون التشيكي وأحد عشر تسجيلاً لأشهر مسرحياته. في عام 2003 تعاون مع يان بودار في كتابة النص لفيلم “سأم في برنو” الذي فاز بخمس جوائز “الأسد التشيكي”. ستكون أوبرا “روسالكا” أول تعاون بين فلاديمير مورافيك ودار أوبرا “يناتشيك” التابعة للمسرح الوطني في برنو.
ياكوب كليتسكر
قائد الأوركسترا
يعد ياكوب كليتسكر (1982) واحداً من أبرز قادة الأوركسترا التشيكيين في عالمنا المعاصر. عقب دراسة قيادة الأوركسترا في معهد موسيقى برنو وأكاديمية براغ للموسيقى في صف يري بيلولافيك وتوماس كوتنيك، بدأ العمل مع المسرح الوطني في برنو عام 2004. بداية من موسم 2013- 2014 شغل منصب قائد الأوركسترا الرئيسي في دار أوبرا “يناتشيك” التابعة للمسرح الوطني في برنو، ويضطلع بمهام قيادة العروض الأولى لأوبرا “الهولندي الطائر” لفاجنر وأوبرا “الدم البولندي” لنيدبال. يعود هذا الموسم إلى مسرح “مورافيان سيليسيان” في أوسترافا كقائد أوركسترا ضيف في العرض الأول لباليه “السلفيدة” لهيرمان سيفيرين لوفنسكيول. خلال المواسم السابقة قاد المايسترو على ذلك المسرح العروض الأولى لأوبرا “ساركا” لليوش يناتشيك وأوبرا “أريادنا” لبهوسلاف مارتينو، وأوبرا “تقدم الخليع” لإيجور سترافينسكي. وفي يناير 2013 ظهر المايسترو لأول مرة على مسرح مدينة نورنبيرج ليقود أوبرا “عايدة” لجوسيبي فيردي، وفي مارس من نفس العام وقف على خشبة المسرح الوطني في براغ ليقود أوبرا “كارمن” لبيزيه.
علاوة على ذلك، يشمل سجل أعماله الأوبرالية الواسع أعمالاً مثل “مارتا”، و”إيدومينيو”، و”زواج فيجارو”، و”نابوكو”، و”ريجوليتو”، و”توراندوت”، و”حلم ليلة صيف” لبنجامين بريتن، و”سندريلا” لجواكينو روسيني، و”الجميلة والوحش” لفيليب جلاس، فضلاً عن الأوبرات التشيكية الشهيرة “روسالكا” لأنطونين دفورجاك، و”عروس بالمقايضة” و”قوات براندنبيرجر في بوهيميا” لسميتانا، و”الثعلبة المشاكسة الماكرة” و”يانوفا” و”القدر” لليوش يناتشيك، و”جولييت” لبهوسلاف مارتينو. كما يضم سجل أعماله قيادة باليهات “سبارتاكوس”، و”كسارة البندق”، و”مطبخ ريفو”، و”رحلة طيران مغامرة”، و”كوبيليا من مونمارت”.
المايسترو ياكوب كليتسكر معتاد على تقديم حفلات كقائد ضيف مع أهم فرق الأوركسترا التشيكية بما في ذلك أوركسترا راديو براغ السيمفوني، وأوركسترا براغ السيمفوني، وأوركسترا براغ الفيلهارمونية، وأوركسترا برنو الفيلهارمونية، وأوركسترا مورافيان الفيلهارمونية في أولوموتس، وأوركسترا “بهوسلاف مارتينو” الفيلهارمونية، وأوركسترا يناتشيك الفيلهارمونية في أوسترافا، وأوركسترا هراديتس كرالوفا الفيلهارمونية، وأوركسترا الحجرة الفيلهارمونية في باردوبيتسه. كما قدم المايسترو عروضه في أوديني (إيطاليا)، وفي ألمانيا بمصاحبة أوركسترا يينر الفيلهارمونية، ثم سافر إلى اليابان مع أوركسترا برنو الفيلهارمونية عامي 2007 و2009. أخذته أعماله الأخرى إلى مهرجان موسيقى الربيع الدولي في براغ، ومهرجان موسيقى “بيتر دفورسكي” الدولي، ومهرجان برنو العالمي في يناتشيك، ومهرجان موسيقى “راينجاو” (في ألمانيا). قام بإعداد أوبرا الحجرة “الزواج” لبهوسلاف مارتينو (العرض المسرحي الأول للنسخة الإنجليزية الأصلية) وأوبرا “جان دارك على الوتد” لآرثر أونيجر للعرض في مهرجان موسيقى برنو الدولي.
منذ عام 2006، يشغل ياكوب كليتسكر منصب القائد الفني ومدرب الجوقة الرئيسي لجوقة الأطفال “كانتيلينا” التي فازت في العديد من مسابقات الجوقة الدولية (مسابقة “نيربلت” عام 2006، و”جراتس” عام 2008، و”جوريتسيا” عام 2011، و”ويلز” عام 2013).
محاضرة تثقيفية قبل العرض:
قدمت دائرة التعليم والتواصل المجتمعي بقاعة الميدان بالدار محاضرة تثقيفية قبل العرض قدمها الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس الادارة للتعليم والتواصل المجتمعي بدار الاوبرا السلطانية مسقط هدفت إلى تعريف الحضور عن تاريخ واسلوب أوبرا دفورجاك “روسالكا”، وتطرقت بالشرح المفصل عن توظيف الأسطورة والتراجيديا الغنائية على المسرح ودور القومية اليوغسلافية في تشكيل اللون الموسيقي للمؤلف التشيكي.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC