مسقط – اثير
تدشن الرواية الجديدة للكاتبة هدى حمد “التي تعد السلالم” مساء الثلاثاء القادم برنامج الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لمراجعة وقراءة الكتب العمانية الصادرة حديثا.
وصدرت الرواية التي من المنتظر أن تحتفي بها الجمعية في مقرها بمرتفعات المطار عن دار الآداب اللبنانية، وهي نتاج مشاركة هدى حمد في محترف الكاتبة نجوى بركات.
وقالت إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أمس أن الجمعية أقرت برنامجا يستمر لمدة عامين يقدم قراءة نقدية في عدد من الكتب السردية والشعرية والتاريخية والسياسية يقدمها متخصصون بهدف إلقاء الضوء على النتائج الإبداعي والبحثي للكتاب العمانيين، وكذلك وضع تجاربهم على محك النقد المنهجي.
وكانت رواية “التي تعد السلالم” قد اختيرت من بين أفضل سبع روايات شاركت في محترف نجوى بركات الذي تبنته وزارة الثقافة البحرينية وتقدم له أكثر من 174 مشروعا روائيا.
وتقدم الباحثة منى السليمي ورقة نقدية بعنوان “الأشياء تعود إلى أماكنها في التي تعد السلالم” وكانت رواية هدى حمد الأولى قد حملت عنوان “الأشياء ليست في أماكنها”.
تدور أحداث رواية ” التي تعدُ السلالم” في مسقط بين “زهية” التي تعامل العاملات معاملة استعلائية، وتغيرهن كما تغير أحذيتها الثمينة وحقائبها الجلدية، ولكن عندما يلقي بها القدر لأول مرّة في علاقة جديدة مع عاملة إثيوبية، بعد أن كانت تستقدم الفلبينيات والإندونيسيات والسريلانكيات، تقع “زهية” في فخ أحلام العاملة الإثيوبية “فانيش” فلا تستطيع أن تتخلص منها.. فتنقل علاقة المرأة الصارمة الجادة كثيرة التذمر من عاملاتها، فتختل موازين القوة والضعف بينهما بسبب امرأة ثالثة ترغب بالانتحار، وعبر هذه الأخيرة الراغبة في الانتحار تتكشف أسرار “زهية” و”فانيش” معا وتتغير مواقع اللعبة بينهما. فيما كان “عامر” زوج “زهية” يكتب هو الآخر روايته عن زنجبار، عن أمه الإفريقية “بي سورا” التي لم يبقَ منها سوى “الليسو” مخبأ في خزانة والده غير القادر على نسيانها، وعبر هذه المرأة المنسية يتكشف تاريخ عماني مهمل، وقصص مرّت من دون أن ينتبه لها أحد.
وترى الباحثة منى السليمية التي ستقدم ورقتها حول الرواية أن الأشياء في رواية هدى حمد الجديدة تعود إلى أماكنها.. و”جعلت لها عاملة منزل تعيدها إلى أماكنها في بيت “زهية”، المرأة الموسوسة بالنظافة، التي تعيش حالة التناقضات الصغيرة بين ما تحب أن تفعل وما لا تجيد أن تصنع”.
والرواية حسب ما تذكر السليمية حافلة باليومي والعادي، “فالنص الروائي في العادة إذا غرق في اليومي والعادي توقف عن كونه روائيا، بيد أنه رغم ذلك، وعلى خلاف العادة، كان نصا تخييليا ينهض على الواقع الصرف لامرأة مثل “زهية” الأربعينية المتفرغة تماما إلا من مراقبة عاملات المنازل لتدخلهن إلى أضلاع المربع المرسوم لهن بعناية امرأة صارمة تعيش نظام حياة مليئة بالفوضى”.
هدى حمد تبني روايتها على حدّي الفوضى والنظام؛ فوضى النظام، ونظام الفوضى، تشتبك في إطاره ثلاث شخصيات رئيسة لا يجمعها أدنى احتمالات التقارب والشبه: زهية، وزوجها عامر، وعاملتها الأثيوبية “فانيش”.
ومن خلال “فانيش” تدخل هدى حمد قارئها في تفاصيل حياة عاملة منزل عبر فكرة سرقة دفتر المذكرات، ومنها إلى تفاصيل بيتها ومطبخها وسلالمه وجدرانه وألوانه، وحكايات الصديقات، وتفاصيل الكابوس الذي ينتقل بعدوى الإخبار ليحرف مسار السرد ويحوله – ويحول شخصية “زهية” معه – من إطار المربع إلى ممكنات الخروج منه.
ورقة السليمية ستفكك كل التراكيب والبنى اللغوية والحكائية التي اتكأت عليها رواية “التي تعد السلالم” ولذلك تبدو جديرة أن يدشن بها برنامج الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في قراءة النتائج الكتابي الصادر حديثا لأعضاء الجمعية.
ومن المنتظر أن يقام في نهاية الجلسة النقدية حفل توقيع للرواية التي لم يسعفها الزمن لتكون موجودة في معرض مسقط الدولي للكتاب.