ليالي المتاحف الأوروبية

باريس/ الطيب ولد العروسي

أحتفلت الكثير من  متاحف الدول الأوروبية يوم السبت 17 ماي بالطبعة العاشرة “لليالي المتاحف الأوروبية “، التي تهدف إلى  استقبال أكبر عدد الزوار والمهتمين مجانا، كونها تفتح أبوايها لاستقبالهم من الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل.

 شارك في هذه التظاهرة أكثر 1300 متحف في فرنسا عرفوا إقبالا  منقطع النظير، حيث قصد  متحف أورساي الباريس أكثر من  18 ألف زائر، شااهدوا خلالها أهم اللوحات المعروضة، من بينها  لوحة الفنان أوغيست رونوار “رقصة في المدينة” التي أبدعها عام 1883.

تجاوز عدد زوار مركز بومبيدو  22 ألف، تجولوا في أروقة متحفه للوقوف على لوحات أبدعها رسامون معاصرون من مختلف دول العالم.  كما افتتح متحف اللوفر أبوابه ليستقبل أكثر من 36 ألف زائر الذين وقفوا عند لوحات وتحف كثيرة من بينها “لوحة الجوكندا’.”وهكذا فمن متحف اللوفر يستطيع الزائر أن ينتقل إلى  قصر طوكيو، أو فرساي مرورا بمتحف الهجرة . إذ بلغ عدد  الأنشطة المبرمجة في هذه الليلة أكثر من 5،000 نشاط .

تجدر الإشارة إلى أن معظم المتاحف برمجت مجموعة من الأنشطة الثقافية مثل المحاضرات التي نظمت من قبل متخصصين أو عاملين في هذه المؤسسات.

أصبح هذا الموعد الثقافي عيد ينتظره الأوروبيون ليزوروا المتاحف الضغيرة أو المتوسطة أو الكبرى التي تفتخر بها بلدانهم، ويتعرفوا على ما تحتويه من كنوز ومن ثقافات، وتقرّب لهم أو تحرّضهم على زيارة المتاحف لاكتشاف النوادر المحفوظة في أروقتها. كما يقترح كل متحف مجموعة من الأنشطة المصاحبة لجلب أكبر عدد من الناس. كم هو رائع أن يتنافس الناس من أجل الفعل الثقافي ، وهو عمل مؤطر ومنظم تشترك في إحيائه مرة كل سنة وزارات الثقافة التي تعمل على دمقرطة الثقافة وجعلها متاحة لأكبر شريحة اجتماعية من الناس، فمتى تفعل وزاراتنا على بلورة مشاريع مماثلة لتتيح للإنسان العربي إمكانية الاطلاع على ما تختزنه متاحفنا ومؤسساتنا الثقافية؟ ومتى يصبح للفعل الثقافي مكانته الحقيقية وليس النظرية؟ .

الجدير بالذكر أن ليالى المتاحف الفرنسية جذبت هذه السنة  أكثر من 2  مليون زائر،  وكذلك الأمر بالنسبة لباقى الدول الأوروبية..

أنشأت هذه الفعالية في البداية للإحتفال بالمتاحف الفرنسية عام 1999 لتمتد فيما بعد إلى أوروبا، حيث ساهمت هذه السنة  45 دولة أوروبية في  إحياء هذه الليلة ،  من ظمنهم أوكرانيا، تركيا، سويسرا، بلجيكا، البرتغال. إسبانيا ..الغ.