كشفت مصادر دبلوماسية إن السفارات الاجنبية في بغداد وضعت في الانذار تحسبا من التطورات وسقوط بغداد واعدت خطط للاجلاء تركز على انتقال الادبلوماسيين الى مطارات بديلة اعدت لهذا الغرض داخل المنطقة الخضراء. ونصحت وزارة الخارجية التركية أمس رعاياها بمغادرة مناطق العراق المهددة مباشرة بالمعارك الدائرة بين مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام والجيش العراقي ومنها بغداد. وقالت الوزارة في برقية على موقعها الالكتروني نوصي بشدة مواطنينا وحرصا على سلامتهم بان يغادروا فورا الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى والانبار وبغداد حيث يحتدم النزاع والانفلات الامني، وعدم التوجه اليها .
وقلّل الباحث العراقي الدكتور علي ثويني من خطورة تهديدات “داعش” التي تتمركز في الموصل على بغداد وقال ” حري بالمجتمع العراقي أن يعي إن داعش لا يمكنها قطع الماء عن الوسط والجنوب، وهذا ما وعاه سركون الأكدي قبل حوالي أربعة آلاف واربعمائة عام خلت. لذا يبقى العراق نموذجا للدولة الجغرافية(جيوبوليتيك)، التي لايمكن أن تحكم من أجزائها، محركها يقع في سرتها، وليس موصلها أو بصرتها. وإن أراد أحدهم أن يوطد حكمه في بغداد، عليه بكسب النفوس وإسكات الأفواه في نينوى وبابل، المتخاصمتين على طول التأريخ. وهذا ما وعاه أبوجعفر العباسي، وعمل عليه ، فكانت بغداد لا دجلوية لنينوى ولا فراتية لبابل، فحدث التوازن، الذي هو حري بالإحياء والعظة ،على طول الأزمنة العراقية”
ووصف ما يحدث في الموصل بأنّه ” محض صراع بين فلول أخذت منها السلطة عنوة، بعدما كانوا مطمئنين لخلودها ، وأحزاب طائفية أعطاهم الأمريكان السلطة هدية لتكريس التناشر الإجتماعي وإشعال نار الحرب الأهلية. وبين المتناطحين يقبع شعب كامل مبتز وينحر كل يوم بشتى الحيل والأحابيل.فلم أسمع أن داعش قد تواجدت في العمارة او السماوة أوالبصرة وإنما بالموصل وتكريت والرمادي وديالى لوجود الحاظنة الإجتماعية المغرر بها لهم”
وأضاف” يعد جنوب العراق أكثر ثراء ومردود غلة وإجتماعا من شماله، وشكّل بيئة بابل وسومر، ولم يتقمص العدوانية والغطرسة في فطرته لكثرة غلته ونأيه عن البداوة المتربصة للعراق دائما. فلو رسمنا بيانيا درجة البداوة بحسب رأي الدكتور علي الوردي، فإن شمال غرب العراق يحمل أعلى درجاتها وجنوبه الشرقي اوطأها ، لقد كانت بيئة تكريت والموصل وكذلك الفرات الأعلى والرمادي دائما أفقر موردا للغلة، بحيث أمست مجتمعاتها متطلعة للدولة والسلطة،ومصدر شحنها بالموظفين وضباط الجيش، فلقد كان أهل الموصل الوحيدين من أهل العراق الذين انسجموا مع العثمانيين وكسبوا الحضوة ،فكان جل الضباط العثمانيين منهم، ثم أودعت تلك الطاقة العسكرية المسترسلة من الطبيعة البشرية للبيئة الآشورية،صلب الدولة العراقية ، فكسبت واكتسبت، حتى اختلط الأمر لدى البعض من طبيعة السلطة الملكية ورجالاتها، بحيث إنها بدت وكانها عثمانية، بسبب وجود نفس أولاد وأحفاد الإنكشارية وموظفي وضباط الموصل السابقين اللاحقين”
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC