في كل مرة تتعرض فيها السلطنة لحالة مدارية يكثر اللغط والأقاويل حولها ورغم الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية في متابعة هذه الحالات إلا أن الملاحظ أن هناك اهتزازا في الثقة بهذه الجهات نظرا لما يثار في برامج ومواقع التواصل الاجتماعي وما يصدره البعض من تشكيك في التصريحات والأخبار التي تخرج من هذه الجهات.
” أثير ” تستطلع آراء الشارع العماني حول ثقتهم بالأرصاد العمانية في متابعة الحالات المدارية والسبب في كثرة الاقاويل حول هذه الحالات المدارية قبل التأكد منها وأثر كثرة المتابعين والمتنبئين بأحوال الطقس في زيادة الإشاعات و الحلول المناسبة لتوحيد الجهود بين الارصاد العمانية والجهود الفردية للخروج برؤية واحدة بعيدا عن الإشاعات وحتى يكون المتابع واثقا بكل ما يعرض عليه.
يقول سعيد البطاشي حول الأرصاد العمانية:” نعم أثق في جهود الأرصاد العمانية ﻻنهم مجتهدون في متابعة الحالة وبين الحين والآخر يعطونا تقريرا عن الحالة وهذا يدل على الاهتمام المتميز منهم “
ويضيف عليه أحمد المعمري قائلا:” بالنسبة لي أعتمد اعتمادا كليا على الأرصاد الجوية كجهة أستمد منها اخبار الطقس خصوصا إذا ما كانت هنالك حالة جوية او ظروف استثنائية تمر بالسلطنة وتولدت لدي هذه الثقة في الارصاد الجوية من ثقتي بالاشخاص العاملين بها الذين يتسم طرحهم بالشفافية والمصداقية بعيدا عن التهويل او التهوين”
ويوافقهما الرأي مسعود السعدي بقوله :” نعم هناك ثقة لدي في جهود الأرصاد العمانية في متابعة الحالات المدارية وجهودهم لا تخفى على ذي لب “
ويعزز رأيهم الصحفي زاهر العبري حيث يقول :” للأرصاد الجوية العمانية تجربتها التي عززت عبرها ثقة الشارع العماني..من ذلك كان لتجربة “التأني” في الرصد و “الشفافية” في إعلان البيانات البعيدة عن “التهويل” حضورها الجيد على المتلقي مع تعدد الحالات المدارية التي تتأثر بها عمان”
أما ناصر العامري ” الليدر” فثقته في الأرصاد نسبية موضحا ذلك بقوله:” أثق في الارصاد العمانية ولكن بشكل نسبي بسبب ان تنبؤاتهم مجرد قراءة للخرائط حيث يستطيع أي مثقف تتبع مسار الحالة الجوية من خلالها”
ويخالف ناصر السالمي ” الحفيد” كل الآراء التي تثق بالأرصاد العمانية قائلا ” لا أثق في الارصاد العمانية.بسبب ان قراءتهم وتنبؤاتهم للطقس تكون قريبة المدى. وعملهم مجرد قراءة خرائط وتوقعاتهم تأتي متأخرة فمثلا الموديل ألامريكي توقع بتكون هذه الحالة بفترة طويلة قبل الأرصاد العمانية مع توقع مسارها”
وعن السبب في كثرة الأقاويل التي تثار حول هذه الحالات المدارية قبل التأكد منها يوضح بدر المالكي :” إن كثر التطلع على الشبكة العالمية هو السبب الرئيسي في كثرة الأقاويل فوجود أرصاد عالمية تحذر منذ فترة طويلة على وجود حالة مدارية تقترب من السواحل العمانية من جهة و نفي ما يتداول مثل هذه الأخبار من قبل الأرصاد العمانية من جهة أخرى هو ما يشتت الفكر لدى المواطنين ثم يتضح في آخر المطاف وجود حالة مدارية فعلا” ويضيف عليه مسعود السعدي :” تكثر الأقاويل بسبب الفضول الذي يدفع الناس حول معرفة ما يجري في هذا البحر وبخاصة بعد التجارب التي مروا بها في الأنواء المناخية السابقة وهو فضول إيجابي إذا قنن بطريقة منظمة واستشف الناس المعلومة من الجهات المعنية المختصة” أما أحمد المعولي فيرى أن الأرصاد سبب في كثرة الأقاويل حيث يقول:” تكثر الأقاويل لأن الأرصاد دائما لا تتسرع في تشخيصها ورصدها للحالات، فهي مسؤولة وكل رصد تتخذه لابد أن تتحمل تبعاته، وقد يكون السبب هو فشل (طبيعي) في التعامل مع حالات معينة، وهذا يرجع لعدم فهم العامة لطبيعة الطقس وتقلباته فهي معطيات متغيرة حتى ولو لفترة قصيرة” .
ويضيف الصحفي زاهر العبري حول سبب كثرة الأقاويل عن الحالات المدارية بقوله :” الأمر الذي أربك كل ذلك وأدى إلى انتشار الإشاعات والأقاويل هو انتشار المواقع الإلكترونية المتخصصة في الطقس ،هذه المواقع وإن كانت بها من الكفاءات العمانية التي يمكن الاعتماد عليها في متابعة الطقس..لكنها في بعض الأحيان تؤدي إلى اختلال الصورة المراد توصيلها للمتلقي من الجهة الرسمية” ويوضح أحمد الرواحي السبب في رأيه قائلا:” من وجهه نظري أرى بأن تطور وسائل التواصل الاجتماعي وعدم القدرة على التحكم في المادة المعروضة فيها قد ساهما بشكل كبير في انتشار الكثير من الاشاعات وتهويلها”
وبالحديث عن كثرة المتابعين والمتنبئين بأحوال الطقس وأثر ذلك في الأقاويل التي تثار أوضح سعيد البطاشي رأيه قائلا:” زيادة عدد المتنبئين سبب رئيسي في زيادة الإشاعات بشكل كبير” ويوافقه الرأي ناصر العامري بقوله :” نعم هم سبب في الإشاعات وبخاصة إذا كان اعتمادهم فقط على قراءة الخرائط دون العلم بأحوال الطقس” أما أحمد المعمري فيوضح رأيه في كثرة المتنبئين بالقول :” بلا شك أن للتطور التقني وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي إسهاما في رواج هؤلاء المتنبئين حيث اصبح لهم متابعون. وهم قد يصيبون في تحليلاتهم لكنها تبقى اجتهادات غير مأمونة المصداقية نظرا لاعتمادها على ما يتم تداوله وما يرد من هنا وهناك.. فتصدر بيانات (إشاعات) لا تحمل أدنى مسؤولية لعواقب الأمور”
ويرى مسعود السعدي:” أن المشكلة ليست في المتنبئين والهواة ومتابعي الطقس اذا يملكون قدرا كافياً من مهارة التحليل والمتابعة والاستنتاج بقدر ما تكمن هذه المشكلة في المتلقي والمتابع وطريقة فهمه لعوامل الطقس وبخاصة إذا كان قليل المعرفة بها او جديدا في هذا المجال ومهما يكن من أمر فظهور نخبة من المتابعين الجيدين هو شيء إيجابي “
ويوافقه الرأي ناصر السالمي الذي يقول ” زيادة عدد المثقفين بهذا المجال هو أمر إيجابي وذلك لاطلاع الناس بكل جديد وعدم اعتمادهم على مصدر واحد”
وبسؤال لـ ” أثير” عن الحلول لتوحيد الجهود بين الأرصاد العمانية والجهود الفردية للخروج برؤية واحدة بعيدا عن الإشاعات أجاب الصحفي زاهر العبري:” هنا يمكننا التداخل مع فكرة “المتحدث الرسمي” التي يطالب بها الشارع العماني.. هذا المتحدث _إن صح معناه_ حضر في الأرصاد العمانية وتمثّل في أكثر من شخص وصورة..وذلك عزز مبدأ الشفافية في التعامل” مضيفا في سياق حديثه عن الحلول :” من الجيد أن تشرع الأرصاد الجوية العمانية في التنسيق مع هذه المواقع عبر فتح قسم خاص لها داخلها لتعزيز التنسيق كذلك يمكن الاستفادة من الكفاءات الموجودة في مواقع الهواة واحتضانها لتجويد الأداء مستقبلا..وقبل ذلك وجب الشروع في عقد ندوات ومحاضرات في المدارس والجامعات وغيرها من الأماكن لترسيخ فكرة الاعتماد على الأرصاد العمانية كمصدر رئيس للمعلومة”
ويقترح أحمد المعمري :” بأن تشكل جمعية لهواة الطقس تحتوي كل المتنبئين وتتاح لهم فرص التعرف على أسس التحليل العلمي من خلال دورات يقدمها متخصصون في المجال”
ويرى مسعود السعدي :” أن هناك كثيرا من الحلول فمثلاً يجب على الشخص الذي لا يملك الخبرة الكافية بأمور الطقس أن يستقي المعلومة من الجهات المعنية. و على الأرصاد الجوية إصدار موديل خاص لمتابعة الطقس والمناخ بدل الاعتماد على موديلات أخرى تؤدي إلى اهتزاز الثقة فيها أما الهواة والمتنبئون فعليهم مراعاة الشارع العماني فيما يصدروه من تقارير وعليهم النظر في تقارير الأرصاد الجوية”
ويضيف عليهم سعيد البطاشي بقوله :” من الحلول التثقيف عن طريق وسائل الإعلام وعمل ندوات بالمدارس والكليات والمعاهد ومؤسسات الخدمات المدنية” أما بدر المالكي فيقول أن الحل هو :” الاعتراف بأي حالة مدارية سواء كانت بعيدة أم قريبة عن السواحل العمانية و عدم نفي ما يتداول في الشبكة العالمية لأرصاد عالمية ذات خبرة في هذا المجال مع طمأنة المواطنين ودعوتهم إلى عدم تهويل الموضوع”
ويوضح ناصر العامري بأن :” توحيد الرأي بين الأرصاد والمتنبئين فيه نوع من الصعوبة بسبب توافر وسائل تواصل اجتماعية كثيرة” مضيفا :” أن المهم هنا هو ارشاد المجتمع في اختيار المصادر الموثوقة وعدم الانجرار خلف الشائعات” ويضيف عليه ناصر السالمي الذي اشترط شرطا لتوحيد الجهود :” قبل ان نوحد الرأي بين العاملين في الارصاد الجوية والجهود الفردية لابد ان تكون هناك معايير واضحة للجميع حتى يستند عليها كل باحث مناخي وبالتالي يتقلص التباين في النتائج بين الباحثين وهذا بدوره يقلل بشكل كبير من انتشار الشائعات” .
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC