تحقيق – سيف المعولي
يقترب شهر رمضان المبارك وتقترب معه الأمنيات بألا تشهد الأسواق ارتفاعا في المواد الاستهلاكية في هذا الشهر الفضيل خصوصا مع اندفاع الناس الى الشراء معتقدين أنه شهر للتفنن في الوجبات الغذائية بعد صيام يوم يطول فيه نهاره على ليله…
الاستهلاك الغذائي في رمضان هل له علاقة بارتفاع الأسعار؟ وكيف يتم الحد منه وجعله وفق النسب المعقولة ؟ و ما الذي ينتظره المستهلك من الجهات المعنية للحفاظ على الأسعار والجهات الأخرى المختصة بالتوعية بأنه شهر للعبادة وليس للأكل؟
هذه الأسئلة بحثت عن إجاباتها ” أثير” من خلال التواصل مع عدد من الجمهور العماني.
يقول بدر الهادي حول استهلاك الناس في رمضان :” مع اقتراب هذا الشهر الفضيل نجد حالة من الاستنفار لا نجدها إلا به ولكنها حالة لو وظفت التوظيف الأريب وفق أسس مدروسة لما تحدثت عنها وفندها المفندون فهي حالة تشد الأنظار وتكثر حولها التساؤلات ما منبعها وكيف وصلت إلى ماوصلت إليه وكيف استفحلت في أوساط مجتمعنا الاسلامي وكيف تعاظمت ألا وهي التخمة الاستهلاكية أو نسميها إن صح التعبير الشراء اللاوعي للمواد الاستهلاكية الذي يصل في تقدير المحللين الاقتصاديين الذروة الاستهلاكية فما يستهلك في أربعة أشهر تستهلكه الأسرة في شهر رمضان وهذا ما أسميه سوء التخطيط” ويوضح الهادي دأسباب ما سماه سوء التخطيط قائلا :” هناك عدة عوامل تسبب سوء التخطيط بيد أن العامل النفسي قد يتدخل في كثير من التصرفات الخاطئة بالشراء منها: العادات والتقاليد الخاطئة غير المدروسة في الاستهلاك
و الاسراف الغذائي الذي نطلق عليه مرض الشراء الاندفاعي أو التخمة الشرائية وإغراق الأسواق بأصناف الطعام التي تستلذ لها البطون الجائعة طيلة النهار و غياب الوعي الديني حول قيمة الشهر الفضيل بكونه مدرسة الصبر والتحمل ونسيان هذه القيمة و الدعاية الاعلامية المنمقة للسلع بمختلف أنواعها والتي تجذب الأفراد نحو شرائها”
مؤكدا في سياق حديثه عن أسباب سوء التخطيط :” هذه العوامل كفيلة برفع الأسعار من قبل التجار ورفعها إلى الضعف لعلمهم بأن المستهلكين لها سيزيد طلبهم عليها لكونهم يسعون إلى تغطية متطلبات هذا الشهر من المواد الغذائية”
ويضيف على كلامه سعادة سعيد الغزيلي عضو مجلس الشورى بالقول :” الاستهلاك الغذائي في شهر رمضان المبارك للأسف الشديد سيشهد ارتفاعا خصوصا في الأصناف الرئيسية التي تستهلك في شهر رمضان المبارك بكثرة وهذا بدوره سيعمل على رفع الأسعار و مع أن شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والاقتصاد في الاستهلاك لكن للأسف أصبح رمضان شهرا يتفنن فيه بأنواع الوجبات “
أما سليمان الجابري فيقول حول هذه الظاهرة :” بقرب شهر الخير والعطاء شهر رمضان يزداد الاستهلاك ويزداد طمع التجار ولا ندري على من من يقع اللوم فنحن في شهر العبادة والطاعة وليس في شهر الاطعمة والاسراف فيها”
ويوضح محمد المعولي رأيه في الاستهلاك الرمضاني قائلا :” ارتفاع الأسعار والغلاء في السلع الغذائية سببه الناس أنفسهم فشهر رمضان ليس شهرا للأكل والشرب فالناس هم من يتسببون في فتح شهية التجار والاستغلال منهم لرفع الأسعار للمشتريات الاستهلاكية التي يتهافت الناس على شرائها وبكميات قد تفوق الحاجة والغريب أن المواد الغذائية التي سيتم شراؤها وتخصيصها لرمضان هي ليست سلعا جديدة وتم تخصيصها لهذا الشهر الفضيل بعينه بل هي سلع موجودة وتُستخدم في أوقات غير شهر رمضان.”
ويرى إبراهيم السباعي بعدم وجود علاقة بين الاستهلاك وارتفاع الأسعار حيث يقول :” لا أعتقد أن للاستهلاك الغذائي في رمضان علاقة بارتفاع الأسعار وإنما الارتفاع ناجم من ثقافة البائع الاستغلالية”
بينما يخالف صالح المرشودي الجميع بقوله” لا أسميها ظاهرة وهي ليست كذلك لأن الأمر يتعلق بعادات وتقاليد تخصنا كمجتمع خصوصا في فترة الإجازات أثناء الشهر الكريم فالإنسان أحيانا يستقبل ضيوفا وأحيانا تكون لديه الرغبة في التصدق على الآخرين ولا ننسى أن في مجتمعنا عادات لتبادل الأكلات بين البيوت وهذه عادة محمودة” مؤكدا في سياق رده عن الاستهلاك الرمضاني :” كلامي ليس بإطلاق بعمنا قد يوجد من يسرف في الاستهلاك لكنها ليست ظاهرة وإنما ترتبط بعوامل مختلفة “
وحول الحد من الاستهلاك الغذائي المرتفع في شهر رمضان يقول حمد العبري :” يتم الحد منه وفق النسب المعقولة من خلال إيجاد ثقافة الاستهلاك الإيجابي للمجتمع واستهلاك بما هو ضروري يخلق لدينا اتزانا في الأسواق في رمضان أو غير رمضان فعلينا أولا أن نخلق ثقافة أن رمضان شهر للعبادة وليس للأكل بعدها ننطلق في توعية الناس من خلال المحاضرات والندوات وخطب الجماعة ومن وسائل التواصل الاجتماعي التي إن استغلت في هذا الجانب بالشكل الذي من أجله نصل للرسالة المرجوة في أن رمضان شهر العبادة” ويرى بدر الهادي أن الحد يكمن في عدة نقاط حيث قال:” كي نصل إلى حد هذه الظاهرة لا بد من النقاط التالية: تثقيف المجتمع تثقيفا استهلاكيا يراعى فيه بذل المال بشكل منظم ومخطط و التوعية لدى رب الاسرة حول تثقيف أسرته و التوعية الدينية والتثقيف الديني حول مدرسة الصوم و التوعية والتثقيف الصحي حول الأسس الصحية في اتباع الاساليب الناجعة لتناول الطعام الصحي منطلقين من قوله صلى الله عليه وسلم ” ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك”
ويرى محمد المعولي :” أهمية توعية أفراد المجتمع بجدوى الترشيد في الاستهلاك ورفض الإسراف والتبذير، بالإضافة إلى أهمية تنويع السلع المتاحة، وكذلك أهمية نشر رسائل توعوية للمنتجين والتجار بعدم المغالاة في رفع الأسعار، وتوفيرها بشكل ميسر وبسعر معقول انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف”
وبالحديث عن دور الجهات المختصة في كبح جماح ارتفاع الأسعار المرتبط بارتفاع الاستهلاك الرمضاني يقول سعادة سعيد الغزيلي عضو مجلس الشورى :” على هيئة حماية المستهلك اتخاذ اﻹجراءات اللازمة ومعاقبة المتسببين في وجود ارتفاع في المواد الغذائية الاستهلاكية حتى يكون هناك ارتياح من قبل المستهلك وكذلك يجب على وزارة اﻷوقاف والشؤون الدينية نشر الوعي وحث الناس على الاقتصاد وعدم اﻹسراف والتبذير وكذلك تعريفهم بهذا الشهر الفضيل وماذا ينبغي على المسلم القيام به في شهر رمضان الكريم وأما بالنسبة لوزارة اﻹعلام فعليها توعية المجتمع إعلامياً بهذا الشهر الفضيل وما يترتب عليه من توعية في الاستهلاك ويكون ذلك عن طريق استضافة بعض المختصين من الجهات الحكومية ومن المجتمع اﻷهلي حول تفعيل قدوم هذا الشهر الفضيل وحث أصحاب اﻷموال على التصدق والنظرة اﻹنسانية على الفقير والمرضى”
ويضيف على كلامه محمد المعولي بقوله :” ما يتمناه المستهلك من الجهات المختصة هو عمل جولات تفتيشية قبيل شهر رمضان المبارك للرقابة على المحلات والأسواق التجارية من حيث متابعة للأسعار في البيع وتوفير كافة السلع الغذائية والتنويع فيها وعدم الاستغلال في الأسعار وتكثيف التوعية للمجتمع عن طريق المحاضرات والنشرات للمواطنين وحتى عن طريق خُطب الجمعة عن أهمية الترشيد وأن رمضان شهر للعبادة والطاعة. وكذلكفرض غرامات مالية على المحال والأسواق التي تبالغ ف الاسعار وتستغل المواطن في ذلك بعد فرض تسعيرة على السلع الغذائية ومعاقبة المتجاوزين عنها ليكونوا عبرة”
ويرى إبراهيم السباعي أن مسؤولية الجهات المختصة تكمن :” في مراقبة ومتابعة الأسعار قبل وخلال الشهر الفضيل كما أن مسؤوليتها تكمن في توفير السلع العذائية الضرورية “
حماية المستهلك: مستعدون للشهر الفضيل