كامبريدج – أثير
بحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الإوقاف والشؤون الدينية ، انطلقت أمس فعاليات مؤتمر الفكر الإباضي الخامس بجامعة كامبريدج البريطانية، وألقى ستيورت لينج عميد الكلية المسيحية اللاتينية بالجامعة كلمة أشار فيها إلى الاهتمام بهذا المؤتمر الذي يحوي العديد من البرامج المثمرة وأوراق العمل المهمّة كونها تتيح للباحثين التعرف على المزيد حول الفكر الإباضي.
وحول الهدف من المؤتمر قال الدكتور عبد الرحمن السالمي في كلمته إنه يهدف إلى تشجيع الدراسات البحثية في مختلف جوانب الفكر الإباضي ويركز على بحث الجوانب التاريخية بالأخص وأثنى على دور المستشرقين البريطانيين واهتمامهم بالعلاقات مع العمانيين منذ زمن طويل والعمل على وضع التاريخ العماني بشكل تراتبي تاريخي مشيدا بالمشاركين من الأعلام والمفكرين الكبار أمثال جوزيف آدم وجون ويلكنسون وولفرد ماديلونج لما لهم من دراسات كبيرة ومعمقة تساهم بشكل إيجابي في مثل هذه المؤتمرات و بعراقة جامعة كامبريدج البريطانية وأدوارها العلميّة وما نتج عنها في الدراسات العربية والإسلامية طوال القرون الأربعة الماضية.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر تقديم 10 أبحاث من بينها بحث (علاقة عبدالله بن عباس بالمحكمة في البصرة) للبورفيسور ويلفرد مادلونج الذي تحدث عن علاقة عبدالله بن عباس بالمحكمة في البصرة وانه كان له علاقة بهم منذ كان واليا على البصرة وكان يستمع اليهم ويسألونه أسئلة تتعلق بالقرآن خاصة وبالإسلام عامة، وظل على علاقة بهم حتى بعد أن عاد إلى مكة والتقوا به هناك عندما جاؤوا لنصرة عبدالله بن الزبير من أجل حماية البيت الحرام من محاولة الأمويين السيطرة على الحجاز. ويرى ويلفرد مادلونج أن هذه العلاقة اثرت في تطور الفكر الاباضي بشكل ملحوظ.
وجاء البحث (علاقة الإباضية بالمحكمة) للبروفيسور آدم جيزر عن القدوة الحسنة عند الإباضيين وتصورات الإباضية عن المحكمة حيث ركز على ثلاث شخصيات (عمار بن ياسر، وابن الزهير وعبدالله بن وهب الراسبي). وتطرق كذلك الى ما كان يتصوره الإباضية عن هذه الشخصيات الثلاث حيث كانوا يتصورونهم من أهل الاستقامة والورع والتقوى. اما البحث الثالث فكان تحت عنوان (كيف ينظر المؤرخون الأوائل الى التحكيم؟) للدكتور رضوان السيد الذي حاول خلاله الاجابة على السؤال مشيرا الى انهم ركزوا على نص اتفاقية التحكيم وإشكالية المصطلحات المستخدمة فيها.
ويأتي المؤتمر في السياق الحضاري العام للدراسات العربية والإسلامية والتركيز على المدرسة الإباضية باعتبارها إحدى المدارس الفكرية ذات النتاج العلمي والأدبي والتاريخي، وكذلك نشره لرسالة التفاهم بين الإنسانية وتركيزه على البحث عن المشترك الإنساني ورؤية العالم من حولنا ورؤية العالم لنا وفق منظومة العقل والعدل والأخلاق.